«مصر القادرة».. تجني ثمار مؤتمر المناخ

مصر تتلألأ في سوق السياحة.. وشرم الشيخ «عروس» المدن العالمية

زاهى حواس    باسل السيسى
زاهى حواس باسل السيسى

زاهي حواس: رواج غير مسبوق و7 آلاف سائح في وادى الملوك والملكات

باسل السيسي: انطلاقة قوية لمصر بعد فترة ركود استمرت لسنوات

انتهى مؤتمر المناخ، وبقيت ثماره ونجاحاته تجنيها مصر والمنطقة والعالم، مكاسب اقتصادية وسياسية وسياحية هائلة حققتها مصر، عكست قدرة مصر وريادتها واستقرارها فى كل المجالات، وأظهرتها كمركز استثمارى هائل، يثق فيه المستثمرون ويرون فيه مستقبلا واعدا وأمانا لأموالهم، فضلا عن ذلك فقد لمع اسم مصر فى الإعلام الدولى، بعد أن تحولت لمركز دبلوماسى عالمى.. ليس فقط بمناقشة قضايا المناخ ولكن بعد أن تحول المؤتمر إلى منتدى سياسى عالمى لمناقشة الأزمات السياسية التى يعانى منها العالم.. ماذا حققت مصر من المؤتمر وما الذى استفادته، الخبراء والأرقام والحقائق تجيب عن هذا التساؤل.


حدث جلل وضخم جعل مصر محط أنظار دول العالم أجمع، فقد كان مؤتمر المناخ الذى أقيم منذ عدة أيام بشرم الشيخ أكبر تجمع دولى لكل زعماء ورؤساء الدول، حيث أكدت مصر وقياداتها وشعبها من خلاله أنها قادرة على تنظيم وإنجاح أكبر المؤتمرات الدولية، وهو ما جعلها تستعيد ريادتها فى مجال السياحة، فقد شهدت مختلف المناطق السياحية فى مصر رواجا وإقبالا غير مسبوق من الأفواج السياحية المختلفة الجنسيات، الأثريون المصريون أثنوا على نجاح المؤتمر وأكدوا أن مردوده على مصر سياحيا سيكون إيجابيا وسيحدث رواجا سياحيا غير مسبوق.

أكد د.زاهى حواس عالم المصريات والخبير والمكتشف الأثري أن مصر بلد الأمن والأمان وأن تنظيمنا لمؤتمر المناخ كان له العديد من الإيجابيات والمكتسبات الجيدة على مصر بشكل عام وفى مجال السياحة بشكل خاص، حيث إن استضافة مصر لهذا الكم الهائل من الزعماء والرؤساء والمسئولين من كل أنحاء العالم أوضح مدى احترام تلك الدول لمكانة مصر وإيقانهم التام بمدى تأثيرها على الصعيد الشرق أوسطى أو على نطاق أفريقيا أو على الأصعدة الأوسع نطاقا.

وأشار إلى أن الدول التى شاركت فى المؤتمر ازدادت ثقتهم فى محايدتها وأن مصر دولة قوية وسطية تسعى دائما للتقارب بين الأطراف المختلفة بأقل قدر ممكن من الخسائر من أجل تحقيق المصلحة العامة للجميع.

وبلا شك فإن إقامة المؤتمر فى أشهر مدن مصر السياحية كان له بالغ الأثر على الترويج سياحيا لمصر على مستوى العالم أجمع وأن إنفاق مليارات الدولارات على الدعاية لمثل هذه الأماكن السياحية فى مصر لن يأتى بمردود قوى مثلما فعل مؤتمر المناخ، فكل من جاء وشارك فى المؤتمر عاد الى بلده يحكى ما رآه من جمال ومناظر خلابة وتنظيم وإدارة وأمن وأمان وترحاب.

وأكد أنه أثناء تواجده بوادى الملوك والملكات كان هناك 7 آلاف سائح من جنسيات مختلفة وهذا أكبر دليل على نجاح المؤتمر سياحيا لمصر وأن الرواج السياحى الذى تشهده مصر الآن يعد من أكثر الأوقات رواجا ويدل على أن مصر ستظل دائما صاحبة الريادة والتاريخ.

ومن جانبه أشار باسل السيسى نائب رئيس غرفة شركات السياحة السابق إلى أن مؤتمر المناخ من المؤتمرات العالمية التى لها مواعيد ثابتة على مستوى العالم ويتم اختيارها من قبل منظمة الأمم المتحدة، ولها قيمة كبيرة لدى كل دول العالم، وهو ما يجعل استفادة مصر من المؤتمر على الصعيد السياحى كبيرة، فقد كان تجمع المئات بل الآلاف فى شرم الشيخ فرصة جيدة لكى تستعرض مصر إمكانياتها السياحية وأماكنها الخلابة التى لا تتمتع بها مثلها باقى الدول، ونحن نعتبر أن المؤتمر من أنجح وسائل التسويق والدعاية للسياحة المصرية، ونتوقع أن يكون هناك رواج كبير فى السياحة، فقد كانت الفنادق بمختلف المناطق كاملة العدد اثناء المؤتمر وبعد انتهائه.

ونأمل جميعا أن تكون الفترة المقبلة انطلاقة قوية لمصر بعد حالة الركود التى مررنا بها نتيجة ظروف وباء الكورونا والذى تبعها حرب روسيا وأوكرانيا وهو ما كان له بالغ الأثر على دول العالم أجمع وبالتبعية كان يؤثر بشكل سلبى على السياحة ولم يكن هناك اشغال بنسبة كبيرة فى فنادق مصر، ولكن المؤشرات الحالية مبشرة ونتمنى أن تستعيد مصر مكانتها وريادتها السياحية مرة أخرى.

وأكد سمير عبد الوهاب الخبير الأثرى والمحاضر الدولى أن مصر نجحت فى أن تجعل من شرم الشيخ منطقة سياحية خضراء مستدامة وكان مؤتمر المناخ أكبر وأنجح وسائل الدعاية السياحية لمصر لجذب أنظار العالم مرة أخرى إليها بعد أن عانينا لسنوات من الركود السياحى نتيجة وباء كورونا وحرب روسيا وأوكرانيا.

فقد كان مؤتمر المناخ بمثابة نافذة على كل دول العالم لكى ينقل من خلالها مدى نجاحنا فى أن تصنف مصر واحدة من أكثر 25 مقصدا سياحيا حول العالم لعام 2023 طبقا لموقع ناشيونال جيوجرافيك العالمى.
فأصبحت صورة مصر هى بلد الأمن والأمان، بلد صديقة للبيئة، لديها ثروات لا متناهية من المناطق السياحية الخلابة، وتسعى دائما نحو الأفضل.

ويقول على غنيم عضو اتحاد الغرف السياحية أن سياحة المؤتمرات صناعة تتنافس عليها المقاصد السياحية الدولية والإقليمية، فهذا النوع من السياحة يمكن الاعتماد عليه لأكثر من سبب، الأول أنه لا يحتاج إلى تكلفة عالية، فغالباً ما تحظى الفعاليات الكبرى برعاية الشركات والمؤسسات العالمية، ما يوفر تكاليف استضافتها، والمشاركون فى تلك الفعاليات أغلبهم من الشباب ورجال الأعمال.

موضحا أن اتجاه الدولة والرئيس السيسى إلى تنظيم مؤتمرات عالمية بمشاركة ممثلين من مختلف دول العالم على أرض شرم الشيخ يعطى مؤشرا قويا على أن مصر بلد الأمن والاستقرار ويسلط الضوء على معالم شرم الشيخ السياحية ومع إعداد برامج سياحية وترفيهية للمشاركين بالقمة فى شرم الشيخ والتقاط الصور التذكارية كل هذا كان دفعة قوية لتنشيط السياحة إلى مصر.

مشيرا إلى أن سياحة المؤتمرات تعتبر أداة تسويقية مهمة، والاستفادة القصوى من هذه الفعاليات تكون من خلال المرافقين واستقبال جميع وسائل الاعلام العالمية وتسليط الضوء على مؤتمر المناخ أفضل من حملات دعائية بملايين الدولارات لأنها دعاية مباشرة ومجانية لمصر.

وأكد غنيم ضرورة استغلال ما يعقد من مؤتمرات عالمية مثل منتدى الشباب ومنتدى إفريقيا ومعرض ايديكس، و»القمة المصرية الأوروبية» فى التسويق لسياحة المؤتمرات والمعارض التى تمثل حجما كبيرا جدا من واردات السياحة للعديد من الدول ويتميز المشاركون بالمؤتمرات بزيادة معدل الإنفاق عن السائح الطبيعى بمعدل 4 أضعاف السائح التقليدى تقريبا.

لافتا إلى أن 80% من المؤتمرات يصحبها معارض متخصصة لمنتجات نفس المؤتمر مما يزيد من فرص الشراء والبيع أثناء الحدث، متابعاً أن هذه الفعاليات يمكن الاستفادة منها أيضاً من خلال المؤسسات المشاركة، التى تتنافس فى تقديم عروض ترويجية لها كتقديم الوجبات أو الهدايا مما يعود بالمنفعة على حركة البيع والشراء.

وتؤكد نورا على، رئيس لجنة السياحة بمجلس النواب، أن سياحة المؤتمرات واحدة من أهم أنواع السياحة فى جميع أنحاء العالم وتهتم بها كل الدول.

وتضيف أن شرم الشيخ لها تاريخ كبير فى سياحة المؤتمرات وتحظى باهتمام عالمى من كل الدول لما لها من طبيعة ساحرة ورونق خاص يميزها عن باقى الأماكن.

وتشير الى أن الرئيس السيسى أعاد اكتشاف شرم الشيخ مرة أخرى وأعادها لخريطة سياحة المؤتمرات وخير مثال ومروج لها وساهم فى الترويج عالميا لهذه المدينة الرائعة.

وأضاف د. محمد حسن عضو اتحاد غرف السياحة، أن المؤتمرات السياحية من أهم الدعاية المجانية للمقصد السياحى المصرى وسيكون لها تأثيرات إيجابية كبيرة على الحركة السياحية الوافدة للمدينة خلال الفترة القليلة المقبلة، موضحا أن استضافة المدينة مؤتمر المناخ العالمى يبرهن على أن المدينة تمتلك العديد من الأنماط السياحية موضحا أن شرم الشيخ أحد المنتجعات الشاطئية والترفيهية وباتت المدينة أيضا قبلة لتنظيم المؤتمرات الدولية والمحلية.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي