الخبراء: تنشر الشائعات وتُستخدم لزيادة أعداد متابعى الصفحات

بعد مقاطعة تويتر بسببها.. الحسابات الوهمية أزمة على منصات التواصل

الحسابات الوهمية بيئة خصبة لنشر الشائعات
الحسابات الوهمية بيئة خصبة لنشر الشائعات

أثار ما قام به موقع تويتر من إطلاق خدمة الدفع للحصول على التوثيق والعلامة الزرقاء العديد من الأزمات، والتى وصلت لحد خسائر بالملايين لبعض الشركات التى قام الأشخاص بانتحال أسمائها وشراء العلامة الزرقاء، والتى تشير إلى أنه تم التحقق من الهوية وكانت فى السابق مخصصة للأفراد والمؤسسات البارزة، وسرعان ما تراجع تويتر عن هذه الخدمة ليعلن أنه سيتم تقسيم علامة التوثيق لثلاثة ألوان، ذهبية ورمادية وزرقاء، للتحقق من هوية الشركات والحسابات الحكومية والأفراد، وذلك بسبب انتشار الحسابات الوهمية فى الفترة الأخيرة، وهنا كان لابد من طرح تساؤل عن ماهية الحسابات المزيفة وطرق التحقق من هوية صاحبها وكيفية مواجهة هذا الأمر.

قال المهندس أحمد طارق خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات أن هناك أهدافا متعددة من إنشاء الحسابات الوهمية ومنها نشر الشائعات وخاصة السياسية وهو الأمر الذى تسعى الدولة المصرية لمحاربته فى الآونة الأخيرة، ويعتبر إنشاء حساب وهمى من أجل الاستهداف الشخصى هو الأكثر انتشارًا لتجميع المعلومات عن شخص بعينه بدون أن يكتشف هذا الشخص هوية صاحب الحساب الوهمي.

أما عن زيادة أعداد المتابعين فأوضح أن ذلك يتم عن طريق access token وهو عبارة عن كود معين يمكن الحصول عليه من تطبيقات الفيس بوك مثل الألعاب، وعند تلقى صاحب التطبيق لهذا الكود يمكنه التجسس على صاحب الحساب الذى دخل على التطبيق أو إضافته للحسابات الوهمية، وعمل لايك منها ونشر العديد من المنشورات وبالتالى يؤدى ذلك الأمر إلى زيادة المتابعات والمشاهدات.

اقرأ أيضًا

إيلون ماسك يلغي اتفاقا بقيمة 44 مليار دولار لشراء تويتر

تأكيد الهوية
وأكمل أن الفيس بوك والإنستجرام من أكثر مواقع التواصل الاجتماعى المنتشر عليها الحسابات الوهمية بكثرة، والفيس بوك هو الأضعف وحاليا يتم معالجة هذا الأمر وتقوم إدارته بإغلاق أى حساب تشك فى هوية صاحبه وتطلب منه الباسبور أو البطاقة لإعادة فتحه بعد التأكد من أنه لا يمتلك حسابا آخر، مشيرا إلى أنه لا يوجد موقع تواصل اجتماعى آمن بنسبة 100% فكل المواقع مستهدفة وغير آمنة.

لافتا إلى أن بعض المواقع مثل التيك توك ذات الفيديو المكون من 30 ثانية من الصعب الحصول على حسابات وهمية عليها لزيادة أعداد المتابعين، وذلك لارتفاع سعرها وصعوبة اجراءات الحصول على حسابات عليها ولكن تظل أيضًا غير آمنة تمامًا.

وعن طرق كشف الحسابات الوهمية أوضح أنها تظهر من خلال الـusername الذى يظهر بعد علامة @ ومطابقته مع الاسم الظاهر على الحساب، ثم إلقاء نظرة على المنشورات العامة لاكتشاف هل تخص الشخص بالفعل أم أن الحساب مزيف وانتحل شخصية هذا الإنسان، مضيفًا أن شركة ميتا تقوم ببعض الإجراءات حاليا لمكافحة الحسابات الوهمية وذلك عن طريق إغلاق الحسابات وإعادة فتحها بعد إثبات الملكية من خلال أى مستند رسمى يثبت الهوية.

واختتم المهندس أحمد طارق خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات حديثه موضحا أن تويتر أعلنت عن طرح علامة التوثيق مقابل مادي، مما أدى لانكشاف الأمر، ولكن علامة التوثيق على العديد من مواقع التواصل الاجتماعى الأخرى ممكن تزييفها،  ففيس بوك أصعب منصة تواصل اجتماعى يتم التوثيق عليها لصعوبة إجراءات الحصول على العلامة الزرقاء عليها، لكن ممكن تزييف التوثيق من خلال الحصول على بيانات الأشخاص المشهورين وإصدار باسبور مزيف لهم وتقديمه لإدارة الفيس بوك والاستعانة بأخبارهم الموجودة على شبكة الإنترنت والحصول على العلامة الزرقاء ثم تغيير الاسم تدريجيا خشية فقد العلامة، لكن إدارة الفيس بوك تغلبت على هذا الأمر بمراجعة العلامات الزرقاء بعد كل تحديث لحذف التوثيقات غير الرسمية والحسابات التى قامت بتغيير الاسم.

انتحال الشخصية 
ومن جهته قال محمد عبد المجيد خبير قانونى إن الدولة تلاحق الحسابات الوهمية فى حال ارتكاب أصحابها لأى جريمة عبر شبكة الإنترنت مثل إثارة الفتن أو التحريض على الدولة أو السب والقذف أو ابتزاز وتهديد الأشخاص، وتتمكن أجهزة الدولة من ضبط صاحب الحساب عن طريق ضباط متخصصين من خلال تهكير أجهزة أصحاب هذه الحسابات لمعرفة الأى بى الخاص بهم وتتبعه والوصول لعنوانهم، وتختلف العقوبة على حسب الجريمة ذاتها، فانتحال الشخصية عقوبته الحبس حوالى عامين، بينما عقوبة النصب والاحتيال الحبس حوالى ثلاثة أعوام.