أحلام مصرية جداً

نأمل أن يصمد اتفاق تصدير الحبوب

نهاد عرفة
نهاد عرفة

هل يصمد اتفاق تمديد تصدير الحبوب من روسيا وأوكرانيا خلال الأربعة شهور القادم ؟ وهوً الاتفاق الذى عقد مؤخراً برعاية الأمم المتحدة بعد مشاورات عديدة مع روسيا ؟ هل توجد عقبات أمام إمكانية صمود هذه التمديد فى ظل استمرار الحرب الروسية ـ الأوكرانية ؟ أسئلة تدور فى الأذهان وتشغل قادة العالم وشعوبها خوفاً من نقص الحبوب والغلال وارتفاع الأسعار يوماً بعد يوم وحدوث مجاعات مستقبلية. مراكز الأبحاث بالعديد من الدول بدأت فى رصد هذا الواقع الأليم منذ بدء الحرب فى فبراير الماضى نظراً لأهمية تصدير الحبوب الأوكرانية بالنسبة للأمن الغذائى المتضرر بشدة جراء استمرار الحرب بين دولتين تمثلان سلة الغذاء العالمى، وأيضاً لاعتماد أوكرانيا فى اقتصادها المحلى على قطاع الزراعة. 

من أهم الدراسات الحديثة، التى قام بها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، وفى ظل التساؤلات المطروحة أكد على ضرورة دعم جميع الأطراف الدولية للاتفاق المبرم باستمرار تصدير الغلال من أوكرانيا والأسمدة من روسيا، وتحفيز المزارعين الأوكرانيين على التوجه لزراعة الحبوب، بما يضمن صمود الاتفاق وتحقيق أقصى استفادة منه، بعد أن  تفاقمت الأزمات الغذائية واضطراب سلاسل الإمدادات والتوريد، وتباطؤ النشاط الاقتصادى الذى أدى إلى شلل فى حركة التجارة العالمية، وارتفاع تكلفة الشحن، وارتفاع غير مسبوق لأسعار السلع الغذائية والأساسية والمواد الخام، ورفع مستوى الضغوط التضخمية التى تواجهها كافة دول العالم خاصة الدول التى تعتمد فى استيراد احتياجاتها من الغذاء والطاقة. 

من أهم ما أشارت إليه الدراسة، وأملاً فى ضمان تدفق الإمدادات للأسواق العالمية وتجنب أزمة غذائية عالمية حادة، بعض التحديات والمخاوف الدولية من عدم صمود اتفاق تصدير الحبوب، وعرض التغلب عليها، وأهمها أن تقوم روسيا كما فعلت فى أواخر شهر أكتوبر الماضى بتعليق مشاركتها فى اتفاق الحبوب، رداً على سلسلة من الهجمات الأوكرانية، ومعضلة تأمين الموانئ من القصف، ضغوط سوق التأمين بعد أن فرضت الشركات تكاليف إضافية ومرتفعة لتأمين السفن الناقلة للحبوب. وما علينا إلا التفاؤل داعين من الله أن تنتهى هذه الحرب.