بدون تردد

جولة بلينكن بالمنطقة والقضية الفلسطينية (2/2)

محمد بركات
محمد بركات

بخصوص جولة وزير الخارجية الأمريكى «انتونى بلينكن» الأخيرة فى المنطقة وزيارته لمصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، بحثاً عن فرص التهدئة ونزع فتيل الأزمة المشتعلة بالأراضى المحتلة بين إسرائيل والشعب الفلسطينى، هناك عدة ملاحظات لافتة تستحق الرصد والتسجيل.

أولها.. تأكيد وزير الخارجية الأمريكى عدة مرات فى مصر أولا ثم فى إسرائيل وأخيراً فى رام الله، على اقتناع الولايات المتحدة الامريكىة الكامل، بأن حل الدولتين هو أفضل طريق لتسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى،...، وهذه خطوة هامة وإيجابية لابد من ذكرها وتسجيلها والتركيز عليها.

أما لماذا هى خطوة هامة وإيجابية،...، فلأنها هى ذات المطلب الفلسطينى والعربى أيضا، وهو ما تنص عليه المبادرة العربية، وهذا أيضا هو مطلب مصرى ثابت تؤكد عليه مصر فى كل موقف وكل منبر وكل لقاء، لأنه يعنى فى أساسه قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على الأراضى المحتلة بالضفة وغزة طبقا لحدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس العربية.

ولكن هنا يبرز سؤال هام.. وهو هل تستطيع الولايات المتحدة تنفيذ هذا الذى تقول به وتراه أفضل طريق لتسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى،....، وأهمية السؤال تعود إلى ما نعلمه جميعاً بمعارضة ورفض «نتنياهو» رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الحالية لحل الدولتين، وإعلانه ذلك مراراً وتكراراً.

ثانيها.. دعوة «بلينكن» الواضحة «لنتنياهو» خلال الزيارة لاتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الهدوء ونزع فتيل الأزمة، ووقف الإجراءات أحادية الجانب تضع عائقاً أمام تطبيق حل الدولتين،...، مثل توسيع المستوطنات وهدم المنازل وتغيير الأوضاع فى القدس.

وهذه أيضا مطالب إيجابية وخطوة مطلوبة وفاعلة لتحقيق التهدئة ونزع فتيل الأزمة،...، ولكن نعود للسؤال الهام وهو هل تستطيع الولايات المتحدة دفع نتنياهو وحكومته المتطرفة والعنصرية لتحقيق ذلك؟!،...، أم إنها مجرد كلام فى الهواء وغير قابل للتنفيذ.