سناء جميل.. لجأت للتزوير لتحقيق حلم حياتها في التمثيل

سناء جميل
سناء جميل

فرحة عارمة سيطرت على سناء جميل، عندما أعلن معهد التمثيل عن مسابقة للطالبات للالتحاق بقسم التمثيل، ولم تبدي رغبتها في ذلك أمام أسرتها، لكونها من عائلة محافظة ومجرد العمل أو التفكير في التمثيل فهو عار وفضيحة بالنسبة لهم.

وبعد تفكير عميق استطاعت وبمساعدة جار لها أن يقوم بتزوير إمضاء شقيقها، على إنه ولي أمرها، كي تلتحق بالمعهد سرًا، وقام بتحفيظها أجزاء من شعر أمير الشعراء أحمد شوقي، حيث كانت لا تنطق اللغة العربية بسهولة لثقافتها الفرنسية.

ونجحت سناء جميل والتحقت بالمعهد، وما إن اكتشف شقيقها هذه الفضيحة، أصبحت قاب قوسين أو أدنى، إما أن تترك المنزل لكي لا تجلب العار للعائلة، لكن كان الاختيار صعبا واختارت الشارع والمصير المجهول.

وقام شقيقها بطردها من المنزل، وأصبحت بلا مأوى وبخطوات تحمل أحزانا لا توصف ودموع لا تتوقف سارت في شوارع القاهرة حيث فوجئت بسيارات الإطفاء في نفس ليلة هروبها تدق نواميسها ولا أحد في الشوارع فما كان منها إلا أن تهرول مسرعة تفسح الطريق لسيارات الإطفاء المندفعة بأقصى سرعة في محاولة أخيرة مستميتة لإنقاذ القاهرة من الحريق الكبير.

ووسط ظلام اليأس، لمعت في رأسها فكرة وتذكرت زميلها في المعهد الفنان سعيد أبو بكر، الذي كان متزوجا من سيدة إيطالية، والذي كان أكثر تعاطفا معها ويقدر ظروفها.

وبدأت تسير متجهة إلى بيت سعيد أبو بكر، وبينما كانت عقارب الساعة تشير إلى منتصف الليل، وما إن قامت بطرق باب الشقة رأت على وجهه الذهول هو وزوجته، وهدأ من روعها وطلب منها أن تستريح بعد ساعات طويلة كانت تجوب فيها الشوارع بلا هدف ووسط النار والدخان.

حاولت أن تسترد أنفاسها، وحكت لهما كل شيئ، ولم تقدر أن تتحكم في دموعها التي سالت رغما عنها.

رأت سناء جميل التأثر على وجه سعيد أبوبكر وزوجته وحاولا أن يدخلا الطمأنينة إلى نفسها الحائرة، وقاما باستضافتها على أكمل وجه وكما ينبغي.

وقضت سناء جميل الليلة، ولم تستطع النوم فقد كان في ذهنها سؤال يؤرقها ويعذبها وهو ماذا ستفعل غدا؟.

وبعد مضي 20 عاما فوجئت بأخيها بين صفوف المتفرجين، يصفق لها بحرارة أثناء تمثليها لإحدى  المسرحيات وبعد أن كتب عنها عميد الأدب العربي طه حسين يثني على عظمتها في التمثيل.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم

 

اقرأ أيضا | «سناء جميل| ليلة رأس السنة.. كل الناس تفعل ذلك»