في الصميم

جلال عارف يكتب: هل تفعلها الصين.. وهل تسمح أمريكا!!

جلال عارف
جلال عارف

عندما أطلقت الصين مبادرتها حول الحرب الأوكرانية، كان الرفض التام هو رد الفعل السريع من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وكبار المسئولين فى حلف «الناتو».. وكان الغريب أن ذلك يحدث فى حين استقبلت كل من روسيا وأوكرانيا «المبادرة» الصينية بإيجابية ووجدت كل من موسكو وكييف فى «المبادرة» شيئا فى صالحها.. موسكو استراحت من تركيز «المبادرة» على وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات قبل الانسحاب، وكييف رحبت بتأكيد «المبادرة» على احترام استقلالها ورفض أى اعتداء يخالف المواثيق الدولية، واعتبرت ذلك تأكيدا على موقف صينى إيجابى قد يساعد فى الضغط على موسكو لسحب قواتها.

ورغم الحملة الغربية على الصين بعد ذلك، واتهامها رسميا من جانب واشنطن بالاستعداد لإرسال أسلحة فتاكة لروسيا وهو ما نفته الصين تماما فهاهو الرئيس الصينى يزور موسكو و«المبادرة» بند رئيسى فى مباحثات مع الرئيس الروسى، والموقف مختلف بعد النجاح الصينى الكبير فى رعاية الاتفاق بين إيران والسعودية لإنهاء سنوات طويلة من الصراع والقطيعة وهو ما يرسخ مكانة الصين الجديدة كلاعب رئيسي على الساحة الدولية ووسيط قادر على استخدام نفوذه لمحاولة حل الصراعات الكبرى.

أيضا يبدأ الرئيس الصيني «شي جين بينج» زيارته المهمة لموسكو التى ستعقبها مباحثات مع الرئيس الأوكرانى فى اتصال هاتفى فى ظل أوضاع عسكرية صعبة على الطرفين المتقاتلين على الأرض الأوكرانية.. فرغم التقدم البطىء للقوات الروسية فإن الطرفين يدركان أنه لن يكون هناك نصر حاسم لأيهما. والطرفان يعانيان من نقص السلاح والذخيرة، ووزير دفاع روسيا يوجه الصناعة العسكرية لمضاعفة الانتاج ، بينما زعماء «الناتو» سيعتمدون على وجه السرعة ٢ مليار دولار لشراء ذخائر لأوكرانيا.. ومع ذلك يبدو أن الطرفين غير مستعدين لمعارك الربيع الموعودة، وأن الاستنزاف سيظل سيد الموقف حتى تحين لحظة التفاوض!!

واشنطون استبقت الزيارة برفض أى حديث جديد عن وقف اطلاق النار قبل الانسحاب الروسى الكامل، لكن الكثيرين من الحلفاء يرون أن وقف إطلاق النار قد يكون مدخلا طبيعيا لإقرار السلام إذا توافرت الشروط لذلك.. وهو ما يعنى أن هناك فرصة حتى لو كانت واشنطون لاتريد نجاحا صينيا جديدا!!