نهار

سيدتى الجميلة!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى


إعادة تقديم عمل فنى سبق تقديمه... فيلما أو نصا مسرحيا أو حتى أغنية.. هو مرهون بالضرورة بالمعالجة الدرامية المختلفة، والرؤية  المعاصرة.. وأيضا التوزيع الموسيقى الجديد للأغنية.. مئات المرات قدمت هاملت والملك لير لشكسبير، وقدمت مسرحيات بريخت وتشيكوف وغيرها من الأعمال المسرحية، على كل مسارح العالم، بمعالجات مختلفة جديدة ومغايرة.. أو تقدم أحيانا فى صورتها الكلاسيكية، فى إطار «الريبورتوار» المسرحى.. وعندما يعيد الكاتب أيمن بهجت قمر، تقديم مسرحية (سيدتى الجميلة) تأليف والده بهجت قمر، عن نص «بيجماليون» لبرنارد شو، والتى لعب بطولتها فؤاد المهندس وشويكار 1969... عندما يعيد تقديمها حاليا فى موسم الرياض، من بطولة أحمد السقا وريم مصطفى!!.. وإخراج مصطفى حسنى!!... نكون أمام مخاطرة غير مأمونة تماما، لا يمتلك أبطالها بداية مقومات نجاحها، وهو ما أثار الكثير من الجدل، والهجوم العنيف أيضا... ليس بسبب إعادة تقديم المسرحية (قدمت بيجماليون مئات المرات فى كل دول العالم بمعالجات مختلفة فى السينما والمسرح والتليفزيون أيضا)... لكن الجدل القائم حول مسرحية (سيدتى الجميلة) بسبب نسخ عرض فؤاد المهندس وشويكار كما هو، دون  معالجة مختلفة أو رؤية جديدة (بحسب تصريح أيمن بهجت قمر).. تقديم نفس أغانى المسرحية الأولى (تأليف عبد الوهاب محمد وألحان حلمى بكر).. نفس الاستعراضات.. حتى الديكور السابق للمسرحية، أعيد بنفس صورته القديمة!!.... والأخطر هو المقارنة القاسية.. بين أداء السقا الذى يلعب دور فؤاد المهندس!!... وأداء ريم مصطفى التى تلعب دور شويكار!!.... لا السقا ولا ريم  مصطفى يصلحان للأداء الكوميدى، ليست لهما تجارب فى المسرح الكوميدى، ولا فى المسرح أصلا باستثناء تجربة واحدة للسقا قبل ١٩ عاما فى مسرحية (كده أوكيه)!!.... طبعا لا يحق لأحد المصادرة على عمل لم يعرض بعد، ولا على تجربة لم نشهدها بعد... لكن من حقنا أن نتحفظ على تجربة استهلاكية محفوفة بالخطر!!