رفع حظر التجوال وفتح الشوارع والميادين وإزالة الحواجز بعد استقرار الأوضاع

«الأخبار» من أرض الأبطال ترصد مشاهد «الانتصار الكبير».. القضاء على الإرهاب رسميا في شمال سيناء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رفع حظر التجوال وفتح الشوارع والميادين وإزالة الحواجز بعد استقرار الأوضاع 

أشهد أنها المرة الأولى التى أسير فيها على قدمى وأتجول فى شوارع مدن شمال سيناء ليلاً دون تحذير أمنى ودون أن أرى كمائن عسكرية فى كل مكان ودون سواتر ترابية وحواجز أسمنتية تحيط كل المبانى الحكومية والأمنية وأشهد أنها المرة الأولى التى أتحدث فيها مع الناس أمام المحلات والمقاهى دون أن أرى الخوف فى عيونهم من التحدث مع الصحفيين والإعلاميين بسبب رعبهم من التكفيريين.
12 عاما من العمل فى تغطية الشئون العسكرية وكل مرة تواجدنا فيها هناك من أجل تغطية جرائم الإرهاب والعمليات العسكرية ومعركة التنمية التى كانت تصاحبها.. اليوم عشت مظاهر الانتصار الكبير على الإرهاب فى شمال سيناء.. عيد وفرحة كبيرة بحق.. العريش والشيخ زويد ورفح كنا فى الماضى نطلق عليها اسم مدن مثلث عمليات الرعب والإرهاب.. لم تكن تمر ساعة لنا هناك دون أن نسمع دوى الطلقات وانفجار العبوات وأنباء سقوط الشهداء.. اليوم لم أسمع سوى صوت انفجار ضجيج الحياة بالمدينة وفرحة الأهالى بالعودة إلى منازل ظنوا أنهم لن يعرفوا يوما طريقا لها.. اليوم يمكن لأى مواطن أو سائح أن يتجول كما يشاء دون خوف فى الشوارع والميادين.. حظر التجوال انتهى دون رجعة.. المدن التى كانت تسكنها الأشباح تدفق الدماء داخلها من جديد وتدخل فى نطاق مشروعات الجمهورية الجديدة.. اليوم يفرح الشهداء فى عليين بهذا الانتصار الذى لولاهم ما تحقق لنعيش فى أمان تلك اللحظات.. اليوم جهود القوات المسلحة والشرطة المدنية وتعاون أهل سيناء طوال سنوات كتب لها النجاح والانتصار «الأخبار» قامت بجولة رصدت فيها مظاهر انتهاء زمن الإرهاب والقضاء عليه فى أرض الزيتون المباركة وعودة الحياة من أقصى نقطة حدودية عند منفذ رفح البرى وحتى بوابات أنفاق العبور الجديدة.

تدفق الأهالى للعودة إلى منازلهم بعد سنوات من الغياب

أرض الفيروز تتنفس حرية

لأول مرة نشاهد مظاهر رفع حظر التجوال بمدن شمال سيناء الذى كان يبدأ من السابعة مساء وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالى مع انقطاع شبكة الانترنت بعد رفع الحظر أصبحت المحلات التجارية فى شمال سيناء بالعريش وزويد تعمل حتى وقت متأخر مع زحام لا يتوقف من الأهالى المتلهفين على تنفس حرية الحركة واستعادة ذكريات سنوات جميلة مضت.

 

وتجولنا بالسيارة بعد السابعة مساء فى كل شوارع العريش بداية بطريق القنطرة العريش من كمين الميدان حتى شارع قناة السويس بالاتجاهين .. جميع السواتر والحواجز الأمنية أزيلت نهائيا من حى المساعيد حتى القنطرة شرق فى كلا الاتجاهين حتى الحواجز التى كانت تحيط قسم الشرطة .

 

والمحافظة أزيلت تماما وعادت السيارات تسير بحرية دون توقف وفى السيارة بجوارى فتاة تقود سيارتها مع صديقاتها فى مشهد لم أره منذ سنوات مضت كما لاحظنا الزحام الكبير من السيارات والمشاة بالطرق الرئيسية فى إشارة إلى عودة الكثير من السكان لمنازلهم بعد سنوات من الغياب.

منافذ القوات المسلحة ترد الجميل

لأن أهالى شمال سيناء الشرفاء تحملوا الكثير خلال معركة تطهير الأرض من دنس الإرهاب تحرص القوات المسلحة على توفير السلع الغذائية والمتطلبات الأساسية للمواطنين بأسعار مخفضة من خلال منافذ كبيرة ثابتة أو بالتنسيق مع عدد من الشركات لتوفير منافذ متنقلة تجوب قرى ومدن المحافظة لبيع السلع الغذائية.

 

وتقول إلهام حامد أحد سكان المدينة: منافذ القوات المسلحة توفر لحوما بأسعار مناسبة فضلا عن توفير مواد غذائية جافة من «سكر، زيت، مكرونة، مسلى، أرز» بالإضافة إلى سيارات لحوم ودواجن مجمدة وتبيع العديد من المنتجات بأسعار أقل من الأسواق.

 

محطات الوقود والأسواق بدون قيود

من المظاهر المهمة التى رصدناها وتؤكد القضاء على الإرهاب وعودة الحياة لطبيعتها هو إعادة فتح محطات الوقود أمام المواطنين بالعريش وبئر العبد والشيخ زويد بدون قيود مع إلغاء التنسيقات المسبقة لدخول البضائع والخضراوات والفاكهة للأسواق حيث تم السماح للمواطنين بتزويد سياراتهم بكميات الوقود من السولار والبنزين دون التقيد بحدود قصوى ومن أى محطة حيث كانت السنوات الماضية تشهد قيودا صارمة لمنع حصول التكفيريين على الوقود واستخدامه فى عملياتهم الإرهابية.

ومما تطلب تحديد كمية محددة من الوقود لسيارة كل مواطن وتسجيل بياناته عند الحصول عليها وكذلك تحديد كميات من أرغفة العيش وعدم السماح بشراء كميات كبيرة بالجملة من الخضراوات واللحوم لمنع وصول الإمدادات لهم عن طريق من يعاونهم كما تم منع دخول بعض الأسمدة الزراعية.

 

والتى كان يتم خلطها مع مواد أخرى لتصنيع عبوات متفجرة كذلك تم منع دخول السيارات انصف النقل ورباعية الدفع لبعض المناطق والدراجات النارية اليوم كل تلك القيود أزيلت تماما وفى أى وقت يمكنك الدخول لمحطة الوقود والتزود بأنواع مختلفة بداية من البنزين والسولار والغاز وفى أى وقت من اليوم وتم فتح عدد من المحطات التى تم إغلاقها تباعا تيسيرا على المواطنين وتلبية كافة احتياجاتهم بمدينة العريش وبئر العبد.

سوق الصاغة يفتح أبوابه

دون خوف شاهدنا ليلا محلات الصاغة بشارع سوق الذهب بالعريش تفتح أبوابها أمام المواطنين وهو الشارع الذى طالما أُغلق جزئياً خلال السنوات الماضية من قِبل قوات الأمن خلال ساعات النهار وإغلاقه كلياً ليلاً خشية تسلل إرهابيين واقتحام محال الذهب وسرقتها لتمويل أعمالهم الإجرامية وها هى الساعة فى يدى تشير عقاربها إلى التاسعة مساء وأرى السيدات والفتيات يتجولن أمام محلات الصاغة بأمان بعدها انطلقنا إلى شارع 23 يوليو بوسط مدينة «العريش» وهو الشارع الأكبر والقلب النابض بالحياة فى عاصمة محافظة شمال سيناء.

وكان هدفا مستمرا للإرهابيين اليوم الشارع يعمل بكامل طاقته المحلات عبر واجهاتها الزجاجية تعرض الملابس الشبابية والنسائية.. تنتشر أيضا توكيلات شركات بيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية ومكاتب المحامين وعيادات الأطباء والمعامل الطبية ومقرات شركات المقاولات وأعمال التجارة المختلفة.

 

ومقاهٍ شعبية وأخرى فاخرة، ومطاعم مختلفة وفنادق شعبية ملامح وجوه المارين فى الشارع تعكس تنوعاً معبراً عن أهالى سيناء وزوارها، فمنهم من يرتدى الملابس البدوية العربية التقليدية وهم من المقيمين، وآخرون يرتدون الزى السائد فى القاهرة وغالباً ما يكونون من محافظات أخرى ويدرسون فى الكليات التابعة لجامعة العريش الحكومية، وجامعة سيناء الخاصة وعدد من المعاهد العليا والمتوسطة تحدثت إلى عدد منهم والجميع لسان حاله يقول «عانينا لسنوات وبعضنا ترك منازله وأرضه وتجارته وعمله اليوم نعود والحمد لله على نعمة الأمن والأمان».

العريش تتجمل بأيادى أبنائها

«دقت ساعة العمل ومسح آثار العدوان الإرهابى الغاشم على مدينتا».. هكذا قال الشاب محمود سالم أحد أبناء المدينة والمشارك فى مبادرة «عودة العريش جميلة» وهى المبادرة التى تجرى بالتنسيق مع المحافظة والمجتمع المدنى وتعمل على طلاء ودهانات الأرصفة وتجميل الطرق الرئيسية كما تشمل المبادرة دهان جميع واجهات المبانى على الطريق الرئيسى لمدينة العريش وبتكلفة تصل إلى 20 مليون جنيه.

وكما تشمل المبادرة إزالة كافة الرمال والأنقاض من الشوارع الرئيسية وكل ذلك يتم بالتعاون والتنسيق بين القوات المسلحة والمحافظة وعدد من رجال الأعمال ورجال المجتمع المدنى والعمال المشاركين فى المبادرة ويقول عيسى الجهمى أحد سكان العريش «لدينا ثقة كبيرة فى أن رونق المدينة داخل أحياء العريش ستعود من جديد إلى ما كانت عليه قبل عام 2011 وقد تكون بصورة أفضل مما كانت عليه فى السابق. وقد بدأت بالفعل بوادر تلك اللمسات تظهر فى الكثير من الميادين، بعدما تم إزالة الكمائن ورفع السواتر الخرسانية وأكوام الرمال وفتح الشوارع والطرقات التى كانت مغلقة بعد استقرار الوضع داخل المدينة.

رفح الجديدة أحدث مدينة على أرض الفيروز

اختفت رفح القديمة ومعها شبكتها العنكبوتية من الأنفاق وتجار المال الحرام وتحولت جزء منها إلى منطقة آمنة مثل أى دولة ذات سيادة لديها مسافات آمنة على حدودها.. وعلى بعد ما يقرب من ٥ كيلومترات من رفح القديمة ظهرت الآن أحدث مدينة متكاملة الخدمات على أرض الفيروز وهى مدينة رفح الجديدة والتى انتهت المرحلة الأولى منها ويجرى الانتهاء من المرحلتين الثانية والثالثة وتستعد لاستقبال سكان المدينة من أهالى وشباب رفح.

حاول التكفيريون وتجار المال الحرام بكل السبل لمنع إنشاء تلك المدينة وهددوا كل من يعمل بها بالقتل ورغم أنوفهم أقيمت على أحسن ما يكون وداخل المدينة استقبلنا المهندسون والعمال بالترحاب وقالوا إن المدينة تحتوى على منطقة خدمات مركزية عبارة عن: مستشفى، مسجد، دار مناسبات، نقطة شرطة، مطافئ، بريد، سنترال، مخبز، محطة أتوبيسات مركزية، سوق تجارى، مجمع مدارس، وخدمات أخرى متنوعة إلى جانب شبكات مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء.

وباقى مرافق البنية التحتية بالمدينة وأشار إلى أنه تم الانتهاء من 84 عمارة كمرحلة عاجلة فى رفح الجديدة عبارة عن دور أرضى و3 طوابق علوية لكل عمارة بإجمالى 1344 وحدة سكنية، مجاورة سكنية كما ستضم ٤٠٠ بيت بدوى ومنطقة خدمات مركزية مشيرا إلى أن توجيهات الرئيس بسرعة الانتهاء من إقامة رفح الجديدة وتسليمها إلى المستفيدين.

رفع كفاءة المنازل والمساجد المتضررة من الإرهاب

ليلا مع نهار تتواصل أعمال رفع كفاءة المنازل والمساجد المتضررة من الإرهاب بمحافظة شمال سيناء لتشمل مناطق وسط سيناء ومدينة العريش والشيخ زويد وبئر العبد، تقوم المحافظة ومؤسسات المجتمع المدنى برفع كفاءتها بجانب حفر آبار المياه بالقرى العائدة، وتوفير مستلزمات الزراعة.

ويقول إبراهيم المقلوظ أحد سكان قرى الشيخ زويد: «بيوت الله لم تسلم من أيدى التكفيريين حيث كانوا يقومون بزرع عبوات ناسفة بداخلها وآثار الطلقات يمكن رؤيتها على الجدران والمآذن ويكفى ما شاهدناه من إجرام فى مسجد الروضة وقتلهم المصلين الأبرياء، اليوم نسعى لإزالة آثار هذا العدوان عن منازلنا ومساجدنا لتعود حياتنا إلى طبيعتها».

العريش وزويد ورفح تدخل تغطية مشروعات «الجمهورية الجديدة»

فرحة لا يمكن تزييفها

أهم مشهد شاهدناه ورصدناه فى جولاتنا هى الفرحة الكبيرة لسكان وأطفال قرى ومدن شمال سيناء بعد عودتهم لمنازلهم وأراضيهم.. فرحة حقيقية لا يمكن تزييف صورتها.. استقبال حافل من السكان واحتفاء كبير رغم أن الكثير منهم عادوا ووجدوا منازلهم قد تهدمت بعضها أو كلها بسبب اختباء العناصر التكفيرية بها وقيامهم بتفخيخها حتى تنفجر عقب الهرب ولإسقاط شهداء من صفوف الأبطال الذين يقومون بمداهمتها.

والشيخ عبدالله المعنى من وجهاء مدينة الشيخ زويد يقول «رغم الدمار الذى لحق بمنازلنا والبنية التحتية إلا أننا سعداء بالعودة وسنعمل على تعميرها مرة أخرى والدولة تسعى لصرف تعويضات لجميع المتضررين».. كنا محظوظين بمشاهدة سوق الثلاثاء بالشيخ زويد وعودته كما كان فى الماضى وهنا يتم بيع وشراء كل المستلزمات والزحام فيه عاد كما الماضى.

 

الشيخ زويد أرض أم المعارك

«لم أكن أتخيل يوما أننى سأعود مرة أخرى لمنزلى وأرضى.. 8 سنوات من الغياب بسبب الإرهاب تركت فيها مع أسرتى مسقط رأسى خوفا من رصاصات الغدر.. اليوم عدنا مطمئنين ورسالتى لمن لم يعد.. عودوا الأوضاع تحسنت كثيرا».. هكذا تحدث لنا أحد سكان مدينة الشيخ زويد عن حالة القرى والمدن السيناوية بعد أن عاد لها الهدوء والاستقرار.

الحياة الطبيعية بدأت فى النمو وبشائر الخير هلت بعد أن شهدت مدينة الشيخ زويد أصعب وأشرس المعارك مع الإرهاب وكانت أرض أم المعارك حيث كانت معقل رؤوس التكفيريين والطريق الواصل لها كان يطلق عليها اسم طريق الموت لكثرة ما كان يوجد به من عبوات ناسفة على الطرق الرئيسية وبداخل مزارعه اليوم تم تطهير معظم الأرض من العبوات الناسفة وعادت القبائل وعوائلها لبناء منازلهم.

لأن انتظام المدارس يعد من أحد أهم مظاهر استقرار الأوضاع بشمال سيناء قمنا بزيارة لعدد من المدارس من بينها مدرسة الوحشى التابعة لإدارة الشيخ زويد ورفع تلاميذ المدرسة علم مصر ورددوا النشيد الوطنى وقال محمد عبدالحميد مدير المدرسة إن المدارس بالشيخ زويد تعمل بانتظام والفصول كثافتها لا تتجاوز 17 طالبا وليس لدينا أزمات فى عدد المدرسين بالنسبة لأعداد الطلاب والحياة أصبحت تسير بشكل طبيعى جدا والأهالى يرسلون أطفالهم دون خوف للمدرسة.

 

 

 

مشروعات تنموية كبرى

تدخل محافظة شمال سيناء مرحلة جديدة من البناء والتعمير والتطوير لتشارك فى خطط الجمهورية الجديدة على كل الأصعدة، بما يتضمنه ذلك من أعمال الرصف وتوسعة الطرق الرئيسية، ورفع كفاءة شبكات الكهرباء والمياه، والتوسع فى محطات التحلية لتزويد المحافظة بالمياه اللازمة لاستخدام المواطنين.

وإلى جانب التوسع فى الرقعة الزراعية، ودعم قطاعات الصناعة والتعليم والصحة، والأهم إحداث طفرة حقيقية على المستوى الأمنى ومن المشروعات التنموية فى قطاع مياه الشرب تتضمن محطة تحلية المياه بالكيلو 17 غرب العريش، إذ تُعد المحطة أكبر محطة فى إفريقيا والشرق الأوسط.

وتبلغ طاقتها الإنتاجية 100 ألف متر مكعب يوميًّا كمرحلة أولى، وتزداد فى المرحلة الثانية لتصل ل300 ألف متر مكعب يوميًّا.. وتم ربط المحطة بخط المياه الرئيسى لتغذية مدن العريش والشيخ زويد ونخل والحسنة بمياه الشرب.

مثلث التنمية يظهر فى شمال سيناء

بعد انتهاء موسم «أهل الشر» آن الأوان أن ترتبط مدن العريش ورفح والشيخ زويد فى وسائل الإعلام باسم مدن مثلث التنمية والازدهار بدلا من كنيتها القديمة التى كانت تعرف باسم مثلث العمليات الأمنية ضد الإرهاب.. المدن الثلاث الآن تعيش فى مسيرة التنمية وتقفز بثبات نحو المستقبل.. مشروعات كبيرة بدأت فى الظهور تستهدف توطين أكثر من ٢ مليون مواطن فى قطعة هامة فى جسد الوطن ظلت سنوات طويلة طى النسيان.

شعير وزيتون ولوز.. الأرض المباركة تطرح الخير

على طول الطريق إلى قرى الشيخ زويد بشمال سيناء رأينا مساحات خضراء جديدة من مزارع الشعير والقمح واللوز والزيتون التى تم زراعتها على مياه الأمطار وأخرى على مياه آبار جوفية هذا الموسم. ونشط السيناويون وهم خبراء فى الزراعة خلال هذا العام بعد تطهير قراهم وعودة الحياة لها باستصلاح الأراضى وزراعتها وتوسع الأهالى فى القرى بزراعة مساحات إضافية هذا العام.

وقال «عرفات أبوقبال» أحد أصحاب مزارع الزيتون بقرية الشلاق بالشيخ زويد إن المنطقة بها مساحات شاسعة من أجود الأراضى الزراعية التى يتوارثون زراعتها سنويا بالشعير والزيتون واللوز والخوخ والبطيخ مؤكدا أن تلك الأرض مباركة وبكر ونسعى لأن تكون تلك المنطقة هى سلة فواكه باقى المحافظات كما كانت فى الماضى.

 

 

 

حتى لا ننسى

هذا النجاح لم يحدث بين ليلة وضحاها بل هو ثمرة عمليات أمنية استمرت طيلة 9سنوات نفذها بإصرار وعزيمة أبطالنا من الجيش والشرطة على كافة الاتجاهات الإستراتيجية للدولة بعد ٣٠ يونيو وسقوط مخطط الإخوان ومن يناصرهم.. عمليات شاملة ونوعية تم تنفيذها وحققت نجاحات كبرى وها هى الشوارع والميادين والأسواق فى العريش والشيخ زويد عادت اليوم تنبض بالحياة والروح وكما انتظمت الدراسة بالمدارس والجامعات ودارت عجلة الإنتاج بالمصانع وتنفيذ خطط التنمية والتطوير ويقول كارم - مهندس بشمال سيناء: نتفهم تمامًا حجم التحديات التى تواجه الدولة المصرية، ونساند القيادة السياسية فيما تقوم به وتنفذه من خطط إصلاحية اقتصادية صعبة هى «العلاج المر» ونأمل أن يتم الانتهاء من المشروعات الضخمة التى يتم تنفيذها على أرض المحافظة، لزيادة فرص العمل المتاحة للشباب، مقدماً الشكر لرجال القوات المسلحة الأوفياء.

ميناء العريش نقلة نوعية

ميناء العريش البحرى يعد من أكبر المشروعات العملاقة التى يعول عليها لتوفير فرص عمل كبيرة لشباب سيناء حيث يقع على البحر الأبيض المتوسط فى منطقة أبوصقل بالعريش ويُعد إضافة اقتصادية جديدة لدعم التنمية على أرض سيناء، فعمليات التطوير جارية للميناء ويأتى إصرار الدولة على إعادة افتتاحه بعد تطويره لدفع عجلة التنمية الاقتصادية فى مصر.

وخاصة فى شمال سيناء، نظرًا لموقعه المتوسط، الذى يجعله أقصر همزة اتصال بين جنوب البحر المتوسط وشماله، حيث يقع فى مكان متوسط بين أوروبا وآسيا. ويغطى الميناء مساحة تقريبية 40 فدانًا، وبعد تنفيذ أعمال التطوير الحالية للميناء، ستصل المساحة الإجمالية إلى 65 ألف متر مربع، وسيكون الجدار الرئيسى بطول إجمالى 369 مترًا، ومناولة البضائع العامة 1.2 مليون طن سنويًّا.

 

 

 

شواطئ وفنادق العريش تتجمل لاستقبال الزائرين

تتمتع محافظة شمال سيناء بعدد من الشواطئ التى تميزها عن أى محافظة أخرى والتى يستمتع بها أهلها طوال فترة الصيف والشتاء وتبذل الدولة تلك الأيام كل الجهود لعودة شواطئ وفنادق العريش إلى وضعها الطبيعى والعمل على توفير مناخ مناسب لرواد كورنيش العريش.

ومن بين هذه الشواطئ التى حباها الله بجمال رمالها ومياه بحرها شاطئ الريسة بالعريش والذى تنمو أشجار النخيل حوله.. وتعتبر منطقة الريسة أحد أحياء مدينة العريش التى تعرضت للكثير من هجمات الإرهاب وهى تقع شرق مدينة العريش، على الطريق المؤدى إلى مدينة رفح واليوم يتم تجميل تلك المنطقة ورفع آثار العدوان عليها.

 

أيها الأبطال.. لكم منا سلام

بعد كل ما رأيناه وسمعناه لا يسعنا سوى أن ننقل ما وصلنا خلال جولتنا من رسائل شكر للقوات المسلحة المصرية والشرطة على ما تحقق من إنجاز والقضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والأمان إلى شمال سيناء، معبرين عن تقديرهم لكل التضحيات التى بذلوها من أجل أن يعم الأمن والسلام سيناء. وكانت من أجمل معانى الوفاء التى رصدناها هى قيام الأهالى بالاحتفاء بالشهداء فى كل ركن من أركان شمال سيناء ومن أجملها جدارية لشهداء الكتيبة 103 صاعقة على ميدان الشهداء «ميناء العريش سابقًا» بمنطقة أبوصقل.

وتقديرًا وتعظيمًا للدور الكبير الذى قام به الشهداء خلال الهجوم على كمين البرث 2017. الجدارية تضم صورًا لشهداء الكتيبة 103 صاعقة «المنسى ورفاقه»، فيا أيها الأبطال لكم منا سلام ودماؤكم الزكية موجودة فى كل طريق داخل مدن شمال سيناء هناك جنود أوفياء نزفت وأرواح استشهدت لتحرير كل شبر من أرضها من أهل الشر.

 

 

وهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. قدموا الغالى والنفيس دفاعا عن تراب الوطن وحماية أراضيه وبفضل من الله وهم عادت سيناء آمنة مستقرة بعد أن تطهرت من دنس الإرهاب الأسود وتجار المخدرات والسلاح والأنفاق وأصبح يحميها اليوم رجال عقيدتهم «النصر أو الشهادة».. حققوا نتائج مبهرة أثبتت للعالم أنه لا تهاون مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر، وأن لهذه الأرض ربا وجيشا يحفظها ويحميها.

أين ذهب أهل الشر؟

خلال ختام جولتنا بمدن شمال سيناء كان لابد من التحدث إلى بعض القيادات الأمنية للحصول على بعض الإجابات.. فى البداية سألت هل تم القضاء على جميع العناصر الإرهابية والتكفيرية وأهل الشر؟ وأين ذهب الذين كانوا يخرجون علينا بفيديوهات هوليودية وأناشيد حنجورية مثل «صليل الصوارم» وغيرها لبث الخوف والرعب فى المواطنين مؤكدين أن سيناء ستكون إمارة لهم؟.. التقينا بالفعل بعدد من القيادات الأمنية والتى طمأنتنا تماما حول الأوضاع فى شمال سيناء وأكدت أنه هذا العام 2023 وشهد رسميا القضاء على جميع العناصر والبؤر الإرهابية فى مثلث العمليات بشمال سيناء.

وبهذه المناسبة أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال احتفالية عيد الشرطة الماضى عن تنظيم احتفالية كبيرة فى العريش ورفح والشيخ زويد فى إطار الاحتفال بالقضاء على الإرهاب، وأضافت المصادر الأمنية أن كل شبر وطريق فى مثلث العمليات الأمنية بشمال سيناء تم تحريره من الألغام والمتفجرات التى وضعها هؤلاء التكفيريون فى طريق القوات موجها التحية إلى دماء الشهداء الزكية الذين ضحوا بأرواحهم من أجل ان تنعم سيناء بهذا الأمن والأمان الذى نعيش فيه وننعم.

وأوضحوا أن اليقظة الأمنية من رجال القوات المسلحة والشرطة مستمرة ليلا ونهارا وهناك الكثير من المنتمين للعناصر التكفيرية وفلولهم بشمال سيناء استسلموا للأجهزة الأمنية أو قاموا بعمليات يائسة نسفوا فيه أنفسهم بعد حصارهم أمنيا بالتعاون مع أهالى سيناء الشرفاء وما تبقى هم منتمون بالفكر فقط وهؤلاء أصبحوا منبوذين من السكان والأهالى ولو وقعت أى حادثة إرهابية ستكون حوادث فردية وليست تنظيمات كما فى السابق وتلك يتم التعامل معها باليقظة الأمنية والمتابعة.

اقرأ ايضاً | محافظ شمال سيناء يشهد توقيع 3 بروتوكولات تعاون لتعزيز الدور المجتمعي  

نقلا عن صحيفة الاخبار : 

2023-3-19