دور التكنولوجيا في الزراعة بدون تربة لانتاج الخضر وعلاقتها بالتغيرات المناخية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكدت الدكتورة نيفين متولى - رئيس قسم الزراعة بدون تربة بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية أن مصر معرضة بسبب ارتفاع درجة حرارتها الزائد عن معدلاتها الطبيعية، لانتشار أمراض النواقل الحشرية كالملاريا، وحمى الضنك وتدهور السياحة البيئية، حيث من المتوقع أن يؤدى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تآكل السواحل المصرية، وقد تتأثر الشعب المرجانية، وتؤدى الضغوط البيئية إلى زيادة ابيضاضها، كما تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على ألوان وعمر الآثار والمنشآت التاريخية.

اقرأ أيضا| البحوث الزراعية ينظم دورة تدريبية عن «إنتاج محاصيل الخضر تحت الصوب»

ولو تمعنا فى النظر فى كل تلك الآثار السلبية للتغيرات المناخية على مصر نجد أن القطاع الزراعة هو من أكثر القطاعات المتأثرة بالتغيرات المناخية من حيث زيادة التصحر وندرة المياه، انخفاض معدلات سقوط الأمطار ، غرق الأراضى الموجودة فى الشريط الساحلى فى حالة ارتفاع منسوب سطح البحر، نتيجة ذوبان الجليد كأثر لارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، كذلك تأثر نوعيات المحاصيل وانخفاض الجودة وانتشار الأمراض مما يؤثر جميعه فى النهاية إلى انخفاض الانتاج الزراعي لو استمر هذا الحال.

وأضافت الدكتورة نيفين متولى، أن هناك العديد من الضغوط التى توضع على كاهل القطاع الزراعى من دوره الهام فى توفير الغذاء للمواطنين وخصوصاً مع وجود عائق كبير أساسى وهو الكثافة السكانية المتزايدة باستمرار.

وتابعت: لذا فإن قسم الزراعة بدون تربة بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي قام بدراسة وتطبيق الأساليب الزراعية الحديثة التى تعطى الفرصة لاستمرار النشاط الزراعى حتى لو كانت الظروف المحيطة غير مواتية لاستمرار الانتاج بالطرق التقليدية فى التربة. فنجد ان العمل الاساسى للقسم يرتكز على تقنية الزراعة بدون تربة والذى انبثق منها التقنيات الاخرى كزراعات الاسطح والأكوابونيك وتقنية انتاج الاعلاف الخضراء بدون تربة وغيرهم، لافتة إلى أن الزراعة بدون تربة هى نظام زراعى بديل للزراعة التقليدية فى الأرض.

كما يمكن أن تكون الأرض ملحية ويصعب التخلص من نسبة الأملاح المرتفعة بالغسيل أو عدم توافر ماء كافى أو جيد لغسيل التربة، أو تكون التربة موبوءة بالأمراض والحشائش التى تؤثر سلباً على المحصول.

وأضافت: يمكن أن تكون  التربة منخفضة الخصوبة ، شديدة الحموضة أو القلوية ، أو تكون التربة مرتفعة الماء الارضى أو سيئة الصرف والعديد والعديد من المعوقات التى قد تتواجد بالتربة وتؤثر على عملية الانتاج الزراعى بها وتؤثر بالسلب على كمية المحصول الناتج منها وجودته.كل ذلك لا يهم سيستطيع المزارع الاستمرار فى الانتاج الزراعى فى تلك الاراضى بل سيضاعف المحصول، ويحسن من الجودة أيضا ولكن بالتحول للزراعة بدون تربة بمنتهى السهولة.

وأشارت إلى أن الزراعة بدون تربة هى نظام زراعى متكامل يمكن التحكم فى مدخلاته من نوع البيئة أو الوسط الذى تنمو به جذور النباتات، الصنف النباتى المستخدم، الكثافة النباتية فى المتر المربع، موعد الزراعة ، أنواع الأسمدة المستخدمة فى عمل المحلول المغذى ، ...إلخ من مدخلات مختلفة مما يساعد فى النهاية على تقليل الفقد فى المحصول بل وتعظيم الانتاجية والجودة، وتقليل هدر المياه والاستفادة بكل قطرة منها.

وذلك يجعل الزراعة بدون تربة بانظمتها المختلفة والمتنوعة هى الحل الأمثل للاستمرار فى الانتاج الزراعى فى الأراضى التى تعرضت للغدق أو للملوحة بفعل ارتفاع منسوب البحر، كذلك هى الحل الأمثل للاستمرار فى الزراعة فى الأماكن الصحراوية والجافة وتحت ظروف قلة المياه لما تتميز به هذه النظم من كفاءة عالية فى توفير المياه والحفاظ على كل قطرة مياه وعدم اهدارها من خلال استخدام ما يعرف بالنظام المغلق فى الرى وهو الذى يسمح بتجميع مياه الرى الزائدة عن حاجة النباتات وإعادة استخدامها مرة اخرى فى الرى.

أيضا تعظيم الانتاجية من وحدة المساحة نتيجة استخدام الأنظمة المكثفة التى تسمح بزيادة عدد النباتات المزروعة فى وحدة المساحة مع ارتفاع جودة الثمار الناتجة وسرعة دورة الانتاج مقارنة بمثيلتها فى الأرض العادية.. جميع ما سبق يدعم استخدام الزراعة بدون تربة كتقنية زراعية متطورة للتغلب على آثار التغيرات المناخية فى القطاع الزراعى والعمل على زيادة الانتاج النهائى والحفاظ على الأمن الغذائى.

أوضحت رئيس قسم الزراعة بدون تربة أن زراعات الأسطح بأمان دون الخوف من ارتفاع الاحمال لأن الخامات المستخدمة كلها خفيفة أو من رشح المياه على أرضية السطح لاستخدام النظام المغلق فى الرى الذى يسمح بتجميع مياه الرى الزائدة عن حاجات النباتات بما تحويه من أسمدة مذابة وإعادة استخدامها فى رى النباتات ثانية.

و قالت الدكتورة نيفين متولي ‘ن مصر تتعرض لعدد من المخاطر الأساسية للتغيرات المناخية أهمها كما أورده جهاز شئون البيئة التابع لوزاره البيئة ما يلى:

-زيادة أوانخفاض درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية.

-زيادة معدلات الأحداث المناخية المتطرفة، مثل "العواصف الترابية، موجات الحرارة والسيول، وتناقص هطول الأمطار " .

-ارتفاع منسوب مستوى سطح البحر وتأثيراته على المناطق الساحلية، حيث أنه من المتوقع زيادة مستوى سطح البحر 100 سنتيمتر حتى عام 2100، والذي سيؤدى إلى دخول المياه المالحة على الجوفية وتلوثها، وتملح التربة وتدهور جودة المحاصيل وفقدان الإنتاجية.

- زيادة معدلات التصحرو تدهور الإنتاج الزراعى وتأثر الأمن الغذائى.

-زيادة معدلات شح المياه، حيث تم رصد حساسية منابع النيل لتأثيرات التغيرات المناخيةسيؤثر تغير المناخ على نمط الأمطار فى حوض النيل، ومعدلات البخر بالمجارى المائية، وخاصة بالأراضى الرطبة

- تدهور الصحة العامة، حيث تؤثر التغيرات المناخية بشكل مباشر على الصحة عند حدوث عواصف أو فيضانات، وارتفاع درجات الحرارة، وبشكل غير مباشر من خلال التغيرات الحيوية لمدى انتشار الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات.