مجمع اللغة العربية يوضِّح مدى صحة قولنا: «ونِعْمَ باللهِ»

د.أحمد عبدالعظيم عضومجمع اللغة العربية
د.أحمد عبدالعظيم عضومجمع اللغة العربية

رد مجمع اللغة العربية على بعض التساؤلات الخاصة بالأساليب الشائعة في حياتنا اليومية، حيث توجه أحد متابعي صفحة المجمع «أبو أحمد العكيدي» بالسؤال عن مدى صحة قولنا «ونِعْمَ بالله» من الناحية اللغوية؟.

وبدوره أجاب أ.د.أحمد عبدالعظيم عضو المجمع قائلًا: "فاعل "نعم وبئس" يكون بأل الدالة على الجنس، أو مضافًا إلى ما فيه أل الدالة على الجنس، أو مضافًا إلى مضاف إلى ما فيه أل الدالة على الجنس، أو ضميرًا مستترًا، تفسره نكرة منصوبة بعده على التمييز، مقدمة وجوبًا على المخصوص بالمدح أو الذم (نِعْمَ رجلًا زيد)، (وأجاز الكسائي والفراء تقدم المخصوص على النكرة المنصوبة المفسرة للفاعل المستتر، فتقول عندهما في "نعم رجلًا زيد": "نعم زيد رجلًا"، - كما يكون فاعل نعم وبئس كلمة "ما"، وفيها وُجوهٌ.

هذه هي الأحكام المقررة لفاعل نعم وبئس (عند جمهرة النحاة). أمّا ما جاء عن "ثعلب" حكاية عن العرب: (نعم بزيد رجلًا) و( نعم زيد رجلًا)، وما جاء مجرورًا بالباء (نعم بهم قومًا)، وما جاء فيه الفاعل عَلَمًا (نعم عبدالله هذا)، وبئس عبدالله أنا إن كان كذا ...)، وما جاء فيه الفاعل مضافًا إلى علم (بئس قومُ اللهِ قَوْمٌ)، وما جاء فيه الفاعل نكرة (نعم غلامٌ أنت)، أو مضافًا إلى نكرة (نعم صاحبُ قومٍ)، أو مضافًا إلى ضمير (نعم شهابُها)، أو جاء الفاعل كلمة "الذي" (الاسم الموصول) (نعم الذي آمن زيد)، أو ما تقدم فيه المخصوص على التمييز المفسر للفاعل المستتر (نعم زيد رجلًا) في (نعم رجلا زيد) * - فَقَدْ وُصِفَ ذلك كله بأنه "نادِرٌ"، ومن أصولهم أن "النادر لا يُقاسُ عليه".

 وفي ضوء هذا كله، يَرْجُح -عندي- أن التوجيه الذي تستسيغه القواعد لعبارة "ونِعْمَ باللهِ" (جوابًا عن كلام سابق يتعلق بالحديث عن الله - عزّ و جلّ -)- أن تركيبها الأصلي هو: "نعم {وكيلًا، حسيبًا، معينًا، رازقًا، ... الله"، حيث "نعم": فعل، فاعله ضمير مستتر، وكلمات: {وكيلًا، حسيبًا، ...-}: تمييز، مفسر للفاعل الضمير المستتر، ولفظ الجلالة (الله): هو المخصوص بالمدح، ثم قُدِّم المخصوص على التمييز (وهذا جائز عند الكسائي والفراء)، ثم زِيدَ حرف الجر (الباء)؛ للتأكيد؛ فصار التركيب: "نعم بالله وكيلًا ..."، حيث "الباء": حرف جر زائد (ومن الفوائد النحوية أن حرف الجر الزائد ينوب عن تكرار الجملة)، ثم حُذِفَ التمييز؛ لدلالة السياق عليه، فصار التركيب: "ونِعْمَ بالله"، وقرينة اتصال السياقين: المقالي والمقامي هي "الواو" قَبْلَ الفعل "نِعْمَ". والله أعلى وأعلم.