إنها مصر

الأسعار مسئولية الجميع !

كرم جبر
كرم جبر

الجميع شركاء ،الدولة ورجال الأعمال والقطاع الخاص والمستثمرون، ليكونوا خط دفاع عن الأمن القومى ، حتى تعبر البلاد المرحلة الصعبة التى يمر بها العالم كله، فمصر وطن الجميع وأمنها واستقرارها مسئولية الجميع.

هذا ليس وقت المطالب الخاصة اواقتناص الفرص والمكاسب ، وليس مقبولا استثمار الأزمة فى زيادة معاناة الناس ، والزيادات غير المبررة فى الأسعار ،واختفت تماما مبادرات القطاع الخاص للمساعدة فى انفراج أزمة الغلاء والتحلي بروح المواطنة والتخلص من الأنانية والذاتية، والبحث المحموم عن المكسب السريع .

لم نسمع عن "مبادرات" لتخفيف أسعار السلع أو الحفاظ على معدلاتها الحقيقية على الأقل، وعدم التذرع بالأسباب القديمة التي يرفعها بعضهم في كل الأزمات، ليشعر الناس برجال أعمال حقيقيين يقفون مع بلدهم فى الحلوة والمرة .

فى مسألة الدواجن والأعلاف -مثلا- تبذل الدولة قصارى جهدها لتدبير النقد الأجنبى اللازم للاستيراد ،فتكون النتيجة هى رفع الأسعار من قبل الموردين والمستوردين أضعافا ، لتتحول الأزمة إلى ممارسات الجشع والإستغلال وجنى المكاسب الحرام .

هل يكون الحل هو قيام الدولة نفسها بإنشاء مصانع كبرى لانتاج الأعلاف ، لإنقاذ الثروة الداجنة الهائلة من أيدى المتاجرين وحماية الناس من الإستغلال ، والدولة قادرة على ذلك ؟.

فإذا تدخلت الدولة يصرخون بزعم التضييق على القطاع الخاص ، واذا تركت المجال ينشط المستغلون دون وازع من ضمير، ومسئولية الدولة تفرض عليها ان تحمى الناس ، وتضرب بيد من حديد على تجار الأزمات.

الدولة أعلنت منذ يوليو الماضى احتياطيا يبلغ 170 مليار جنيه، وعلى أتم الاستعداد للتدخل الفورى لسد العجز فى أى أزمة، بسبب انفلات الأسعار العالمية وزيادة موجات التضخم القادم من الخارج ومواجهة محاولات استثمار الأزمة .

رسالة طمأنة حقيقية، بالتعامل مع الزيادات الحادة فى أسعار البترول والمواد الغذائية القادمة من الخارج، وتقليل آثارها السلبية على المواطنين، وحصرها فى أضيق نطاق.

والحكومة أعلنت حالة الطوارئ القصوى لضبط الأسواق وتوفير السلع وزيادة منافذ التوزيع، وأعلنت أن قبضتها ستكون قوية لملاحقة حالات الجشع والاستغلال ورفع الأسعار والعبث بأقوات الناس.

الاحتياطى الاستراتيجى من السلع الغذائية مطمئن جداً، وهنا يأتى دور المواطنين بالترشيد المعقول وعدم التكالب لتخزين السلع وخلق سوق سوداء وهمية، لأن المواطن سيجد السلعة التي يريدها في أي وقت.

المصريون أهل الصبر هم البطل الحقيقى فى كل التحديات التى مرت بها البلاد فى السنوات الأخيرة، وسيكونون كذلك ولن يسمحوا لعابث أو متآمر أن يلعب فى الظلام .