ذكرى رحيل «شهريار الفن والصحافة ».. جليل البنداري

جليل البنداري
جليل البنداري

توقف قلب صاحب باب ليلة السبت في ليلة السبت واختفى من الحياة صاحب الابتسامة الحلوة وكاتب العبارة الرشيقة الساحرة.

كان جليل البنداري مدرسة صحفية تربى فيها الكثير وتخرج على يديه الكثير عاش عمره وأمضى شبابه من أجل أن يقول كلمة الحق في عالم الفن ودنيا الأضواء مهما سببت له هذه الكلمة من متاعب ومشاكل.

دخل المحاكم ووقف أمام القضاء عشرات المرات لمحاكمته من أجل سطور كتبها أو لعبارة نقد فيها فنانا أو فنانة وفي كل مرة  كان القضاة يصدرون حكما ببراءة جليل بعد اقتناعهم بأنه على حق.

عاش ومات مدينا، حيث كان يستطيع أن يكسب الكثير ولكن ضميره دائما كان أقوى من ديونه ولم يكن جليل البنداري صحفيًا فقط يجري وراء الخبر ويكتب النقد والتحليل ولكنه كان كاتبا خلاقا ألف الكتب عديدة وكتب للمسرح والسينما والإذاعة، قدم للسينما أول أفلامه "الآنسة حنفي" فأصبح بين يوم وليلة من أصحاب الألوف ثم صادرت الرقابة قبل الثورة فيلمه الثاني فأمضى بقية عمره وهو يسدد ديون الفيلم.

لم يتوقف عن الكتابة، قدم للمسرح الاستعراضي وللمسرح التاريخي أنجح الأعمال وأعمقها فهو صاحب مدرسة شفيقة القبطية التي قدمتها السينما فيما بعد وهو صاحب رواية "وداد الغازية" التي قدم فيها لأول مرة حقائق عن حياة الأمراء وهم يستنزفون دم الشعب، كتب الأغنية فكانت سطوره فيها وعباراته تنبض حياة وتحمل أفكاره وفلسفته، فوجئ ذات يوم بوفاة صديقه الإذاعي عبد الوهاب يوسف فرثاه في أغنية يقول فيها 
"على أيه بنجري كفاية علينا العمر بيجري، كان في أيدينا وملو عينينا، وبعد دقيقة مش في أيدينا".

تميز جليل البنداري عن غيره من الكتاب بمعرفته للدور والشخصية التي يمكن أن يكتبها فيلمع فيها الفنان أو الفنانة، حدث بعد ظهور رشدي أباظة كممثل أن الأضواء بدأت تخبو من حوله طلب المخرج حسين فوزي من جليل كتابة دور لرشدي أباظة من الممكن أن يلمع فيه وكتب جليل البنداري رواية "تمر حنه" ورسم لرشدي أباظة دور العاشق الذي تهجره حبيبته فيقرر إزالة الوشم الذي رسم فيه صورة حبيبته وهو يبكي وظهر الفيلم ولمع رشدي أباظة من جديد.

اقرأ أيضا| أعيدت كتابتها 14 مرة.. سر غضب مؤلف «شاهد ما شفش حاجة» من عادل إمام   

عندما كان يسمع أو يعرف أن فنانًا أو فنانة يعيش في أزمة مالية كان ينسى أزمته ومشاكله ليعيش في مشاكل وأزمة هذا الفنان وكان يبحث لهذا الفنان عن دور جديد أو مشروع فني لحل أزمته دون أن يظهر هو أو حتى يحس الفنان بأن جليل وراء هذا العمل.

في آخر أيام جليل البنداري ورغم كل آلامه كان يرفض أن يتوقف عن الكتابة، ومات في موعد تقديمه لمقاله الأسبوعي للقارئ ليكون خبر وفاته هو آخر ما يبعثه للقارئ، حيث توفي في 29 نوفمبر عام 1968 عن عمر 52 عاما.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي