استباحة الفنان وضرورة المحاسبة!

فور الإعلان عن الأزمة التي واجهتها الفنانة منة شلبي في مطار القاهرة لاتهامها بحيازة أشياء تحمل مواد مخدرة أثناء عودتها من أمريكا ونشر الخبر في العديد من المواقع الإخبارية، بدأ العديد من نجوم الفن في دعم منة على صفحاتهم عبر مواقع السوشيال ميديا وهذا موقف إنساني جميل ومنتظر من جميع الفنانين تجاه صديقة لهم أو حتى مجرد زميلة تواجه محنة وموقف صعب، ولكن في نفس الوقت بدأ بعض الفنانين  ينتقدون الصحافة والصحفيين لنشرهم هذا الخبر، حيث كانوا يرون من وجهة نظرهم أنه كان يجب إلا يحدث ذلك أنه من المفروض أن تتحلى الصحافة بصفة الستر التي ينعم بها الله سبحانه وتعالى علينا جميعا (وربنا يديم نعمة ستره علينا)، وعدم نشر الخبر وهذا الأمر يحمل في طياته إشكالية كبيرة ويطرح أسئلة عديدة أهمها هل من المعقول أن تتخلى الصحافة عن إحدى أهم الركائز التي تقوم عليها وهي نشر الأخبار التي تتعلق بكل أمور الحياة وبكل المشاهير الذين يسعي الجمهور لمعرفة أخبارهم وخاصة عندما يتعلق الأمر بحادث مثل الذي واجهته منة وهل قيامهم بذلك في حوادث تمس السمعة مثل هذا الحادث الأخير  يعد أمراً سلبياً تستحق عليه أن تنتقد حتى وإن كان الخبر يعتمد على حادث سجل في محضر رسمي من قبل أجهزة الأمن؟ بالتأكيد لا فهذا هو عمل الصحافة والصحفيين، وكل أخبار الفنانيين سواء كانت أخباراً جيدة أو سيئة، سعيدة أو عكس ذلك، من الطبيعي أن تنشرها الصحافة ولكن الانتقادات يجب أن توجه بالطبع لمن تجاوز وأضاف أشياء غير حقيقية تتعلق بهذا الحادث أو أي حوادث مشابهة لتحقيق عنصر الإثارة أو من أجل التريند أو من نشر أشياء لا علاقة لها بالموضوع مثل جواز سفر منة شلبي والذي يحمل كل بياناتها الشخصية فهذا الأمر لا علاقة له بخبر القبض عليها ولا بالمشكلة التي تواجهها ويعد تجاوزاً، ويجب أن يحاسب من قام بذلك ومن سمح له بالاطلاع على جواز سفر منة وتصويره  أو من حاول أن يلصق بها الاتهام الموجه لها ويثبته عليها من قبل قيام أجهزة الأمن بالتحقيق معها في هذا الاتهام بل ويضيف لها اتهامات أخرى من وحي الخيال، أو من بدأ التفتيش في حياتها الشخصية ليعثر علي أي شيء يضاعف به من سخونة الحدث الذي تمر به في تلك اللحظة، هؤلاء هم من يستحقون اللوم وتوجيه سهام الانتقادات لهم، بل ومحاسبتهم، أما الصحافة والصحفيين الذين نشروا خبر القبض عليها والتزموا بنص محضر الواقعة الذي حررته جمارك مطار القاهرة فلا يستحقون هذا بالتأكيد لأنهم قاموا بعملهم وعدم نشر مثل هذا الخبر كان سيعد إهمالاً وتقصيراً يستحقون عليه اللوم، وليس العكس ويجب أن يدرك هذه الحقيقة كل الفنانين، فالصحافة التي تسارع بنشر كل الأمور الإيجابية التي تخص نجوم الفن من حقها أيضا أن تنشر السلبيات، وكما توجه لهم التحية والتقدير من حقها أيضاً أن توجه لهم الانتقادات بموضوعية وبعيداً عن التشهير، وكما نشرت خبر الاتهام الموجه لمنة شلبي يجب أيضاً أن تنشر خبر براءتها منه إذا تمت تبرئتها أو خبر إدانتها إذا حدث ذلك ومن الصعب جداً أن تتجاهل الأمر وإلا تكون فقدت ماهيتها، لكن يجب الالتزام بالضمير لأنك يمكنك أن تغسل ثوبك لكن لا يمكن أن تغسل ضميرك”.