أول سطر

أرض الكنوز

طاهر قابيل
طاهر قابيل

  كانت عاصمة مصرالقديمة.. عاش فيها اخناتون ونفرتيتى.. ويقال ان ماريا القبطية التى تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام من (بنى حسن).. وأن أرضها ارتوت بدماء الشهداء مع الفتح الإسلامى.. وبها العديد من المواقع والمقابر الأثرية والفنادق والمنتجعات التى تجعل من جولتنا السياحية فرصة للاسترخاء والمتعة.. ففى كل مكان آثار لقدماء المصريين والرومان والإغريق والعصرين القبطى والإسلامى.

 «الأشمونين» إحدى قراها وتجاور أطلال مدينة «خمون» وهى ذات تاريخ قديم وكانت مزدهرة طول التاريخ.. ومدافنها فى «تونا الجبل» ويقال ان اسمها تحريف للاسم المصرى القديم «خمون» أو مدينة الثُمانية المقدسة.. وكانت مقراً لعبادة «تحوت» إله «الحكمة» والممثل على شكل «قرد بابون» أو»طائر أبو منجل».. كانت قرية الأشمونين تهيمن على منطقة ذات أهمية اقتصادية لخصوبة أرضها الزراعية وقربها من محاجر الرخام.. وأدى سحر وجاذبية الإله «تحوت» لاجتذاب العديد من الإغريقيين إليها وبقيت آثارهم فيها..

ولسوء الحظ زحف عليها العمران وتطوقها حاليا ثلاث قرى.. ومن أهم آثارها متحف فى الهواء الطلق يضم تمثالين ضخمين على شكل القرد يتضرع للشمس..

وهناك سوق يونانية محاطة بمجموعة من أعمدة الجرانيت الأحمر ذات التيجان الكورنثية وﻛﻨﻴﺴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﺎزﻟﻜﻰ..

وفى ﺗﻞ اﻟﻌﻤﺎرﻧﺔ القريبة من دﻳﺮﻣﻮاس أﻋﻄﻰ إﺧﻨﺎﺗﻮن ﺣﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻔﻨﺎن المصرى ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ فى العاصمة التى اختارها وﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ بها ﻣﻜﻮﻧﺎ أول ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﻠﻔﻦ اﻟﻮاقعى.. وهناك ايضا ﻣﻘﺒﺮة «إزادورا» اﻟﻔﺘﺎة اليونانية صغيرة السن التى ﻣﺎﺗﺖ ﻏﺮﻗﺎ ﻓﺄﻗﺎم لها واﻟﺪﻫﺎ بيتا جنائزيا..

اما دﻳﺮ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻌﺬراء فيقع على الضفة الشرقية لنهر النيل فى سمالوط، وشهد هذا المكان جزءا من رحلة العائلة المقدسة لـمصر، واختبأت به مريم ووليدها ثلاثة أيام.. وعندما جاءت الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الأول الى مصر وعلمت من الأهالى أن العائلة المقدسة زارت المنطقة واختبأت فى المغارة فأمرت بنحت وتفريغ الصخور المحيطة بها وأطلقت عليها اسم كنيسة السيدة العذراء.. وهى عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربعة حوائط وبصحن الكنيسة عشرة أعمدة صخرية وأطلق على هذاالمكان «جبل الطير» لأن طيور «البوقيرس» المهاجرة كانت تستقر سنويا على سفح الجبل. 

 وفى ﺗﻮﻧﺎ اﻟﺠﺒﻞ ﻣﻘﺒﺮة «لبيتوزيرس» ﻛﺒﻴﺮ اﻟﻜﻬﻨﺔ لدى اليونانيين والرومان وﺳﺮادﻳﺐ للاله ﺗﺤﻮت.. وبقرية بنى ﺣﺴﻦ 39 ﻣﻘﺒﺮة ﻣﻨﺤﻮﺗﺔ بالجبل.. وفى البهنسا اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ منها اﻟﻤﺴﺠﺪ الوحيد بمصر ذوالقبلتين وﻣﺰار اﻟﺴﺒﻊ ﺑﻨﺎت.. ويقال إنهن ارتدين ملابس الرجال وأبلين بلاء حسنا فى الفتوحات وتسلل إلى خيامهن الجنود الرومان وذبحوهن.. ويقال أيضا إنهن راهبات.. المنيا تمتلك 45 موقعا أثريا وكنوزاً تؤهلها لتكون مزارًا سياحيًا.