أمميون: انهيار سيادة القانون واستقلال القضاء في أفغانستان يعد كارثة لحقوق الإنسان

موضوعية
موضوعية

صرح خبراء أمميون بأن انهيار سيادة القانون واستقلال القضاء في أفغانستان يعد كارثة لحقوق الإنسان.

جاء ذلك في بيان مشترك قبيل اليوم الدولي للمحامين المعرضين للخطر، أصدره المقرّران الخاصان لدى الأمم المتحدة المعنيان بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان واستقلال القضاة والمحامين.

وأوضح البيان أن المحامين والقضاة والمدعين العامين وغيرهم من الفاعلين المنخرطين في النظام القانوني في أفغانستان يواجهون مخاطر جسيمة على سلامتهم، ويتعين على أولئك الذين ما زالوا يمارسون المهنة التعامل مع نظام قانوني صعب للغاية وغير مستقل.

النساء معرضات للخطر بشكل خاص
وذكر المقرران في بيانهما أن المحامين في أفغانستان - وخاصة النساء منهم – يخاطرون بحياتهم في محاولة لحماية سيادة القانون. وقالا إنهم "بحاجة إلى دعم عاجل من المجتمع الدولي".

وأعربا عن قلق بالغ إزاء الإقصاء الشديد للمرأة من النظام القانوني. وذكروا أنه "في عمل من أعمال التمييز الفاضح، حاولت طالبان بشكل فعال منع جميع النساء - بمن في ذلك القاضيات والمدعيات العامات والمحاميات - من المشاركة في النظام القانوني".

ومن بين الذين أقيلوا، هناك أكثر من 250 قاضية ومئات المحاميات والمدعيات العامات. وقد هربت العديد من القاضيات من البلاد أو اختبأن.

نظام قانوني يضم الذكور فقط
وأوضح الخبيران أنه قد تم تهميش المدعين العامين بشكل منهجي. ويواجه بعضهم مخاطر جسيمة بسبب العمل الذي قاموا به سابقا في التحقيق مع أعضاء طالبان وغيرهم من الأفراد ومقاضاتهم. وبحسب ما ورد قُتل أكثر من عشرة مدعين عامين، معظمهم من الرجال، على أيدي مجهولين في كابول ومقاطعات أخرى. ولا يزال الكثيرون مختبئين.

وشدد الخبيران على أنه من خلال تعليق دستور عام 2004، وعزل جميع القضاة من هيئة المحكمة، وتجريد مكتب المدعي العام من دوره الرئيسي، واتخاذ خطوات أخرى مماثلة، فقد عجلت طالبان بانهيار سيادة القانون واستقلال القضاء في أفغانستان "وبدلا من نظام قانوني مستقل، يوجد في البلاد نظام قانوني من الذكور فقط يطبق نسخة طالبان من الشريعة الإسلامية. إنها كارثة على حقوق الإنسان".

تم شغل المناصب القضائية الفعلية في المقام الأول من قبل أعضاء طالبان الذين تلقوا تعليما دينيا أساسيا نصح به المفتون.

وتم تعليق القوانين والقواعد المتعلقة بالإجراءات القانونية كما لا يمكن أن تظهر المرأة (خلال سير الإجراءات) إلا عندما تكون طرفا في النزاع.

وغالبا ما يتم احتجاز الجناة المزعومين وإدانتهم ومعاقبتهم في نفس اليوم من قبل الشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية، مما يحجب أي مظهر من مظاهر الإجراءات القانونية الواجبة أو المراجعة القضائية.


دعوة إلى دعم دولي وإيلاء اهتمام خاص بوضع النساء
ودعا الخبيران في بيانهما الصادر اليوم إلى توفير دعم دولي أكبر للمحامين ومقدمي المساعدة القانونية والمنظمات غير الحكومية التي تعمل على تعزيز العدالة وحقوق الإنسان.

وقالا: "ينبغي إيلاء اهتمام خاص للوضع الذي تواجهه المحاميات وأولئك الذين يعملون من أجل إعمال حقوق النساء والفتيات".

كما أشار الخبيران إلى أنه ينبغي على الفاعلين الدوليين توفير الحماية والممر الآمن للمحامين والقضاة والمدعين العامين وغيرهم من الفاعلين المنخرطين في النظام القانوني، وخاصة النساء المعرضات لخطر الانتقام والهجمات من قبل طالبان وآخرين.

ولفتا الانتباه إلى أن المهنيين القانونيين واجهوا عقبات لا يمكن تصورها منذ أن تولت طالبان السيطرة على أفغانستان، ومع ذلك فقد استمروا في جهودهم لتلبية الاحتياجات القانونية للشعب الأفغاني: "إنهم يستحقون المزيد من الدعم".

كما دعَوَا سلطات الأمر الواقع إلى "التراجع الفوري عن هذه الممارسات التعسفية التي تستبعد النساء من النظام القانوني، وحماية حياة أولئك الذين عملوا واستمروا في العمل من أجل إقامة العدل، واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان الحق في محاكمة عادلة لجميع الأفغان".

اقرأ أيضا | جلسة ساخنة بمؤتمر الشباب تؤكد الرفض التام لتسييس ملف حقوق الإنسان