جديد سينما ريفولى: لا جديد!

يحيي وجدي
يحيي وجدي

الحملات الصحفية تختلف عن “التريند”، ليست مجرد ثرثرة ليومين أو أكثر حتى يظهر غيره.
الحملة الصحفية، قضية يجب أن يكون لها كلمة نهاية عادلة، خصوصا لو كان الموضوع يتعلق بالتراث وحمايته.
قبل أسبوع، كتبت عن تحرك الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وإثبات لجنة خاصة منه بوجود تعديات على واجهة سينما ريفولي المسجلة ضمن قوائم الطراز المعماري المتميز في الجهاز، اللجنة ووفقا للضبطية القضائية الممنوحة لها حسب القانون، قالت في تقريرها إن الشخص الذي يتحكم في مبنى السينما أزال باكيتين من اليمين وأثنتين من اليسار، كما قام بفتح محلات في مبنى السينما، وأحال القومي للتنسيق الحضاري المحاضر للنيابة العامة، التي ستقوم بدورها بعمل جنحة لمن قام بهذا التخريب.. التخريب الذي كتبت عنه هنا طوال شهر ونصف ووصفته بالتفصيل، وطالبت الجميع بالتحرك لإيقافه، ولاكتمال القضية ضد المعتدي يتوجب على الحي الذي تتبعه السينما، وهو حي الأزبكية، أن يقدم للنيابة بيانات المعتدي، وأن يقوم أيضا بإزالة المخالفات والأهم (في حدود معلوماتي) أن يستوثق من الأوراق الذي يمتلكها هذا الشخص ويبرر بها استيلاءه على مبنى “ريفولي” العريق.
لكن لا شيء حدث، ولا جديد، مازال تاجر قطع غيار السيارات والموتوسيكلات الصينية يضع يده على مبنى السينما، ويجلس أمام بابها كأنها عقار بناه بنفسه! ومازالت المحلات التي فتحها موجودة وتمارس نشاطها!
هذا التاجر ويدعى خالد بطاح، يدعي أنه يدير السينما - التي قام بتدميرها من الداخل على مدار سنوات - بموجب توكيل من مالكها الأمير السعودي الراحل طلال بن عبد العزيز.. الممثل أحمد ماهر الذي يعمل لدى هذا التاجر باعتباره مدير لدار السينما، اعترف في مداخلة هاتفية في برنامج “حديث القاهرة” الذي تقدمه الإعلامية كريمة عوض، بأن الحاج بطاح - كما وصفه - يعلم بأمر المحلات، وهو الذي سمح بتحويل مدخل السينما إلى معرض لبيع حلاوة المولد!، وعزا أحمد ماهر ما يحدث إلى حريق اندلع في مبنى “ريفولي” عام 2018 أوقف مشروعات الحاج بطاح وخطته لإعادة افتتاح السينما!
لا أأسف على الحال الذي يعيشه أحمد ماهر، فهو نفسه لا يبدو آسفا، لكنني أأسف على تاريخ سينما ريفولي العريق الذي يضيع يوما بعد يوما على يد التاجر إياه.
صحيح أنه خلال الأسبوع الماضي لم يكن هناك جديدا، ولم تتحرك الجهات المنوط بها التحرك، ولم يتدخل الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز لاستعادة السينما التي يمتلكها، لكن المؤكد أن الأسبوع القادم سيشهد جديدا في الموضوع، وسأواصل الكتابة وسنواصل حملتنا حتى إنقاذ الكنز التاريخي والفني في سينما ريفولي، ومحاسبة المخربين.