مفاجآت مثيرة ومرعبة بعد القبض على صاحبة قناة «روتين انوش»

نبوية صاحبة قنوات روتين انوش
نبوية صاحبة قنوات روتين انوش

هبة عبد الرحمن

اعترفت «أنوش» صاحبة قنوات روتين انوش على مواقع التواصل الاجتماعى، فى التحقيقات بعد إلقاء القبض عليها من مباحث الآداب؛ إنها قامت بعمل قناة على اليوتيوب يخص الروتين اليومي للسيدات فى المنزل، ولتعليمهن التنظيف والطهى، وذلك بعد وفاة ابنتها وانفصال زوجها عنها؛ حيث اعتمدت على موظف فى إحدى القنوات وشخص محترف فى إنشاء قنوات على يوتيوب لإنشاء قناة لها، فى البداية لم تنجح فى كسب مشاهدات، فنصحها صانع المحتوى بضرورة زيادة المحتوى الخليع والملابس الساخنة لجذب المشاهدين.

وقالت نبوية صاحبة قنوات «روتين أنوش» فى اعترافاتها إنها بعد تقديم المحتوى بطريقة ساخنة ومثيرة وخليعة نجحت فى جذب ملايين المشاهدات وحققت مكسبًا وفيرًا وصل إلى 1000 دولار أسبوعيا واشترت شقتين ومجوهرات بعدما كانت تعيش في أوضة وصالة، وعندما علم طليقها الذى يعمل سمسارًا بمكسبها الوفير، عرض عليها العودة ومعاونتها فيما تقوم به، وبالفعل رجعا مرة أخرى وكان يصورها، وقد تم تجديد حبسها على ذمة التحقيق.

اعترافات نبوية المعروفة باسم «أنوش» صادمة بعد أن أكدت أن طلاقها من زوجها كان السبب وراء قيامها بعمل المحتويات الساخنة لكسب المال، وكأنها أرادت استعطاف الرأي العام وإلقاء اصابع الاتهام على الطلاق، ولكن لا يمكن أن يصبح الطلاق «الشماعة» التى تعلق عليها بعض السيدات انحرافهن الاخلاقى، وكأنها توصم كل امرأة تتعرض للطلاق أو تؤكد على النظرة الدونية الشائعة فى المجتمع ضد المطلقات، رغم انها اكدت ايضا عودتها لزوجها بعد كسبها المال وانه هو من قام بمساعدتها فيما بعد وتصويرها، لكنها اثارت استياء الكثير من السيدات اللائى قد يتعرضن لمثل ظروفها.

تقدمنا بعدة تساؤلات إلى استشارى النفس والعلاج الاسرى، وباحثة فى شئون المرأة، هل هناك علاقة بين الطلاق وعالم «أنوش»؟ وما هى النصائح لكل امرأة تتعرض للطلاق لتحمى نفسها من عالم «أنوش»؟
قالت الدكتورة «ايمان عبد الله» استشارى علم النفس والعلاج الاسرى ردًا على سؤالها لتقديم نصيحة لأى امرأة ممكن أن تواجه مصير «أنوش»:بداية لابد أن ندرك أن الموضوع لا يقتصر على المطلقات فحسب ولكن هناك رجالا ايضا لديهم تعسر فى الناحية المادية يقوم بتصوير نفسه وزوجته وبيته، ومع الاسف نعيش مع غرائز الجذب وراء الاجساد العارية أو كشف المستور داخل البيوت المغلقة، وهو حرام شرعًا، وفى النهاية سنكون مصيرنا خلف الاسوار ولن نرتقى.  

على كل امرأة تطلب الطلاق وتريد فك الرباط المقدس بسبب المشكلات التى تواجهها فى حياتها الزوجية من بخل أو إهانة أو غيرها، أن ترسم لنفسها حياة كريمة محترمة وألا تعيش حياة العاهرات بعد أن كانت زوجة محترمة، وسواء كان قرار الطلاق من ناحية الزوج او الزوجة فلابد أن تعيشى حياة فيها تطوير لاستراتيجياتك التنموية والشخصية والتطوير لحياة أفضل وليست حياة فيها انتكاسة او بعد عن الله سبحانه وتعالى، او الجرى وراء الملذات وتدمير الاسرة والمجتمع، وعدم الانجراف وراء مثل تلك الفيديوهات بسبب المشكلات المادية، وعليها أن تقوم بعمل شيء ايجابى تعيد صياغة حياتها وأن يكون لها اهداف تحققها تتواصل مع نفسها ومع المجتمع بايجابية، وتقوم بعمل الاشياء التى كانت تحبها ويمنعها الزواج عن القيام بها، وألا تنجرف وراء مثل هذه الفيديوهات لان نهايتها السجن، أو تنجرف لتجد نفسها في النهاية تقع تحت طائلة تجارة الرق، بأن تشجع غيرها من الفتيات فى الجامعة أو ارامل او مطلقات للقيام بمثل هذه التجربة بالتجارة بجسدها من اجل كسب المال، مثل حنين الادهم وغيرها، وكل هذا يسمى الإتجار بالبشر، لان النساء والفتيات هن فريسة سهلة لمثل هذه التجارة.

حلم الثراء
وللاسف أصبح الوضع المادى لمثل هذه الشخصيات يقوم على عدد اللايكات والمشاهدات حتى لو كانت فى امور غير هادفة، لكن ما يحدث هو عالم افتراضى تخلع فيه بعض السيدات ثوب الحياء وتلوث البصر والعقيدة مقابل المال، وعليها ألا تفعل مثل بعض العصابات التى تستخدم جسد المرأة كبضاعة تجلب لهم المال.

 فالازمات المادية ممكن أن تحل بعدة خطوات اولها قبل الطلاق؛ بأن تتواصلي مع الزوج وتبعدى مشاعر البغيضة تجاهه لانه فى النهاية «أبو» أولادك وتستمر العلاقة قائمة بينكما وعلى الزوج ايضا أن يدرك أن أمر زوجته وامر ابنائه يهمه، ولابد من رعايتهم والاهتمام بأمورهم وألا تصل بينهما المشكلات إلى هذا الشكل المهين الذى نراه، مما يدفع عدد من السيدات للوقوع فى بؤرة الفساد والدعارة بكل انواعها سواء على مواقع التواصل الاجتماعى او بأى شكل من الأشكال التى نراها ونسمع عنها تلك الايام.

الامر الثانى عليها أن تضع لنفسها خطة فى إدارة المال وحساب مدخلاتها ومخرجاتها، وإذا لم تكفها النفقة التى يتركها لها الزوج، تبحث لنفسها عن مصدر رزق اضافى حسب شهادتها أو أى نشاط بسيط حسب المتاح لديها وحسب امكانياتها، حتى لو قامت بعمل مشروع صغير فى البيت مثل عدد من السيدات اللائي يقمن بعمل أكلات من البيت وبيعها، مما يوفر لهن حياة كريمة تبعدهن عن اللجوء لعمل مثل هذه الفيديوهات المهينة للمرأة.
وتستكمل الدكتورة ايمان عبد الله تشريحها لشخصية أنوش قائلة:كنت دائما مستاءة من شخصية «أنوش» ومن على شاكلتها، وقمت بعمل عدة بلاغات على اليوتيوب من قبل ضدهن، طالبة من كل شخص يرى مثل هذه الفيديوهات بالابلاغ لانها تدمر المجتمع.

وعلى كل امرأة أن تدرك أن كونها ارملة او مطلقة ولديها احتياجات مادية لا يبرر قيامها بأعمال مخالفة للدين، فهى تغطى نفسها بالدولارات لكنها كشفت نفسها بفضيحة فى مجتمعها.
ولكن عليها عمل استراتيجية اسمها هنا والآن، وهى ان تفكر من قبل الطلاق ماذا عليها ان تفعل للحياة، فهى تعيد صياغة المستقبل الخاص بها بشكل محترم.

إتجار بالبشر
وأبدت أميرة طنطاوى باحثة فى شئون المرأة ومؤسس حملة أمهات مع ايقاف التنفيذ رأيها بخصوص ظاهرة انوش وانها مطلقة قائلة: بداية هذه النوعية من الفيديوهات وفكرتها مستوردة من دول اخرى وفكرة التربح من اليوتيوب، وهى نوع من انواع الإتجار بالبشر ومخالفة قيم ومبادئ المجتمع المصرى.

فلا يمكن التعاطف مع «أنوش» أو غيرها والتى تخرج وتقول إنها مطلقة، فانا لدى فى الحملة سيدات مطلقات قد يصل بها الحال أن تخرج للعمل خادمة فى البيوت أو جليسة مسنين إذا كانت لا تمتلك شهادة، أما إذا كانت معها شهادة حتى لو متوسطة تخرج للعمل فى أى وظيفة حلال محترمة حتى لو بائعة فى محل، المهم انها تغطى مصاريفها، اما هذا النوع ليس له علاقة بالحالة الاجتماعية للمرأة. فأغلب من يقوموا بتصوير الروتين اليومي لحياتهم زوج وزوجة؛ حيث يقوم الزوج بتصوير زوجته، ويتخذون الموضوع بيزنس، والسبب فى زيادة المشاهدات، ثقافة الخطاب الدينى المتطرف المزروع فينا، ونظرة المجتمع عامة للمرأة بأن المرأة ماهى إلا أداة جنسية وهى تنظر لنفسها بنفس النظرة وتتاجر بنفسها، وعلينا عندما نحارب مثل هذا النوع ان نحارب من ورائها، سواء الشركة التى ساعدتها على القيام بذلك او الأفكار التى تقضى على مثل هذه النوعيات الرخيصة من التربح السريع عن طريق المشاهدات.

المطلقات والارامل يسعين ويتعبن من اجل العيش الحلال، فهى ليست مثالا للمرأة المطلقة وسلوكها، فهناك امرأة تخون زوجها وهناك متزوجة يصورها زوجها، ومواجهة مثل هذه الجرائم ليس مواجهة امنية فحسب ولكن الظواهر الدخيلة على المجتمع يجب أن نرى اسبابها ونحللها، فالمشاهدات على مثل هذه الفيديوهات بالملايين والسؤال الذي يجب أن نبحث له عن اجابة هو؛ لماذا ترتفع نسبة المشاهدات بالملايين؟

تستكمل أميرة طنطاوى كلامها مؤكدة: كل مخالفة ورائها اسباب معينة ولها علاج، والموضوع ليس له علاقة بالحالة الاجتماعية ولكنه يتعلق بالوازع الدينى والاخلاق، لابد أن ندرس المحددات او الاسباب وراء هذا الموضوع لو ظاهرة، ولعلاجها نقوم بداية بعمل تصحيح مفاهيم دور المرأة فى المجتمع، والنظره الدونيه للمرأة فى الخطابات الدينيه المتطرفة من بعض الدعاة المتطرفين الموجودين على الساحه فى مواقع التواصل الاجتماعى، والذى يتحدثون عن السبايا وان دور المرأة على الفراش فقط، عموما المرأة في مصر بخير، هي الأم والزوجة الفاضلة والشقيقة، هي السند والإرادة والتصميم، آلاف الأمهات سواء مطلقات أو أرامل نراهن أبطالا صانعات المستقبل، ولا يمكن الاستثناء يومًا يطغى على القاعدة.