إنها مصر

عبارات فقدت معناها !

كرم جبر
كرم جبر

من خارج الصندوق !

كثير من المتحدثين والعالمين وغير العالمين ببواطن الأمور، يبدأون حديثهم بعبارة "من خارج الصندوق"، ثم يقولون كلاماً لا هو من خارج الصندوق ولا من داخله.

من خارج الصندوق يقصد بها مقترحات أو أفكارا بطريقة مختلفة وإبداعية، غير كل الأفكار السابقة الموجودة داخل الصندوق.

خارج الصندوق يحتاج خبرات وتجارب وتصورات، وصياغتها فى حلول إبداعية تقدم للبشرية خدمات جليلة، فعندما كان الناس يركبون الخيول للتنقل، كانت القطارات البخارية "من خارج الصندوق"، ثم جاء القطار الكهربائى والطائرات والكمبيوتر والإنترنت وكلها إبداعات من خارج الصندوق.

أما الأفكار العادية التى يتم تغليفها بعبارة "من خارج الصندوق"، فقد فقدت معناها بسبب سوء استخدامها، وتكرارها بمناسبة وبدون مناسبة.

●●●

تصفير الأزمات !

ومعناها المبادرات والمقترحات والحلول التى تنهى بشكل حاسم الأزمات الساخنة والملتهبة، وهى من العبارات التى فقدت معناها، بسبب سوء استخدامها.
تصفير الأزمات فى القضية الفلسطينية، معناها مبادرات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، تحقق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، وإذا تحقق ذلك فمعناه الوصول إلى نقطة الصفر، وغير ذلك فالصفر على الشمال كما يقولون.

وتصفير الانبعاث الحرارى معناه أن تقتنع الدول الكبرى المانحة، بتقديم الاستحقاقات التى تعهدت بها لإنقاذ الدول الأكثر تضرراً، وغير ذلك فالأزمة تتصاعد ولا تتصفر.

وهذا ينطبق على تصفير المشاكل وتصفير الأزمات الدولية وتصفير السياسة، وغيرها من العبارات الرنانة، لأن عبارة "تصفير" جذابة ومغرية ومحفزة على الاستخدام ولكنها فقدت معناها.

●●●

أمثلة شعبية !

تكون كلام فى الصميم إذا كانت مباشرة ومعبرة ومحددة ولا تحتمل المراوغة والتأويل وسوء الفهم، وتكون كما يقولون "أبيض" أو "أسود" وليس رمادياً.
وكثيراً ما يقول البعض أن الأمثلة الشعبية فى الصميم وهى ليست كذلك، مثل "كثرة حسادك شهادة نجاحك"، "أخلاقك هى رصيدك عند الناس"، "ابتسامة المهزوم تُنسى الفائز حلاوة النصر"، "اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب"، "من تبحث عنه يبحث عنك"، "ضرب الحبيب زى أكل الذبيب"، "امشى على مهلك عشان توصل بسرعة".

لو فكرنا فى هذه الأمثلة وكأنها كلام فى الصميم، لن نجدها فى الصميم ولا غيره، مثلا "اصرف ما فى الجيب...."، عمر الغيب ما يأتى بما تم صرفه، أو "ضرب الحبيب زي...." عمر الضرب ما كان زى الذبيب وهكذا.