مع الاعلان عن موافقة أمريكا على تزويد أوكرانيا ـ عن طريق الحلفاء ـ بطائرات «فانتوم 16» بقدراتها الهائلة. كان الرئيس الأمريكى بايدن حريصا على تأكيد أن أوكرانيا قد تعهدت بعدم استخدامها إلا داخل حدود أوكرانيا والابتعاد تماما عن سماء روسيا.
فرغم التصعيد فى تسليح أوكرانيا بأحدث المدرعات والصواريخ والطائرات فإن أمريكا مازالت لا تقدم السلاح مباشرة، وهى والحلفاء وروسيا أيضا مازالوا ـ حتى الآن ـ يتجنبون الانجرار الى صدام مباشر.
بعد يومين فقط كانت الحدود الروسية ـ الأوكرانية تشهد تطورا خطيرا. حيث أعلنت موسكو عن عملية توغل عسكرى قالت إن «مخربين» قدموا من أوكرانيا قاموا بها فى منطقة «بلجورود» أعقبها هجوم بالمسيرات على المنطقة. وبينما قالت أوكرانيا انها غير مسئولة عما حدث، وأن من قاموا بالعملية هم من جماعات روسية تعمل للاطاحة بالرئيس بوتين وإن كان معروفا ان مقرها داخل أوكرانيا!
والأرجح أن العملية دعائية ولا تمثل خطرا كبيرا على روسيا، وأنها تستهدف إبعاد الانظار عن سقوط مدينة «بوخوت» أو ما تبقى منها فى قبضة الروس بعد ثمانية أشهر من القتال..
وربما أيضا التلويح بأن القتال مستمر وأنه ينتقل لداخل روسيا للتغطية على عدم القيام بهجوم الربيع حتى الآن. الحادث هو الأخطر على الحدود بين الدولتين المتحاربتين، ورغم محدودية التوغل وقدرة الروس على سحقه، إلا أن الخطر يظل كبيرا، ومحاولة نقل القتال الى داخل روسيا تظل محفوفة بالمخاطر، والحادث ـ وقبله استهداف الكرملين بالمسيرات ـ يطرح الكثير من الأسئلة حول جدية التعهد الأوكرانى حول «الفانتوم» وعدم استخدامها فى سماء روسيا!!
وأغلب الظن أن تزويد اوكرانيا بالفانتوم سيتأخر كثيرا.. وأن المتقاتلين الكبار «روسيا وأمريكا وحلفاء الناتو» سيشعرون بأن خطر الصدام المباشر سيظل حاضرا رغم النوايا والتعهدات، وأن اللاعبين الصغار قد يورطون الجميع، وأن خطأ واحدا فى التقديرات قد يأتى بالصدام المباشر الذى تتجنبه كل الأطراف حتى الآن، ولكن.. إلى متى اذا ظل التصعيد مستمرا، وإذا ظل باب التفاوض مغلقا؟.. هذا هو السؤال.