فى الصميم

رسائل من القدس العربية

جلال عارف
جلال عارف

كل الطرق، لابد أن تؤدى إلى انفجار الموقف بعد حكومة أقصى اليمين المتطرف فى إسرائىل، وبعد أن أصبحت الشرطة والأمن الداخلى فى قبضة الموضوع على قوائم الإرهاب "بن غفير" وأصبحت شئون الضفة الغربية وتوطين الإسرائيليين فيها فى يد المتطرف "سيموتيريتش" وأصبح ضم الضفة هدفاً معلناً للتحالف الحكومى واستخدام القوة - دون خشية من عقاب - سياسة رسمية لفرض الأمر الواقع وإهدار كل قيمة للشرعية الدولية!!

وفى وقت كانت الأطراف التى تشعر بمسئوليتها تحاول جاهدة تجنب الانفجار، بينما كان التصعيد الإسرائيلى يتواصل، واقتحامات المسجد الأقصى لا تتوقف، وشهداء فلسطين يسقطون يومياً مع الاقتحام المتكرر للمدن الفلسطينية والتى كانت آخر جولاته مذبحة "جنين" التى سقط فيها تسعة شهداء بينهم فلسطينية فى الستين من عمرها.

وفى الوقت الذى كانت القوة الإسرائيلية الغاشمة تحاول نقل التصعيد إلى غزة لصرف الأنظار عن مذابح الضفة، وقع حادث القدس الذى أسفر عن قتل سبعة من المستوطنين الإسرائيليين على يد صبى فلسطينى قالت الشرطة الإسرائيلية انه لا ينتمى لأى تنظيم للمقاومة الفلسطينية وأنه من أبناء القدس العربية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائىلى الذى حولها إلى قلعة مسلحة بعد أن كانت دائماً رمزاً للسلام وملتقى للأديان السماوية.

دورة جديدة من العنف الذى قادته حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل وجهود ستبذل للتهدئة.. وفى كل الأحوال سيبقى الموقف قابلاً للانفجار مادام الاحتلال قائماً والشرعية الدولية معطلة،  وأفق الحل السياسى العادل غائبة..

ومادامت المعايير المزدوجة تحشد العالم من أجل أوكرانيا، ثم تتغاضى عن احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية، وترفض محاسبته على جرائمه أمام المحاكم الدولية، وتكتفى بالحديث عن حل الدولتين بينما تحمى التطرف الإسرائيلى وهو يغتال هذا الحل!!

التهدئة مطلوبة وضرورية.. لكن الاستقرار الحقيقى لن يتحقق إلا بأفق سياسى مفتوح على الحل العادل الذى ينهى الاحتلال ويعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته وتحرير أرضه بدون ذلك سيظل طفل فى الثالثة عشرة من عمره قادراً على زلزلة أمن إسرائيل حتى وهى تحت حكم اليمين المتطرف، أو فى ظل صمت دولى لا يمكن أن يستمر!!