فى الصميم

انتخابات أمريكا.. ورياح التغيير!!

جلال عارف
جلال عارف

يبدو أن فرضية أن انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة ستكون «نسخة بالكربون» من الانتخابات السابقة بين بايدن وترامب أصبحت محل شك كبير(!!).. دخول حاكم فلوريدا «ديسانتس» المعركة ضد ترامب ليكون مرشحاً للجمهوريين فى الانتخابات القادمة يغير كثيراً من قواعد اللعبة.. ليس فقط داخل الحزب الجمهورى، وإنما أيضا داخل الحزب الديموقراطى ومع مرشحه الأهم − حتى الآن − الرئيس الحالى بايدن!!

كان واضحاً أن «ترامب» لا يخشى من مرشح داخل حزبه قدر خشيته من «ديسانتس» ولذلك بادر بمهاجمته وهو يرسح نفسه العام الماضى لولاية ثانية كحاكم لفلوريدا، وهى الانتخابات التى فاز فيها بجدارة مما عزز فرصته للتطلع لرئاسة الجمهورية. ترامب يدرك أن «ديسانتس» يعتنق نفس سياساته اليمينية مما يعطيه الفرصة لنيل ثقة جمهور ترامب مع اشتداد المطاردة القضائية للأخير وما فيها من فضائح أخلاقية ومالية وسياسية.

دخول «ديسانتس» علـى الخط الآن لا يمثل تحدياً لترامب وحده، بل أيضا للديموقراطيين الذين بنوا خططهم على أن المعركة القادمة ستكون بين بايدن وترامب وهم قادرون على حسمها..

خاصة مع تراجع نقطة الضعف عند بايدن فى هذه الحالة وهى تقدمه فى السن، لأن الفارق بينه وبين ترامب هو حوالى أربع سنوات فقط.. أما مع «ديسانتس» إذا حصل على ترشيح الجمهوريين فإن المفارقة ستكون كبيرة بين عمر بايدن (٨١ سنة) وعمر ديسانتس (٤٤ سنة) وهو أمر لابد أن يقلق القيادات الديموقراطية.

واللافت هنا هو ظهور هيلارى كلينتون من جديد، وتعليقها قبل يومين بأن تقدم «بايدن» فى العمر يمثل مشكلة وبأن القلق بشأن ذلك مشروع (!!) وهو 
ما يشاركها فيه الكثير من القيادات الديموقراطية، وإن امتعنوا - حتى الآن- عن التعليق، تاركين لبايدن أن يقرر ما إذا كانت حالته الصحية ستمكنه من تحمل عبء حكم أمريكا لفترة رئاسية أخرى!

هيلارى كلينتون قد تكون - إذا دعت الحاجة - بديلاً مطروحاً لمواجهة ترامب فهما فى نفس العمر (٧٦ سنة) لكن الأمر يختلف إذا كانت المواجهة مع «ديسانتس»، وهذه مشكلة حقيقية يواجهها الديموقراطيون لأن الوقت ضيق والبدائل الأصغر سناً غير جاهزة!!

فى كل الأحوال.. يبدو أن فرضية أن تكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة تكراراً مملاً للانتخابات السابقة بين ترامب وبايدن.. أصبحت - على الأقل - محل شك كبير أو تساؤلاً محيراً!!