حكاية العربي الفائز بأبرز جائزة فرنسية

د. غراء مهنا
د. غراء مهنا

الأديبة البارزة والأكاديمية المرموقة د.غراء مهنا أستاذة الأدب واللغة الفرنسية بآداب القاهرة، تأملت حدث إعلان نتائج هذا العام لجوائز الأدب العربي المنشور باللغة الفرنسية الذى جرت وقائعه منذ أيام، وقد أهدتنا هذه السطور التي تعرف بالحدث وبالفائز وبالجائزة. 

فاز منذ أيام الأديب التونسي «يامن المناعي» بجائزة الأدب العربى الفرنسية لعام 2022 عن روايته الهاوية الجميلة المكتوبة بالفرنسية والصادرة عن دار نشر «إليازاد» عام 2021 في تونس، ومن المعروف أن هذه الجائزة التي تم الإعلان عنها أول مرة عام 2013، ينظمها معهد العالم العربي بباريس مع مؤسسة لاجاردير.

والتي تحمل اسم الإعلامي الفرنسي جان لوك لاجاردير، ويحصل الفائز بها على 10 آلاف يورو، وقد أشادت لجنة التحكيم بالرواية التي تدين العنف وتفضح مظالم المجتمع وتدور في الضواحى الشعبية بتونس العاصمة.

وقالت اللجنة أن القصة ذات بعد إنسانى تصور غضب شاب مراهق فى ظل انهيار القيم وتفشى الفوضى في المجتمع، كما أكدت أن المؤلف نجح في تصوير الظواهر الاجتماعية السلبية في المجتمع التونسي وتراجع الأسرة والمدرسة عن القيام بدورهما وعجز المؤسسات عن حل المشاكل التي يعانى منها المجتمع والشباب بصفة خاصة.

وتمنح هذه الجائزة كل عام لأحد الأعمال الصادرة عن دور نشر عربية أو فرنسية، وهى واحدة من الجوائز الفرنسية التي تحتفى بالأدب العربي وتشجع الأعمال الأدبية التي يكتبها المؤلفون العرب سواء كانت صادرة بالفرنسية أو مترجمة إلى الفرنسية .

وقد تنافست الرواية مع 8 روايات أخرى لأدباء من مصر ولبنان والمغرب والسودان وتونس، ومنح تقدير خاص للأديب السوداني حمور زيادة عن روايته «الغرق» الصادرة عن دار العين والتي تتناول قصة قرية على ضفاف النيل حيث تم العثور فيها على جثة مراهقة عام 1969.

وصدرت ترجمتها عن دار نشر «أكتسود» بعنوان «غريقات النيل». وجدير بالذكر أن الأديبة العمانية جوخة الحارثى فازت العام الماضى بهذه الجائزة عن روايتها المترجمة « الأجرام السماوية « Les Corps Celestes كما فاز بها من قبل جبور الدويهى اللبنانى عن روايته المترجمة «شريد المنازل» (دار نشر سندباد عام 2013)، كما فاز بها كل من : الأديبة العراقية إنعام كجه جى والأديب السعودي محمد حسن علوان، والأديب المصري محمد عبد النبي .


ولقد حصل المناعى من قبل على جائزة الكتاب «البرتقالية Orange» في إفريقيا عن الرواية نفسها كما فازت أعماله بالعديد من الجوائز العالمية.. و«يامن المناعى» الذى يبلغ من العمر 42 عاما ولد عام 1980 فى تونس، يقيم بباريس منذ أن كان عمره 18 عاما، ويعمل مهندسا فى مجال الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات .


تتناول رواية «الهاوية الجميلة» ( دار نشر إليزاد بتونس ) والمكتوبة بالفرنسية قصة صبى في الخامسة عشرة من عمره سجن بعد محاولة ارتكاب جريمة قتل . وقد أخذت الرواية شكل المونولوج الطويل لشاب يسكن ضواحي تونس العاصمة، ودخل السجن ومن خلال حديثه الطويل مع الطبيب النفسى والمحامى يدين الشر الموجود حوله فى الأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره . ويعيش البطل المراهق حالة نفسية صعبة جعلته يثور على أسرته ومجتمعه .

أعطى المناعي الشباب المهمش حق التعبير عن أنفسهم وعرض رؤيتهم عن هموم الوطن وقسوة المجتمع وعنفه والفوضى السائدة من خلال مراهق ارتكب عددا من الجرائم كرد فعل على ظلم المجتمع .

ويعتبر المناعي روايته صرخة يطلقها في وجه وطن تسوده الفوضى والعنف في الفكر والسلوك واللفظ.. «الهاوية الجميلة» رواية قصيرة تتناول العنف في المناطق الشعبية الأكثر فقرا في تونس من خلال مراهق متمرد يدين مظالم وعنف المجتمع.


اقرأ ايضا | جوخة الحارثى: الأدب واقع موازٍ