صباح الفن

إنتصار دردير تكتب: تاريخ السينما بـ«الإسماعيلية»

إنتصار دردير
إنتصار دردير

آثار المؤرخ السينمائي محمود علي جدلا كبيرا بما ذكره خلال ندوة تكريمه بمهرجان الإسماعيلية للأفلام الوثائقية والقصيرة فى دورته السابعة التى نجح الناقد عصام زكريا فى حشدها بالأفلام والفعاليات المهمة، لقد ذكر محمود على أن تاريخ السينما المصرية منذ بدايتها وحتى عام 1952 تشوبه كثير من الأخطاء والمغالطات، وضرب مثلا ببدايات السينما فى مصر التى لايزال البعض يردد أنها تمت بعد يوم واحد من عرض الأخوة لوميير فى باريس، بينما فى الواقع فقد عرفت مدينة الإسكندرية السينما بعد عام من ظهورها فى باريس وتحديدا فى 8 نوفمبر 1896، ومن المهم تدارك هذا الخطأ وأخطاء أخرى عديدة تراكمت على مدى السنوات، والعمل على إعادة توثيق هذه الفترة المهمة بدقة، وعبر الكاتب والمؤرخ عن مخاوفه من فكرة تشكيل لجنة، والميراث التاريخى فى تشكيل اللجان لدينا، ورأى وفقا لخبرته الطويلة أن يتم اختيار أشخاص محبين للسينما ولديهم الخبرة التى تؤهلهم لهذا العمل المهم، وإعطاؤهم «منح تفرغ» ليؤدوا مهمتهم على الوجه الأكمل.

والحقيقة أنه ليس فقط الثلاثون عاما الأولى فى تاريخ السينما هى التى تتطلب إعادة توثيق بل أننا فى حاجة إلى إعادة توثيق تاريخ السينما المصرية كله من البداية حتى الآن، وحصر الأفلام التى تم إنتاجها، وعمل قاعدة بيانات لكل صناعها من منتجين ومخرجين ومؤلفين وممثلين وكافة المشاركين بالعمل السينمائى أمام وخلف الكاميرا، وهو ما أشار إليه الناقد أسامة عبد الفتاح فى كتابه « مقاتل بالكاميرا» الذى تناول مسيرة مدير التصوير السينمائى محمود عبد السميع بمناسبة تكريم مهرجان الإسماعيلية له، حيث أشارعبد الفتاح إلى أنه وجد صعوبة فى العثور على كثير من الأفلام التى قام عبد السميع بتصويرها، أوحتى بيانات صحيحة عنها، وهو الأمر الذى يواجهه كل باحث حيث يعتمد البعض على معلومات تفتقد الدقة على شبكة الإنترنت يتم تناقلها لتتحول مع الوقت إلى حقيقة وهى أبعد ماتكون عن ذلك.

لهذا كله لابد من المسارعة بإعادة توثيق تاريخ السينما المصرية دون استهانة بهذه المهمة التى تحفظ ريادتنا، وأتمنى أن تصدر د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة قرارا ببدء توثيق وعمل قاعدة بيانات للسينما المصرية العريقة.