فى المليان

أوراق غـائـبـة توضـــح عبقرية المصريين فى قمة المناخ

حاتم زكريا
حاتم زكريا

رغم الإعداد الممتاز من قبل مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذى جرى بمدينة شرم الشيخ المصرية، فلم تكن هناك إشارات مطمئنة للدول النامية على خروج المؤتمر بنتائج إيجابية وحلول حقيقية تحل أكبر تحد يواجه الإنسانية ..

وفى مؤتمره الصحفى أكد أنطونيو جويتريش الأمين العام للأمم المتحدة وجود إنقسامات بين الدول بشأن العديد من القضايا المهمة بما فى ذلك «الخسائر والأضرار»..

وكما قال أيضا الأمين العام للمنظمة الدولية فى مؤتمره الصحفى بشرم الشيخ يوم الخميس17 نوفمبر: «من الواضح أن هناك إنخفاضاً فى الثقة بين الشمال والجنوب وبين الإقتصادات المتقدمة والناشئة، وهذا ليس وقت توجيه أصابع الإتهام، فإن لعبة إلقاء اللوم هى وصفة للتدمير المتبادل المؤكد»..

وحث جويتريش الدول على القيام بالعمل الهادف الذى يحتاج إليه الناس والكوكب بشدة مضيفاً: أن العالم يراقب ولديه رسالة بسيطة: «قفوا ونفذوا تعهداتكم ..

إنتهى وقت الحديث عن تمويل الخسائر والأضرار، نحن بحاجة الى إتخاذ إجراءات».

والذى يحسب لمصر فى المقدمات الإيجابية أنه ولأول مرة فى تاريخ مؤتمرات المناخ الأممية تم إدراج قضية الخسائر والأضرار على جدول الأعمال الرسمى فى COP 27، وبدأ من السياق العام أن إنشاء مرفق مالى جديد للتعويض عن الخسائر التى تكبدتها البلدان المتضررة بشدة من الكوارث الطبيعية هو مطلب رئيسى من قبل الكتلة التفاوضية المعروفة باسم مجموعة الــ 77 والتى تمثل جميع البلدان النامية تقريباً .. 

ومن أهم الإرتكازات التى أشار إليها مؤتمر COP 27  الجلسة العامة للمؤتمر التى تولى فيها المئات من ممثلى المجتمع المدنى الشباب رئاسة الجلسة العامة للمؤتمر يوم 11 نوفمبر للمطالبة بالعدالة المناخية وتطرقوا الى نفس نقاط العمل التى ذكرها الأمين العام للأمم المتحدة لاحقاً فى مؤتمره الصحفى يوم 17 نوفمبر ..

وقال زعيم دائرة الشباب: «يقف شباب رائعون من الشمال العالمى والجنوب العالمى متضامنين معاً للمطالبة بالعمل ، لكننا بحاجة الى البحث عن أكثر من الأمل نحن بحاجة الى من هم فى السلطة للاستماع الى من يقوم فعلياً بالفعل والتنفيذ ..

وبعد الاجتماع فى الجلسة العامة خرج جميع الحاضرين وقاموا بمسيرة قصيرة الى المنطقة الخارجية لمركز شرم الشيخ الدولى للمؤتمرات والتى إنتهت باعتصام حيث قرأوا إعلان الشعب COP 27  للعدالة المناخية ..

والوثيقة التى أقرتها العشرات من المنظمات الحاضرة تدعو الى تغير النظام لضمان وتمكين الإنتقال العادل الى أنظمة الطاقة المتجددة اللامركزية المملوكة من قبل الشعوب بشكل كامل وسداد ديون المناخ عن طريق خفض الإنبعاثات الى الصفر الحقيقى بحلول عام 2030 ، ومعالجة مسألة الخسائر والأضرار والتخلص التدريجى من الوقود الأحفورى وضمان بيئة آمنة ومواتية للمجتمع المدني».. 

ومن جهتها قالت الناشطة البولندية دومينيكا لاسوتا إنها تشارك فى مؤتمر  COP 27 للترويج لوضع حد للوقود الأحفورى والذى تعتقد بأنه يدفع الحرب فى أوكرانيا .. 

وقالت السيدة سوتا أن المشاريع المتجددة المجتمعية يجب أن تكون الحل الرئيسى لأزمة المناخ .. وسلطت الضوء أيضا على ضرورة الاستماع الى مجتمعات السكان الأصليين التى ظلت تحمى النظم البيئية للكوكب لعدة قرون، ونحن بحاجة ماسة الى إعادة توجيه الأموال من الموت - من الوقود الأحفورى ومن الإستثمارات التى تدمر حياتنا - الى الحلول والأشياء التى تحمى نور الشعوب الأصلية مثل تمويل الخسائر والأضرار .. 

ولا شك أن إصرار مصر على الخروج بنتيجة إيجابية من المؤتمر COP 27  وهو ما ساعد على إمتداده ليومين إضافيين، الى جانب الرغبة العارمة لغالبية المشاركين ..

ولعل كلمات سامح شكرى وزير الخارجية رئيس المؤتمر تعبر عن هذا الموقف : « لقد ارتقينا الى مستوى المناسبة لقد عملنا على مدار الساعة ليلا ونهاراً ، وكنا متحدين فى العمل من أجل مكسب واحد هدف واحد أعلى مشترك» فى النهاية قمنا بالتسليم واستمعنا الى نداءات الكرب واليأس .. وكان صندوق الخسائر والأضرار .. 

أما شيرى رحمن وزيرة التغير المناخى فى باكستان - التى شهدت فيضانات غير مسبوقة فى سبتمبر وأصبحت رمزاً للدمار الذى تواجهه البلدان النامية فقد أشادت بصفقة الخسائر والأضرار «التاريخية» وسط تصفيق فى قاعة المؤتمر .. 

وكانت مصر تستحق  بالفعل وثيقة الشكر التى قدمتها الأمم المتحدة لدور الدولة المصرية على الإستضافة والتنظيم المميز لمؤتمر المناخ COP 27  بشرم الشيخ.. كما عبر جويتريش الأمين العام للأمم المتحدة عن سعادته البالغة بنجاح الأعمال التنظيمية التى قام بها الشباب المصرى المتطوع .