عالم بالأوقاف: ترتيب الأولويات وترشيد الاستهلاك ضرورة لترسيخ ثقافة الاستغناء

الشيخ سمير البدرى
الشيخ سمير البدرى

يأتى شهر رمضان مع موجة من الغلاء تجتاح السلع الغذائية، مما يضع الأسرة وخاصة ربة البيت تحت ضغط نفسى ومادى لارتباط هذا الشهر الكريم بالعزومات والأكلات الدسمة والحلويات والمشروبات ..فكيف يمكن ترشيد الاستهلاك مع ترتيب الأولويات وترك غير الضروريات وهو ما يسمى بثقافة الاستغناء.

عن هذا يحدثنا الشيخ سمير البدرى من علماء وزارة الأوقاف فيقول: حث الإسلام على ترشيد الاستهلاك والاقتصاد والاعتدال فى سائر الأمور حتى فى العبادات من صلاة وصيام رفعاً للحرج وتحقيقاً للتيسير وبعيداً عن التعسير، ومن صور ذلك إباحة الفطر فى رمضان للمسافر والمريض والحامل والمرضع عند خشية وقوع الضرر، كما أن الإسلام حث أيضا على التوسط فى الإنفاق فى سبيل الله وعند جواز الوصية فى أكثر من الثلث وفى المقابل جعل الإنفاق على الأهل واجب، أما ما يخص الأكل والشرب فهو مباح بالقدر الذى يدفع الهلاك ويحقق الشبع وحذر وكره إن زاد عن الشبع ليصل إلى التخمة.


ويضيف: أما ترشيد الاستهلاك فقد أصبح الآن ضرورياً بعد الزيادة السكانية الرهيبة وهو عبارة عن الاستخدام الأمثل للموارد خاصة المواد الغذائية دون إهدار لها خاصة بعد أن أصبحنا نرى بعض الشعوب تعانى من نقص الموارد فى المواد الغذائية وأيضا من المجاعات وبمناسبة شهر رمضان وموجة الغلاء التى تجتاح العالم لابد من عمل توازن بين عدد أفراد الأسرة واحتياجاتها الضرورية لأن شراء مواد زائدة عن الحاجة يؤدى إلى الإسراف المنهى عنه وإلى تلفها والتخلص منها قال تعالى: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين « وقال أيضا سبحانه وتعالى:» إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا».


ويوضح أنه على ربة الأسرة أن تحدد متطلبات أسرتها مع زوجها أولاً وفق الدخل المتاح لهما وهذه بعض النصائح التى تفيد منها الاكتفاء بإعداد صنف أو صنفين من الطعام الذى يحبه الجميع لوجبة الإفطار ونوع واحد من الحلوى تعده فى البيت بدلاً من الشراء من محلات الحلوى لغلاء أسعارها وإعداد المشروبات فى المنزل أيضا، أما بالنسبة لعزومات رمضان وهى سمة وعادة للشهر الكريم ممكن تجميع الأهل فى يوم واحد مع الاتفاق على أن تعد كل أسرة صنفاً واحداً من الطعام أو الحلوى مختلف فلا تحرم العائلة  من اللمة ولا يكون هناك إرهاق مادى وجهد بدنى على ربة البيت، هذا بالإضافة إلى أخذ ثواب إفطار صائم التى تحرص الأسر عليه فى الشهر الكريم.


وينصح بالاستغناء عن تناول وجبات الإفطار أو السحور فى المحلات العامة والمطاعم بعد رفع الأسعار مما يسبب حملاً على ميزانية الأسرة، كذلك عدم التخلص من الفائض من الأطعمة برميها فى القمامة بل الاحتفاظ بها فى فريزر الثلاجة لتناولها فى يوم آخر وليس فى اليوم التالى حتى لا يصاب أفراد الأسرة بالملل قال تعالى:» ولا تجعل يداك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً»،وأخيراً الفطنة وعدم الاغترار بالعروض والإعلانات والدعايات التى تجر إلى شراء ما ليس تحتاج إليه الأسر أو الأفراد.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي