حدث نادر أن تشهد الصين مظاهرات من أى نوع. الأيام الماضية شهدت مظاهرات متفرقة فى عدد من المدن الصينية وإغلاق لمصانع كبرى مثل مصنع هواتف «ايفون»، الشهيرة. ثم امتدت المظاهرات «كما نقلت الوكالات الأجنبية». إلى شنغهاى ثم العاصمة بكين.
ندرة الحدث تجعله موضع اهتمام، رغم أن المظاهرات محدودة والأعداد بالمئات فقط فى معظمها فى دولة تعدادها أكثر من مليار ونصف المليار نسمة. ورغم أن المظاهرات اندلعت أساسا بسبب القيود الصارمة التى تفرضها الصين لمكافحة وباء «كورونا». الصين مازالت متمسكة حتى الآن بسياسة «صفر كورونا»، التى اتبعتها منذ بداية الأزمة، حيث تقوم بالإغلاق الكامل لأى منطقة تظهر فيها ولو حالة واحدة مصابة بـ«كورونا»!
هذه السياسة سجلت نجاحا فى البداية، واستطاعت الصين من خلالها السيطرة على الوباء الذى كانت بدايته من هناك. لكن الفترة الماضية شهدت عودة مقلقة من «كورونا».. حيث يتواصل تسجيل أرقام كبيرة ومتصاعدة للإصابات ومعها تعود القيود الصارمة وإغلاق المدن وتوقف الحياة الطبيعية حيث حلت «كورونا»، لتخرج المظاهرات المحدودة تعلن الملل من هذه القيود التى فشلت فى القضاء على الوباء.
الخبراء يقولون إن القيود الصارمة ربما كانت ضرورية فى البداية. لكن مع التوصل للأمصال الواقية، ومع ضعف النسخ الأخيرة من «كورونا» كان لابد الانفتاح.. والبعض يخشى من أن المبالغة فى سياسة «صفر كورونا»، حرمت الصينيين من المناعة الطبيعية، ولهذا قد تكون عودة «كورونا» الحالية فى الصين قاسية رغم كل القيود التى فرضتها سياسة «صفر كورونا»، خلال عامين.
الصين مازالت- حتى الآن- متمسكة بسياستها رغم الخسائر الاقتصادية الهائلة التى تتكبدها بسبب الإغلاق الذى سيعمق أيضا أزمة سلاسل الإمداد لمصانع العالم وأسواقه، ورغم مظاهرات الاحتجاج التى مازالت محدودة للغاية. إذا راجعت الصين سياسة «صفر كورونا»، فلن يكون السبب إلا تصاعد الحرب التجارية مع أمريكا وليس شيئا آخر!!