نهار

أسماك الزينة!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

لا يطاوعه قلبه أن يلقى بالكتب الرديئة التى تأتيه «بحكم عمله فى الصحافة الثقافية» فى سلة المهملات.. لكن أكداس الكتب يوما بعد يوم تتزاحم وتحاصره فى كل مكان، بصورة باتت عبئا لا يحتمل!!.. يقوم القاص المبدع حسن عبدالموجود بفرز مجموعات الكتب، وفرز الردىء منها، كما يفرز الفاكهة المعطوبة من سلة الفاكهة!!.. ويضعها بشكل منسق فى مكتبة صغيرة داخل مكتبه بالجريدة، ليسمح لكل الزملاء العاملين بالمؤسسة بأن يحصلوا على العديد من الكتب لأبنائهم الصغار، أو هدايا لبيوتهم، بديلا عن أسماك الزينة!!.. يفرح الزملاء بالكتب الرديئة، ويفرح حسن عبدالموجود أكثر بالتخلص منها!!.. .


أنا أيضا مثل حسن «أستحرم» إلقاء الكتب الرديئة فى سلة المهملات.. لكنى «أستحرم» أكثر إلقاءها فى أدمغة شباب صغير، لا حول له ولا قوة.. وبدلا من الإسهام فى تنمية وعيه نساهم عن غير قصد فى إفساده!!.


أذكر فى العاشرة من عمرى، كنا نسكن وأسرتى قريبا من المكتبة العامة بمصر الجديدة «المكتبات العامة فى الأحياء السكنية كانت أحد الملامح الأساسية فى قاهرة الستينيات والسبعينيات، حتى منتصف الثمانينيات».. كنت وجيرانى من نفس سنى نتسابق فى حساب عدد الكتب التى نقرؤها.. من قرأ أكبر عدد من الكتب؟.. من قرأ أضخم كتاب حجما، وأكثر فى عدد الصفحات؟.. وكنا نتبادل الكتب المستعارة قبل إرجاعها مرة أخرى إلى المكتبة؟.. لا أذكر من قام بتوجيهنا فى اختيار الكتب التى نقرؤها واستعارتها.. لكنى أذكر تماما أنى قرأت معظم كتب توفيق الحكيم فى عمر الحادية عشرة، وكنت أتباهى على جيرانى أنى قرأت «عودة الروح» كاملا، رغم أنه أكبر حجما من الكتب التى استعاروها.