منى نور تكتب: بعد أن أجاز مجمع اللغة استخدامها شرعية «الاستعباط»!

مجمع اللغة العربية
مجمع اللغة العربية

إن اللغة التى يتكلمها عامة المصريين بعد الفتح العربى، هى فى عمومها لغة عربية أخذت فى كل بقعة عن لغة القبيلة - أو القبائل - التى نزلت فيها، مع ما لابد منه من تأثرات متنوعة باللغة - أو اللغات - التى كانت موجودة قبل دخول العربية إلى مصر لتصبح لغة المصريين عامتهم وخاصتهم

«لغتنا العربية يسر لا عسر، ونحن نملكها، كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها ألفاظاً لم تكن مستعملة فى العصر القديم».. هكذا تحدث د. طه حسين، عميد الأدب العربى عن لغتنا العربية، وكأنه يضع لنا خارطة طريق لكيفية تنمية اللغة واثرائها، وتهيئتها لاستيعاب كل جديد من الألفاظ والأساليب عن طريق عملية الإجازة وفق قواعد لغوية اكتسبت شرعيتها من خلال التطبيق الصارم. وهذا واقع مطبق بالفعل، تقوم عليه لجنة الألفاظ والأساليب بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، والتى تضم فى عضويتها علماء متخصصين فى علم اللغة.

والشاهد الأحدث على عملية إجازة بعض المصطلحات والألفاظ من العامية وتفصيحها، ما تم نشره مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ووسائل الإعلام، من إجازة مجمع اللغة العربية للفعل «استعبط»، وإدراجه ضمن الألفاظ الفصيحة التى يمكن استخدامها، واكسابه شرعية لغوية. لكن الاهتمام الذى أثاره الموضوع والطريقة -الساخرة والمندهشة فى معظمها- التى استقبل بها الجمهور هذا الأمر كانت تستوجب التوقف.


جدلية العلاقة بين العامية والفصحى
تعليقا على المسألة يقول الدكتور عبدالحكيم راضى، أستاذ البلاغة والنقد الأدبى بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية: الصحيح هو مناقشة جدلية العلاقة بين العامية والفصيحة. فبداية يقول الجاحظ، وهو يتحدث عن الفروق بين لغات أهل الأمصار العربية المختلفة، «وأهل الأمصار إنما يتكلمون على لغة النازلة فيهم من العرب.

ولذلك نجد الاختلاف فى ألفاظ من ألفاظ أهل الكوفة والبصرة والشام ومصر» وإذا كان حديث الجاحظ هنا ينصب على لغات كيانات كبيرة كالشام ومصر، فإنه ينطبق - بلا شك - على الأقاليم - أو التقسيمات الأصغر داخل الكيان الواحد.

وكما هى الحال بين الكوفة والبصرة فى العراق وكما هى الحال بين الأقاليم المختلفة فى مصر .. إذ تظهر فى عربية كل إقليم آثار القبيلة - أو القبائل - العربية التى نزلت في هذا الإقليم أو ذاك بعد الفتح، ومن هنا جاءت الاختلافات اللهجية بين المتكلمين فى المناطق المختلفة.


ويوضح د. راضى: معنى هذا أن اللغة التى يتكلمها عامة المصريين بعد الفتح العربى، هى فى عمومها لغة عربية أخذت فى كل بقعة عن لغة القبيلة - أو القبائل - التى نزلت فيها، مع ما لابد منه من تأثرات متنوعة باللغة - أو اللغات - التى كانت موجودة قبل دخول العربية إلى مصر لتصبح لغة المصريين عامتهم وخاصتهم.

وما بين الخلفية اللغوية السابقة على العربية، والتعدد الحادث فى اللهجات وقع الكثير من التغيرات الصوتية والدلالية خاصة فى لغة العامة، وهم يقولون «ظابط» بدلاً من «ضابط» وهم يقولون «تور - أو طور» بدلاً من «ثور».

وهم يقولون «إزازة أو جزازة» بدلاً من «زجاجة»، كما وقعت الاختلافات الصوتية فى نطق بعض الحروف، ففى الفعل «قال» يظل حرف القاف منطوقاً بصوته المعروف كما فى كلمة «قرآن» بينما ينطقه آخرون «جيماً» وغيرهم ينطقه همزة، فيقول البعض «جال» ويقول آخرون «آل».. وهكذا.


عامية المصريين
وأكد د. عبدالحكيم راضى، أن عامية المصريين، لا ننسى أنها عربية فى صميمها، وأن قوامها على مفردات من عربية القبائل التى دخلت مصر، وأقام أفرادها فيها.


لكن الملاحظ أنها - العامية المصرية - استأثرت فى أحيان كثيرة بكلمات هى وإن كانت من صميم العربية الفصيحة، فإنها أكثر دوراناً على ألسنة  العامة من مرادفات أخرى انحازت فى الاستعمال الى ألسنة المثقفين أكثر من تلك التى انحازت الى ألسنة العامة.


ومن هذا القبيل كلمات مثل: السبهلل، البهلول، السخام، الغشيم، الطشاش، الشخشخة، الشاطر، ومنه أيضاً أفعال مثل: غطرش، شال، شاف وغيرها وبينما تستعمل اللغة الفصيحة الفعل «شاف» بمعنى «جلا، وزين»، تستخدمه العامية بمعنى نظر ورأى.


وجاء فى كتاب الأمثال العامية للعلامة أحمد تيمور باشا، قول العامة (شوف حاله قبل انتساله)، وشوف هنا بمعنى انظر، أما الفعل «شال» فمعناه حمل أو رفع، والفعل الأخير رفع، هو المستعمل الشائع فى لغة المثقفين، بينما «شال» هو الأشيع فى لغة العامة، فيقال شال الشىء يشيله بمعنى رفعه وحمله، والشيالة هى حرفة الشيال، والشيالة هى أجرة الشيال.


وأما الفعل «غطرش» فهو فصيح، ويكثر استعماله على ألسنة العامة بمعنى: تعامى عن الحق وسد آذنه عن الحق، فيقال: إنت بتغطرش على هذا الموضوع، وبلاش تغطرش عن الغلط، وقد يستعمل المصدر فقال: ده شغل غطرشة أو بلاش غطرشة، والغشيم هو الجاهل بالأمور، يتصرف فيها بلا روية ولا خبرة، والغشم هو سوء الصنعة وعدم خبرة الإنسان بما يتصدى لعمله.


وجاء فى أمثال تيمور «زى النوتى الغشيم، تقله على الخشب»، وجاء فيه - أيضا- «غشيم ومتعافى»، يضرب للجاهل بالأمور مع إصراره على التصدى لما لا يحسن.


والشخشخة هى صوت السلاح، وصوت القرطاس، وصوت الشخب عند الحلب، وهى غطيط النائم أو ما يصدر عنه من صوت بسبب استغراقه فى النوم.


وقد جاء فى أمثال تيمور «شخشخ يتلموا عليك»، أى: جلجل بنقودك يجتمعوا عليك.


وجاء فى معجم تيمور - أيضاً - «شخشخ يابو النوم على اللى جد اليوم» - والمراد، انتبهوا وأعلنوا ما استجد من أمور.


والشاطر هو اللص الظريف، والشاطر هو الفاهم المتصرف فى الأمور، وقد شاع فى العامية بالمعنى الأخير، ومن أمثالهم «الشاطرة تغزل برجل حمار».


«والشاطرة تقول للفرن قود من غير وقود»، والشاطرة تقضى حاجتها والخايبة تنده جارتها، والسعد ما هوش بالشطارة».


أما كلمة «السخام» فهى كثيرة الدوران على ألسنة العامة فى معرض التنابز والملاحاة، وهى بمعنى السواد، والأسخم: الأسود، وسخم وجهه: سوده، والسخام: سواد القدر، والسخام: الفحم، ويقال: ليل سخام أى أسود.


وبهذه الدلالات تردد مشتقات مادة «س. خ. م» على ألسنة العامة، ففى التهديد والتخويف، يقول أحد المتلاحمين للآخر: ح سخم عشتك، ويقول: ح خلى نهارك سخام أو وقعتك سخام.


أما كلمة «سبهلل» والسبهلل: الرجل الفارغ، يقال: جاء سبهللاً: أى فارغاً لا شىء معه، والسبهلل: أى بلا نتيجة، وعن عمر رضى الله عنه قال: إنى لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً، لا فى عمل دنيا ولا فى عمل آخرة».


وجاء فلان سبهلل، أى جاء إلى الحرب بلا سلاح ولا عصا. والمادة اللغوية الفصيحة تدور - كما نرى - على معنى الإهمال والتهاون، وعدم الجد في الأمور، وقد أضافت العامية التاء إلى الكلمة فقالوا: فلان واخد الأمور سبهللة، وقالوا: دا شغل سبهللة، أى ينقصه الجد والحماسة، والاتقان.


وكلمة «طشاش» الطشاش من المطر الرشاش، وهو دون الوابل وفوق الرذاذ، والطشاش: شدة ضعف البصر، وقد اجتذبت العامية المعني الأخير، وجاء في أمثال تيمور «الطشاش ولا العمي» أى أن ضعف البصر وإن كان شديداً خير من العمى الكامل.


تطور لغوى
وبعد هذا العرض الذى قدمه د. راضى وبين فيه ثراء اللغتين الفصحى والعامية، وكيف أنهما يمكن أن يتلاقيا، اختتم رؤيته بقوله: كما نلاحظ.. تتمتع هذه الألفاظ بأصلها الفصيح ولكنها - على مستوى الاستعمال - تنحاز إلى ألسنة العامة أكثر من انحيازها إلى أقلام المثقفين.

الأمر الذى يزيد من الإحساس ببعدها عن اللغة الفصيحة فى حالة من التناسب العكسى، إذ كلما اتسع شيوع الكلمة فى لغة العامة، زاد الاحساس ببعدها عن اللغة الفصيحة، وزاد - بالتالى - تراجع الخاصة عن استخدامها، اعتقاداً منهم بعاميتها، الأمر الذى قد يدفع البعض إلى استهجان.

وربما انكار - استعمالها ببعض المعانى التى يجيزها ناموس التطور اللغوى فى مجالى الدلالة والاشتقاق، وربما تفاقم الأمر إلى حد السخرية من الصيغة الجديدة بالمعنى المستحدث، كالذى قرأناه مؤخراً عن سخرية البعض من إجازة مجمع اللغة العربية.

ولصيغه «استفعل» من المادة الثلاثية المكونة من العين والباء والطاء (ع. ب. ط). فقد أجاز المجمع قولهم: استعبط فلان أى إدعى العباطة بمعنى السذاجة أو البله، وقولهم: استعبط فلان فلانا بمعنى تصوره أو ظنه عبيطاً أى ساذجاً وأبله.


آلية الإجازة
كان من الضرورى أيضا الوقوف على الآلية التى يطبقها مجمع اللغة العربية لإجازة ما يراه خبراء اللغة إضافة علمية للمكون اللغوى وللدرس اللغوى.


فيقول الدكتور محمد العبد، أستاذ علم اللغة بكلية الألسن، جامعة عين شمس، وعضو مجمع اللغة العربية:
ما تم تناوله فى الآونة الأخيرة موضوع من موضوعات الساعة على المستوى اللغوى، وهو ما ينشره مجمع اللغة العربية من ألفاظ وأساليب أجيزت، وصدر بشأنها قرارات مجمعية تجيز للناس الاستعمال وتعطى لهذه الألفاظ والأساليب المشروعية اللغوية.


ويؤكد د. العبد أن مجمع اللغة العربية حريص على تقريب اللغة السلسة إلى الناس، ومن أجل ذلك، المجمع ممثلاً فى لجنة الألفاظ والأساليب يتابع استعمال اللغة العربية المعاصرة، متابعة دائمة، فيرصد الاستعمالات اللغوية الجديدة.

ويدرس الأبنية الصرفية التي تظهر بها بعض الألفاظ العربية المعروفة من قبل فى الاستعمال المعاصر، وتهتم اللجنة - أيضاً - برصد الدلالات المحدثة سواء أكانت هذه الدلالات عن طريق توسيع الدلالة أو تضييقها أو تغيير مجال الاستعمال.


ويشير د. العبد إلى أن كثيرا جداً مما ينشره مجمع اللغة العربية على صفحته، هو مما أجازه المجمع في مؤتمرات سابقة، والإجازة، إجازة استعمال التعبير أو الأسلوب مبنية على أسس، وعلى معايير لغوية معروفة بين أعضاء اللجنة ومعروفة لدى المجمعيين.


وقد فند د. العبد هذه المعايير بقوله: هى ثلاثة معايير، أولها: أن يكون اللفظ الذى يظنه الناس عامياً، له أصل لغوى فصيح سجلته المعاجم العربية القديمة، وينص المعيار الثانى على أن تكون هناك صلة بين المعنى الجديد الذى يستخدم به اللفظ، وبين المعنى الأصلى الذى عرف لهذا اللفظ فى تلك المعجمات العربية القديمة.


أما المعيار الثالث، فهو معيار الشيوع، بمعنى أن اللفظ حينما يتداول بين الناس ويكتب له حظ من الشيوع والانتشار تعنى به لجنة الألفاظ والأساليب، وتعنى بدراسته، وتبحث هذا اللفظ من زوايا وجوانب لغوية مختلفة.


تقريب المسافات
وينبه د. العبد إلى أن الهدف من كل ذلك هو تفصيح العامية وتقريب المسافات بين العربية الفصحى وهذه اللغة العامية مؤكداً أن تفصيح العامية ليس موضوعاً بسيطاً، هو مشروع لغوى كبير، يتبناه مجمع اللغة العربية فى القاهرة منذ فترة طويلة.

والهدف منه أن يسعى المجمع إلى جريان اللغة الفصيحة الجميلة على ألسنة أكبر عدد ممكن من الناس، وذلك بأن نستفيد من الثروة اللفظية المتاحة من اللهجات أو العاميات، فننظر فى أصولها، إن كانت فصيحة جاز للناس استعمالها.


وعن كيفية إجازة استعمال اللفظ أو استعمال الأسلوب يقول د. العبد أنها تمر بمراحل ثلاث:
فى المرحلة الأولى نجد أعضاء لجنة الألفاظ والأساليب - أنفسهم - يتداولون اللفظ فيما بينهم بناءً على مذكرة يكون أحد أعضاء اللجنة قد كتبها وعالج فيها هذا اللفظ أو هذا الأسلوب، ثم ينظر أعضاء اللجنة فى مدى إجازة استعمال اللفظ أو هذا الأسلوب من الناحية اللغوية، ثم تأتى المرحلة الثانية.

وفيها تعرض هذه المذكرة مع غيرها من المذكرات الأخرى على أعضاء مجلس مجمع اللغة العربية «الأربعين» وحينما يجاز اللفظ أو الأسلوب، ويكتسب الشرعية اللغوية من أعضاء المجمع بعد مناقشته مناقشة مستفيضة، تأتى المرحلة الثالثة.

وهى مرحلة عرض هذه الألفاظ والأساليب - التى أجازتها اللجنة والتى أجازها مجلس المجمع - لتعرض جميعا على مجلس المجمع المكبر، الذى يضم أعضاء المجمع المصريين، وهم أعضاء المجمع الدائمون فى القاهرة، وأعضاء المجمع من المجامع العربية الأخرى.


ويوضح د. العبد أن هذه المرحلة - الثالثة - مرتبطة بانعقاد مؤتمر سنوى يعقد فى مقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة، يشارك فيه الأعضاء المصريون الدائمون، ويشارك فيه بعض الأعضاء الذين يمثلون المجامع العربية فى البلدان العربية المختلفة. هي إذن، ثلاث مراحل: مرحلة العرض على لجنة الألفاظ والأساليب، ومرحلة العرض علي أعضاء المجمع، ثم مرحلة العرض على أعضاء المؤتمر.


وأكد د. العبد أن المجمع معنى، بالإضافة إلى ذلك بمسألة تفصيح هذه العامية، بجعل هذه اللغة مواكبة لمستجدات العصر، حيث إن النشاط الثقافى والسياسى والاجتماعى والرياضى، حافل بالألفاظ اللغوية الجديدة التى تظهر يوما بعد يوم، والمجمع بدوره يعالج هذه الألفاظ ويحاول أن يفيد منها، بأن يدرسها ويأخذ بها فى المعجمات التى يصدرها مثل: المعجم الوجيز، المعجم الوسيط والمعجم الكبير.


وهذا بالإضافة إلى أن المجمع، مشغول أيضاً بمسألة تعريب العلوم، يوجد فى المجمع عدد كبير من اللجان العلمية المتخصصة فى مجالات الطب، الهندسة، الزراعة، الصيدلة، الأحياء، الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، وغيرها من اللجان العلمية الأخرى.


وهذه اللجان جميعاً معنية بتعريب المصطلحات الأجنبية، وإيجاد المقابلات العربية المقبولة لها، وصناعة معجمات لغوية متخصصة فى المصطلحات العلمية.


ومجمع اللغة العربية قد أصدر بالفعل مجموعة من المعجمات المتخصصة في المجالات العلمية المذكورة، فضلاً عن اهتمامه بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، أيضاً فى المجمع لجان تصدر معجمات متخصصة فى مصطلحات التاريخ، وعلم النفس، وعلوم التربية والشريعة والاقتصاد.


وهذه اللجان المهتمة بمجال المصطلحات فى العلوم الاجتماعية والإنسانية تقوم بدور كبير جدا فى تعريف الناس بالمصطلحات المتخصصة المعتمدة من مجمع اللغة العربية.


ألفاظ جديدة
وعما أجيز مؤخراً من قبل لجنة الألفاظ والأساليب من مصطلحات، قال د. العبد: من المصطلحات والأساليب التى أجيزت مؤخراً: الحاسب اللوحى «بدلاً من التابلت»، فلان يتطاوس على الناس (من الطاووس)، أى يختال ويتكبر عليهم.


والفقاعة الصحية (نظام من الحماية الصحية ارتبط بوباء كورونا، حزب الكنبة (تعبير إضافى دال على الأغلبية الصامتة)، فلان ذو حضور (ذو فعالية وتأثير ملحوظ فيمن حوله)، التشريبة (بدلاً من العبارة الإنجليزية Water break التى تعنى حرفياً: استراحة الماء.


واستكمالاً للدور الذى يقوم به مجمع اللغة العربية، أوضح د. محمد العبد، أن المجمع، يحاول  أيضاً  أن يجمع بين النشاط العلمى المتخصص والنشاط الثقافى، حيث يوجد فى المجمع برنامج ثقافى، يتم تنظيمه شهرياً، يتناول موضوعاً من موضوعات الساعة على المستوى الثقافى والعلمى يستضاف فيه الضيوف فى مجالات العلوم والتكنولوجيا.

والقانون والآداب وغيرها من المجالات التى يمكن أن تدخل فى اختصاص المجمع من الناحية اللغوية، وهذه اللقاءات الثقافية التى يقيمها البرنامج الثقافى للمجمع تلقى قبولاً وجماهيرية من كثير من الناس الذين يتابعونها، ويستفيدون منها وتكون هناك حوارات بين الضيوف وبين الجمهور الحاضر.


ويؤكد أن المجمع يحاول بكل الطرق أن يتواصل مع المجتمع ويكون جزءاً فاعلاً فيه، والأفكار أو التصورات عند بعض الناس عن المجمع، قد تكون غير مسئولة، وغير سليمة، هناك فئة من الناس حتى الآن يتصورون أن المجمع قلعة حصينة، لا يقربها إلا المتخصصون.

وهذا غير صحيح، المجمع يحاول أن يتواصل مع المجتمع بشتى الطرق وفى المجمع أيضاً لجنة فتوى يتم فيها البت، حينما يكون هناك مشكلة لغوية يستفتى فيها المجمع، حيث تعرض المشكلة على لجنة متخصصة من الأعضاء، يصدرون فيها الفتوى اللغوية المناسبة.


وثمة مجالات كثيرة يضطلع بها مجمع اللغة العربية فى هذه الآونة، وهذا كله يصب فى مصلحة اللغة العربية، وفى مصلحة الثقافة العربية بشكل عام.وأشار د. العبد إلى وجود أنشطة أخرى خاصة بإصدار المعاجم اللغوية العامة.

وكالمعجم الوجيز والوسيط، والكبير ثم إن المجمع لا يكتفى بإصدار هذه المعجمات بل يقوم من فترة إلى أخرى بتحديث هذه المعجمات، مثال على ذلك، ما قام به المجمع.. منذ عامين تقريباً - حينما قام بتحديث المعجم الوسيط، وأدخل فيه كل الألفاظ والأساليب التى أجازها المجمع فى دورات مجمعية سابقة.


وحول ما تم تداوله من ألفاظ تم إجازتها مؤخراً وأحدثت دهشة لدى القارئ العادى والمتخصص، فقال د. العبد: الألفاظ التي أحدثت ضجة فى الفترة الأخيرة مثل: استعبط، واستعباط، وغير ذلك من الألفاظ، هى ليست بجديدة، هذه الألفاظ نوقشت وصدرت بصددها قرارات مجمعية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، لكنها حينما نشرت على صفحة المجمع لقيت رواجاً بين الناس لطرافتها.  

 

اقرأ ايضا | مجمع اللغة العربية بالشارقة: الحديث النبوي الضعيف يُستشهد به في فضائل الأعمال