يحدث فى مصر الآن

صوتى لمستقبل صحافتنا

يوسف القعيد
يوسف القعيد

اليوم الجمعة 17 مارس 2023، عرس الديمقراطية الذى ننتظره كل عامين لنعيش لحظات الحرية الكاملة فى أجلى معانيها. سأذهب للنقابة منذ أول اليوم، وسأدلى بصوتى وأظل بها حتى يتم الفرز على رؤوس الأشهاد، ويُعلن الفائز لكى نستعد لعامين قادمين من الاستقرار والرقى بالمهنة والقيام بدورنا الذى ينتظره منا المجتمع المصرى والعربى وربما العالمى بصورة تقترب من المثالية.

إن يوم انتخابات الصحفيين عيد للكل. بصرف النظر عن العضوية فى النقابة من عدمه. فممارسة الديمقراطية بحرية تامة ودون أى محاولة للتدخل هى غاية المراد من رب العباد. وربما كانت اللبنة الجوهرية التى نساهم بها فى مشروع بناء مصر الجديدة الذى يُرسى دعائمه ويضيف له كل صباح جديد الرئيس عبد الفتاح السيسى.

كل صحفى ينتمى لمؤسسة من مؤسساتنا القومية أو الحزبية أو المستقلة. لكن نقابة الصحفيين تظل بيت الضمير الصحفى لكل الأعضاء سواء كانوا يعيشون فى القاهرة أو ينتمون لفروعها الموجودة بمحافظات مصر. وأحلُم أن يكون لها فروع خارج الوطن. فى كل مكانٍ يعيش فيه صحفى مصرى مهما كان بعيداً أو لا يخطر على البال.

أسبابى كثيرة ومتنوعة. وقرارى ليس عاطفياً بقدر ما هو مبنى على أُسُسٍ موضوعية، فكرت فيها طويلاً حتى استوت بداخلى بعيداً عن الانفعالات العاطفية. والإنسان كائن عاطفى بطبعه.

ولكى يُدرك من يقرأ هذا الكلام أهمية النقابة فى حياة أى صحفى مصرى سأحكى له أننى عندما أُصبت بالكورونا قبل أكثر من عام، وقف بجانبى بشرفٍ ونزاهةٍ وإنسانيةٍ نادرة نقابة الصحفيين ممثلة فى نقيبها السابق الصديق ضياء رشوان، ودار الهلال ممثلة فى رئيس مجلس إدارتها المهندس أحمد عمر.

والصديق أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور التى أشرُف بالكتابة فيها، وأعتبرها عميدة الصحافة الأسبوعية ليس فى مصر وحدها. ولكن فى الوطن العربى والعالم الإسلامى، وكل مكانٍ يصل فيه الحرف العربى إلى القُرَّاء مهما كان بعيداً..

لا يتصور أحد أن النقابة مكان نذهب إليه لنقضى الوقت. صحيح أن بها خدمات على أعلى مستوى، تبدأ من الصحة العامة وتصل إلى حرية التعبير. ولذلك أُعلن أننى سأعطى صوتى لخالد ميرى زميلنا الصحفى الذى مر بكل تجارب العمل الصحفى منذ أن التحق بالمهنة وحتى الآن. إنه إبن صعيد مصر الذى جاء يحمل فى أعماقه كل الصفات النبيلة والجميلة التى تعودناها من أبناء الصعيد.

من مباهج هذا اليوم أننى ألتقى بزملائى فى كل المؤسسات الصحفية. وربما لا نتقابل إلا فى هذا اليوم الذى نعيشه بكل جوارحنا ونعتبر أننا أخذنا أجازة تامة ومطلقة من همومنا اليومية، وهى جزء طبيعى من أى عمل عام لكى نسعد بالتلاقى. فاللقاء الإنسانى كان وسيظل ويبقى أهم ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى. تعالوا ليومٍ إنسانى جميل نراهن فيه على مستقبلنا قبل أى اعتبار آخر.