من أجل مشغولاتها الذهبية .. «أبلة نانا» تودع الحياة على يد زميلة عمرها

الضحية
الضحية

بنى سوبف: عويس الطحاوي

  عندما كانت «أبلة نانا» في سنوات خدمتها، معلمة في المدرسة الصناعية للفشن، قبل أن تخرج على المعاش، حضرت لها معلمة صغيرة في السن، استلمت عملها داخل المدرسة، تدعى الأستاذة ميرفت. حينها بدأت علاقة صداقة وزمالة حقيقية بين الاثنين، ليس هذا فقط داخل أسوار المدرسة بل وخارجها ايضا، تبادل زيارات، هدايا، عزومات، وحتى في الأوقات الصعبة التي كانت تمر بها الأستاذة «ميرفت»، كانت «أبلة نانا» أول المساندين والداعمين لها، لكن كل هذه المودة والصداقة، بين طرفة عينٍ وانتباهتها، تحولت لكره وبغض، في قلب الأستاذة ميرفت؛ أقدمت على فعلٍ بشع، حيث قتلت صديقتها لسرقة مشغولاتها الذهبية. تفاصيل أكثر عن تلك الواقعة التي شهدت أحداثها مدينة الفشن بمحافظة بني سويف ترويها السطور التالية.

كانت «أبلة نانا» تُعرف في محيطها بدماثة الخلق، تعيش طوال عمرها سواء عندما كانت معلمة في التربية والتعليم أو حتى بعد خروجها على المعاش في حالها، وكانت تعمل أيضًا في أعمال الخياطة، وبحكم زواج أولادها ووفاة زوجها تعيش بمفردها داخل شقتها، ولا يأتيها إلا أولادها للزيارة، أو زبائنها. كل حين وآخر، حتى دخل عليها ابنها ذات يوم فوجدها ملقاة على الأرض وقد فارقت الحياة.
لم يظن ابنها للوهلة الأولى أن والدته قد تعرضت لشيء، هي سيدة كبيرة تجاوز عمرها الـ67 عامًا، ومريضة، لذلك أبلغ إخوته وأقاربه، وطلب من أحدهما إحضار مفتش الصحة للكشف على الحالة، واستخراج تصريح الدفن.
بمجرد ما أن حضر مفتش الصحة وبدأ عمله، لاحظ وجود بعض الكدمات على جثمان «أبلة نانا»، وآثار خنق في رقبتها، عليه أبلغ نجلها أن هناك شبهة جنائية في الوفاة، وأنه لزم إبلاغ الجهات الأمنية لفحص الواقعة، وعرض الجثمان على الطب الشرعي.
فور أن سمع الابن ما قاله له مفتش الصحة، ذهب على الفور إلى قسم شرطة الفشن، وحرر محضرًا بالواقعة، وبدأت مباحث الفشن تحرياتها حول الواقعة.

زميلتها
آثار مقتل «أبلة نانا» حديث مدينة الفشن بصفة عامة، وشارع البحر الأعظم، حيث تسكن المجنى عليها، بصفة خاصة، خصوصًا وأن أبلة نانا لم يكن لديها عدوات، هي سيدة تعيش في حالها، خرجت على المعاش وتعمل في تفصيل الملابس، وليس لديها حتى ما يثير ناحيتها الطمع.
تابعت مباحث الفشن تفاصيل القضية، وبدأت في تحرياتها حول الواقعة، وبعد فحص كاميرات المراقبة وشهادة شهود العيان، ظهرت سيدة من خلال تسجيل الكاميرات المحيطة بالمكان، يبدو من مظهرها أنها في أواخر الأربعينات، تدخل شقة «أبلة نانا»، وبعد ما يقرب من نصف ساعة تخرج وفي يديها شيء ما يشبه الحقيبة، ويظهر عليها علامات الارتباك.
بالاستعلام عن تلك السيدة، أقر جيران «أبلة نانا» بأن هذه السيدة هي صديقتها، والتي كانت زميلة لها في المدرسة، وتدعى الأستاذة «ميرفت»، وأنها أستاذة الزخرفة في المدرسة الصناعية.
على الفور تحركت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن بني سويف لضبط المشتبه بها، وفعلا تم إلقاء القبض عليها، واقتيادها إلى قسم الشرطة للتحقيق معها.
في البداية أنكرت الأستاذة ميرفت أي علاقة بينها وبين موت «أبلة نانا»، وأنها كانت تزورها لتسوية حسابات بينهما تتعلق بأعمال الخياطة، لكن بعد الضغط عليها، ومواجهتها بما توصلت إليه التحريات، اعترفت قائلة: «قتلتها عشان الدهب».

إيشارب
اعترفت «ميرفت» أمام رجال المباحث، أنها فور أن دخلت إلى منزل «أبلة نانا»، لاعتيادها الذهاب إليها كل فترة، وللحديث عن بعض الأمور المادية التي تخص العمل، حيث أن هناك حسابات مالية بينهما، وبعد حوار احتدم بينهما هبت «ميرفت» من مكانها وأمسكت إيشارب، وفي غفلة خنقت «أبلة نانا».
عندها حاولت المجني عليها الإفلات من محاولة خنقها، ظلت ترتمي في أكثر من مكان، فاصطدمت رأسها في بعض أثاث المنزل، مما تسبب لها في بعض الكدمات، ولكبر سن المجني عليها عجزت عن المقاومة، واستسلمت في النهاية بعدما خارت قواها فسقطت على الأرض جثة هامدة.
وما أن تيقنت «ميرفت» بأن «أبلة نانا»، قد فارقت الحياة، اسرعت وسرقت مشغولاتها الذهبية، وبعض الأموال التي كانت معها وخرجت من الشقة بعدما ظنت أن لا أحد يراها.

بداية الواقعة
تعود بداية الواقعة، ببلاغ من نجل المجنى عليها إلى اللواء منصور الدغيدى، مدير إدارة البحث الجنائى بالمديرية، يفيد أنه في أثناء توجهه إلى منزل والدته، ألفت.ج، وشهرتها ابله نانا معلمة بالمعاش، وتقيم بشارع البحر الأعظم بالفشن، وجدها جثة هامدة ومخنوقة بإيشارب، ولا توجد خلافات بينها و أحد.
على الفور تم عرض البلاغ على اللواء أسامة حلمى مساعد وزير الداخلية لأمن بنى سويف، الذى أمر بسرعة الانتقال والفحص، وضبط مرتكبي واقعة القتل، تم تشكيل فريق من ضباط إدارة البحث الجنائى برئاسة العميد محسن شيريت رئيس المباحث الجنائية، والانتقال إلى مكان وقوع الجريمة، والاستعانة بالكاميرات المتواجدة بالشوارع.

بفحص جثة المجنى عليها، تبين بها آثار خنق وسرقة بعض المحتويات بمحل سكنها ومشغولات ذهبية، وبفحص كاميرات المراقبة فى مكان الواقعة، تبين دخول سيدة مسكن المجنى عليها وخروجها بعد فترة.
بالفعل تم تحديد شخصيتها وتدعى  ميرفت.ا، ٤٧ سنة، مقيمة بذات العنوان وتعمل معلمة ايضا، وقد أسفرت تحريات المباحث، أنها وراء ارتكاب الواقعة، وبالفعل تم إلقاء القبض عليها، ومواجهتها بما أسفرت عنه التحريات ومقاطع الفيديو من كاميرات المراقبة.
حينها اعترفت تفصيليًا بارتكاب الواقعة، وبررت ارتكابها لوجود خلافات مالية، وأرشدت عن مكان إخفاء المسروقات، عليه تم تحرير محضر باعترافاتها، وبعرضه على  طه رجب مدير نيابة الفشن، قرر حبس المتهمة أربعة أيام، على ذمة التحقيقات، وتشريح جثة المجنى عليها لمعرفة سبب الوفاة، والدفن عقب التشريح، وفى وقت لاحق أمرت النيابة بتمثيل المتهمة لارتكاب الجريمة.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 23/3/2023

أقرأ أيضأ :