قدمت اقتراحا أثناء استضافتى فى إحدى لجان مجلس الشيوخ، تدريس سوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي فى كل مراحل التعليم، ابتداءً من الحضانة حتى الجامعة.
وشرحت الأسباب وأهمها ضرورة تجهيز الأجيال الجديدة للمستقبل، وأن تركز الدراسة على عنصرين: التقنية والمحتوى، لأن الثورة الصناعية الخامسة جاءت دون سابق إنذار، وتتخذ عنواناً براقاً وكاذباً وهو التزاوج بين الإنسان والآلة، وهو مجرد شعار يطلقه سادة العالم الجديد لإحكام السيطرة على البشرية.
ولأن الإنسان هو الذى يخترع الآلة، ويزودها بالمعلومات التى يريدها ويوجه مسارها وتنفذ أوامره، كما يحدث مع فيس بوك الآن وتويتر ويوتيوب وغيرها، التى تؤثر فى الدول والشعوب عن طريق من يسيطرون عليها.
يشير تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى الأخير إلى أن 44% من فرص العمل على مستوى العالم ستشهد تراجعاً فى السنوات الخمس القادمة بسبب التكنولوجيا والرقمنة.
والوظائف المرشحة للاختفاء مثل الأعمال الكتابية والسكرتارية وصرافى البنوك والخدمات البريدية والوظائف الإدارية والأمنية التقليدية.. أما الوظائف سريعة النمو فمنها خبراء أمن المعلومات والطاقة الشمسية والمتجددة ثم وظائف التعليم والزراعة والتسويق الرقمى.
المستقبل للمهارات العملية التى تستطيع المنافسة فى سوق العمل، ومن لديه القدرة على الاستثمار الصحيح فى مجال التعليم، لتحقيق الاستقلال الوظيفى والقدرة على التنافسية.
وفى مجال التعليم فى مصر، لسنا فى حاجة إلى نظريات جديدة وأفكار بعيدة عن هذا الهدف: «الاستثمار فى التعليم لتعزيز القدرة التنافسية وتأهيل الخريجين لمتطلبات المستقبل فى سوق العمل».
فبعد سنوات لن تطول سوف يغير الذكاء الاصطناعى شكل الحروب ووسائلها وأسلحتها، ولن تكون هناك حاجة للجيوش والأسلحة التقليدية، ويمكن غزو الدول بالتحكم فى المعلومات وشلّ القدرة على التفكير وإدارة المعارك، وسيصبح الذكاء الاصطناعى جنرال الحروب الجديدة.. والتجربة المتواضعة هى الطائرات المسيرة التى تخترق أجهزة الرادار دون طيارين وتصل إلى قلب المدن فى الحرب الروسية الأوكرانية.
وفى مجال الصحة تساعد برامج الذكاء الاصطناعى فى التشخيص ورسم الخطط العلاجية وإجراء العمليات الجراحية والوقاية من الأمراض، وتشير بعض التقارير المتفائلة إلى قرب التوصل إلى علاجات حاسمة لمرض السرطان المخيف.
أما فى مجال كرة القدم، فسوف يختار الذكاء الاصطناعى أفضل تشكيل للفريق، ويقدم خطة اللعب ونقاط الضعف والقوة فى الفريق المنافس، وعقد نادى برشلونة ندوة مهمة حول «الذكاء الاصطناعى ودوره فى مستقبل كرة القدم».
أشارت الندوة إلى دور الذكاء الاصطناعى الفعال فى مساعدة محللى الأداء والتنبؤ بنتائج المباريات، وتحليل أداء اللاعبين والتنبؤ باحتمالية الإصابة، وتقديم طرق وحلول للخطط الدفاعية والهجومية.
هذه هى النسائم الأولى للذكاء الاصطناعى الذى يقتحم الأبواب والشبابيك والجدران والحوائط المصمتة.
ورأيي: أنه إذا تم التوافق على إنشاء المجلس الأعلى للتعليم تكون مهمته فقط: رسم استراتيجية الذهاب إلى المستقبل، فى ضوء إمكانيات الدولة للإنفاق على التعليم.
