أيمن بدرة يكتب: أين نحن من مشروع الفيفا ذو الـ200 مليون دولار؟ 

أيمن بدرة
أيمن بدرة

يبدو أنه لسنا وحدنا في مصر من يشكو من تراجع عدد المواهب الكروية من أصحاب المهارات في الملاعب .. فالاداء المتواضع لبعض اللاعبين الذين أصبحوا دوليين ومن يمثلون منتخباتهم وانديتهم ويفتقدون جانب من المهارات الأساسية أصبحت مشكلة دولية.

فقد تشاهد مباريات خاصة عندنا في الدوري المصري أو بعض المشاركات الأفريقية للفرق من القارة السمراء من لا يجيدون استلام الكرة وتطيح منهم في أرجاء الملعب أو لا يحسنون تسليم الكرة لزميل ومنهم من لا يعرف المراوغة ويفقد الكرة .. وهذه الظاهرة مزعجة بالنسبة لنا ولكن من الواضح أن الفيفا تلمس نقص عدد الفنانيين المبدعين في الكرة ورسم لوحات فنية بقدراتهم الفنية نتيجة لعوامل كثيرة ..وخطيرة . 

الفيفا بعد بدأ يتلمس هذا الانخفاض في إعداد أصحاب المهارات الذين يمزجون اللياقة البدنية بالمهارات التي تنتزع الاعجاب وتفجر الصيحات في حناجر الجماهير وتدفع الملايين من المحبين إلي مزيد من الإقبال على مشاهدة المباريات .

بناء على دراسة أعدتها لجنة التطوير في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا التي يرأسها الخبير الكبير أرسين فينجر تم إقرار مشروع بقيمة 200 مليون دولار لتنمية المواهب الكروية.


المبلغ المرصود يوزع على 3 أعوام حتى 2026 حيث يحصل كل اتحاد وطني من الاتحادات الاعضاء في كونجرس الفيفا على 50 الف دولار بصورة مبدئية وبناء على مخطط لإعداد مواهب تتراوح أعمارهم بين 12 و 16 عام ..ويخضعون من خلال مراكز اعداد لبرامج وأسس علمية يشرف عليها خبراء سيتم توظيفهم من جانب لجنة التطوير برئاسة أرسين فينجر.. والذي تعهد بأن يمنح اي اتحاد محلي يطلب خبير اجنبي للمساهمة في الارتقاء بطرق تدريب المواهب تعاقد مع أحد المدربين ويكون من الداعمين للأجهزة الفنية المحلية .

وقد قرر الفيفا بعد اعتماد المخصصات المالية الأولية تطبيق التجربة على 7 دول منها جنوب افريقيا وفنلندا 
وبينين وفنلندا .. ويجري تقييم التجربة كل فترة من خلال مندوبي لجنة التطوير التي يرأسها فينجر وعلى ضوء هذا التطوير سيتم صرف باقي المخصصات المالية .
نحن في مصر في أشد الحاجة إلى أصحاب المهارات الكروية بعد أن ظهرت نواحي قصور عديدة في صفوف معظم الأندية الكروية والمنتخبات بمختلف مراحلها السنية ..ولا أجد سببا لتأخر الاتحاد المصري في المبادرة لطلب الانضمام إلى هذا المشروع وسرعة  الاستفادة منه .
كم كنت آمل أن يكون الاتحاد المصري لكرة القدم من بين السبعة الاوائل الذين يتم تطبيق التجربة عليهم والحصول على الدعم الفني والمادي .. ولكن يبدو أن اتحادنا لا يرى أن عندنا أزمة ..أو لربما استغنى ..ولا يريد ؟ ! 

ها نحن ننبه السادة الافاضل في اتحاد الكرة لهذا المشروع العملاق والذي من المؤكد أنه سيفيد من يريد أن يستفيد من خبرات الفيفا الفنية ودعمها المادي.

لأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي .