يوسف القعيد يكتب: قصص قصيرة لعلي المسعودي

يوسف القعيد
يوسف القعيد

وعلى المسعودي مُبدع عربي كبير توشك أن تكون حكايته جزءا من قصص المثقفين بالوطن العربي. له دور في مؤسسة الدكتورة سعاد الصباح للطبع والنشر. الدار التي تأسست بالقاهرة ونُقِلت للكويت. ولعبت دوراً مهماً فى الثقافة العربية. وما زالت تعمل لأن المجموعة القصصية: جلسة تصوير من منشورات الدار. بعد أن نُقِلت من القاهرة التى أنشئت بها للكويت فى مواجهة ملابسات ليس هذا أوان الكتابة عنها.

قصة جلسة تصوير التى جعل اسمها عنواناً للمجموعة كلها قصة شديدة التركيز، تقع بأقل من صفحة. وهذا شكل من أشكال القصة القصيرة جداً الذى عرفه الأدب العربى بل والأدب الغربى أيضاً.

المؤلف يعمد للتركيز الشديد. وكل كلمة عنده موحية ولها ظلالها الخاصة. وإن كانت لا تُحلِّق إلا قليلاً فى سماوات المثقفين. فالقارئ العادى يُمكن أن يعيشها ويتذوقها وتُشكِّل إضافة له. تبدأ القصة المروية بضمير المتكلم أنا هكذا:

- يحمل تاريخ حياتى لحظة بلحظة، بانتصاراتى وهزائمى، ما كسرنى وما جبرنى، وما أعزنى وما أذلنى.

إلى أن يكتب:

- هذه بقايا شروخ من شقاوة المراهقة، مشاجرات عابرة وأخرى عنيفة مازالت منحوتة فى ثناياه. وإن غطتها ذقن النضج. هذا مجرى الدموع وهذا نبعها. ظل مثل أخدودٍ ينحت فى نفسى تضاريسه التى تتشكل كيفما تشاء.

وعلى المسعودي لمن لا يعرف مثقف عربى وكاتب قصة وإعلامي، ويعتبر من الأسماء الأدبية المهمة في خليجنا العربي. يشغل الآن مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع. وقبلها أسس وأدار الكثير من المؤسسات الإعلامية والأكاديمية.. عند إلقاء نظرة على نتاجه سنكتشف أنه مارس أكثر من فن أدبى.. كما شارك في تحرير مجلة الكويت الثقافية. وما من اسم لمبدع ثقافي كبير فى عصرنا الراهن إلا وكانت له تجربة إجراء حوارات أدبية معه ابتداء من المثقف اليمنى الكبير عبد الله البردوني، وغيره من وجوه الثقافة العربية. كان نتاجه الأدبي موضوعاً لكتابات مثقفين عرب عاصروه، منهم: الروائي إسماعيل فهد إسماعيل،  نجمة إدريس، سعدية مفرح، جمال باروت، عالية شعيب، عذاب الركابى وغيرهم من وجوه الثقافة العربية الراهنة.

خلال قراءتي لهذه المجموعة القصصية المهمة والمتميزة تمنيت لو أن لهذا الكاتب أعمالاً مطبوعة فى مصر. فالطباعة فى مصر لها مذاق خاص. وتختلف عن أى مكانٍ آخر فى الوطن العربى. وليس فى هذا أى شيفونية مصرية خاصة. ومازال تحقيق هذا الأمل ممكناً لو أنه نشر بعض نتاجاته الأدبية عندنا فى مصر.

بعض هذه القصص تم تصديرها بعبارات من التراث العربى القديم التى تعكس ثقافة الكاتب وسعة اطلاعه على الواقع الثقافى العربى الراهن. فإلى جانب أنه أديب مهم فله كتابات نثرية متميزة تدور كلها حول الراهن الثقافى العربى الآن.

جلسة تصوير مجموعة قصصية من المهم قراءتها. والأهم صدور طبعة منها من القاهرة.