بعد 25 عاماً.. توقف مجلة بانيبال

مارجريت أوبانك وصموئيل شمعون
مارجريت أوبانك وصموئيل شمعون

أنا وصموئيل شمعون لم نعد قادرين على مواصلة العمل والمجلة تحتاج إلى دماء جديدة بعد 25 عاماً من الصدور المنتظم أعلنت ناشرة مجلة «بانيبال» المعنية بالترجمة، مارجريت أوبانك، توقفها.

وأصدرت مارجريت بياناً قالت فيه إن «مجلة بانيبال تأسست رداً على النقص الفادح فى ترجمة الأدب العربى إلى اللغة الإنجليزية. ومنذ انطلاقة المجلة، ظلّت مستقلة تماماً، واعتمدت طوال فترة إصدارها على الجهود الفردية لشخصين (هى والكاتب العراقى صموئيل شمعون) عزما على ملئ هذا الفراغ، وسدّ الفجوة القائمة بين الأدبين العربى والعالمى، وإرساء قاعدة من القراء الذين يحبّون الأدب العربى ويقدرّونه».


وأضافت: «لطالما تمتّعنا، فى ظل غياب الاعتبارات التجارية، بالحرية المطلقة ليظلّ الأدب شغلنا الشاغل فحسب. وقد زّينت غلاف العدد الأول من بانيبال، لوحة رائعة بريشة الفنان يوسف عبدلكى تميزت بخطوطها الفريدة التى شكلت جزءاً من هوية المجلة، والتى أصبحت فيما بعد شعار جائزة سيف غباش بانيبال للترجمة».  

 


إنّ بانيبال حققت، خلال خمسة وعشرين عاماً، إنجازات عديدة فى مجال ترجمة الأدب العربى إلى اللغة الإنجليزية- ومن الإنجليزية إلى لغات أخرى- حتى بات يمكننا تأريخ حركة ترجمة الأدب العربى المعاصر إلى اللغات الأخرى، بما قبل بانيبال وبعدها.


عملنا بصورة يومية طوال الـخمسة والعشرين عاماً الماضية، بمعيّة فريق صغير جداً من غير المتفرغين والمتطوعين. أما الأعمال الكثيرة الرئيسية التى تشمل التحرير والإدارة، والشئون المالية، والتوزيع والإعلان والتسويق.

وغيرها من المهام، فكانت من نصيبى أنا وصموئيل، وكنا نمتلك الطاقة والقدرة الجسدية والحماسة والقناعة التامة فى العمل الذى أديناه بشغف أعاننا على إصدار المجلة، عدداً بعد عدد، طوال ربع قرن».


وتابعت: «كنا، ما إن نصدر عدداً جديداً من المجلة، حتى نبدأ بالتخطيط والإعداد للعدد التالى، وكانت تنهال علينا دائماً كمية كبيرة من الأعمال الأدبية العربية الجديرة بالترجمة، ويمكننا أن نقول بحق إن شغفنا بالأدب العربى المعاصر هو الذى أدام طاقتنا اليومية طوال تلك السنوات». 


وتساءلت: هل انتهى دور المجلة؟ لترد على نفسها قائلة: قطعاً لا.. فالأدب العربى يحتاج دائماً إلى مجلة مثل بانيبال، لا بل يحتاج إلى أكثر من بانيبال. وها نحن نختتم عملنا بالعدد 75 من المجلة، لا لأنها لم تعد ضرورية، بل لأننا، أنا وصموئيل، وبصفتنا العاملين الرئيسيين فيها.

ولم نعد قادرين على مواصلة العمل، مؤمنين فى الوقت نفسه بضرورة ضخّ دماء جديدة من الشباب الذين يتمتعون بالحماسة نفسها التى رافقتنا خلال هذه الرحلة، نحن وجميع من عمل معنا منذ صدور العدد الأول فى فبراير 1998.

ولم نشكُ أو نتذمر يوماً من قصور المؤسسات الثقافية العربية تجاه المجلة، وعدم تجاوبها معنا، وغياب دعمها لترجمة الأدب العربى إلى لغات أخرى، مع أننا ندرك تماماً أن ذلك يجب أن يكون من أساسيات رسالة ومهام تلك المؤسسات.


وختمت بيانها قائلة: «فى النهاية، يحدونى، ورفيق رحلتى وصموئيل، السعادة والفخر البالغين، بما أنجزناه منذ عام 1998حتى يومنا هذا. هكذا هى الحياة، وهذه النهاية الحتمية لرحلة حافلة بالاكتشاف والعطاء. لقد أدينا واجبنا على أكمل وجه. وداعاً، وشكراً لكم».


وتضمن العدد الأخير ويحمل رقم 75، خريف 2022 من بانيبال المواد التالية: ملف قصير كتحية للفنان الأرمنى العراقى الراحل أرداش كاكافيان، شارك فيه فاروق يوسف وشيرين أحمد مرسى، وشهادة أدبية للكاتبة اللبنانية نجوى بركات بعنوان «فى أنّ الكتابة امتحان ومحنة» (ترجمة نانسى روبرتس).


«الكتابة فى الصندوق» مقالة للكاتب الفلسطينى أنطون شمّاس، عن تجربته فى ترجمة «المتشائل» الى العبرية. شرفة ابن رشد، للكاتب المغربى عبد الفتاح كيليطو ترجمة نادية نعمة وكريستينا ثيفانتوس.


أربع قصص قصيرة: «الراعي» للكاتب الكندى اللبنانى راوى حاج. «اسمى سليماني» للكاتبة الأردنية جميلة عمايرة (ترجمة سميرة قعوار)، «القمائر» للكاتبة السودانية آن الصافى (ترجمة بيكى مادوك)، «عناقيد البشر» للكاتب القطرى جمال الفايز (ترجمة يونس البوستى).

وفصل من رواية «الجنة أجمل من بعيد» للكاتبة اللبنانية كاتيا الطويل (ترجمة نانسى روبرتس)، فصل من رواية «البحث عن عازار» للكاتب السورى نزار آغرى (ترجمة پول ستاركى)، قصائد للشاعرين، العراقى وليد هرمز والمصرية منّة أبو زهرة (ترجمها رافائيل كوهين).


مقاطع من كتاب «مقهى ريش – عين على مصر» للكاتبة الاماراتية ميسون صقر، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب للعام 2022، فرع الآداب.


قصتان «الديسكو الأفرو- فلسطيني» و«ذات يوم جميل تكتشف بأنك عربى» للكاتب أمير زومر (ترجمة عن العبرية جيسيكا كوهين).


وفى باب «أدب السجون» نشرت المجلة نصا للكاتب السورى ثائر ديب بعنوان «الكتابة من شحم القلب» (ترجمة جوناثان رايت).


ونشرت المجلة المقدمة التى كتبها الشاعر السورى جعفر العلونى للطبعة الإسبانية من كتاب «أدونيادا» للشاعر أدونيس.


وفى باب عروض الكتب، نشرت المجلة المقالات التالية: ترينو كروز كتب عن ديوان «الأفعوان الحجري» للشاعر نورى الجراح (ترجمة كاثرين كوبهام).


وسوزانا طربوش عن رواية إبراهيم الكونى «كلمة الليل فى حق النهار» (ترجمة نانسى روبرتس). 


وجوسلين ميشيل ألمايدا، كتبت عن ديوان «ناس الماء» للشاعرة اللبنانية الفرنسية فينوس خورى غاتا (ترجمة مارلين هاكر)، ستيفانى پيتيت، كتبت عن رواية «مستر نون» للكاتبة اللبنانية نجوة بركات (ترجمة لوك ليفغرين).

وهانا سومرفيل كتب عن كتاب «لا طواحين هواء فى البصرة» للكاتب العراقى ضياء الجبيلى (ترجمة تشيپ روسيتي). ستيفن واتس كتب عن مجموعة شعرية بعنوان «ستيغما» للشاعر العراقى ياسين غالب. (ترجمة الشاعر).


وكتب فايز غالى عن رواية «نهاية الصحراء» للكاتب الجزائرى سعيد خطيبى، عمار المأمون كتب عن رواية كاتيا الطويل «الجنة أجمل من بعيد»، وكتبت سارة سليم عن رواية «فيلا الفصول الأربعة» للكاتب الجزائرى إبراهيم سعدى.

اقرأ ايضا | رحيق السطور.. لماذا فاز هذا الكتاب بجائزة الشيخ زايد؟