اول سطر

كنز يسجل تاريخنا

طاهر قابيل
طاهر قابيل

 هى من أهم الأماكن الاثرية.. أكسبها موقعها مكانة فريدة وجعل منها الحارس لمدخلنا الشرقى والباب الذى اجتازه الغزاة لمهاجمتنا والخروج منه لجيوشنا لرد العدوان.. ازدهرت فى  الماضى والحاضر وبنى فيها ملوك الفراعنة عواصم، وكان بها قديما فرعان لنهر النيل هما «البيلوزى والتانيسى».

 على أرضها  أقام الملك فاروق قصرا بقرية «بساتين إنشاص الرمل» تم فيه توقيع ميثاق «جامعة الدول العربية».. ويقال «والله أعلم» إن سيدنا يوسف «عليه السلام» أقام فيها، وولد على أرضها سيدنا موسى «عليه السلام» وخرج منها اليهود إلى أرض الميعاد كما يزعمون..

كما كانت طريقا للعائلة المقدسة عندما فرت السيدة مريم العذراء مع وليدها المسيح «عليهما السلام» من بطش «هيرودوس» فمرت بوادى طميلات و«تل المسخوطة» و«قنتير» و«صفط الحنة» و«تل بسطة»..

كما شهدت محافظة الشرقية دخول وخروج الجيوش الإسلامية القادمة من شبه الجزيرة العربية والخارجة من مصر للتصدى للمعتدين والقضاء على الثورات وكانت معبرا للجنود وبنى فيها «عمرو بن العاص» أول مسجد فى أفريقيا وهو «سادات قريش» بعد أن هزم الرومان بمعارك فى بلبيس وشارك معه بها 120 صحابيًا وسمى بهذا الاسم تخليدًا لذكراهم  وشهداء الجيش الإسلامى الذين شاركوا فى الحرب.

شرفت أرض المحافظة بمرور آل البيت.. السيدة زينب وبرفقتها السيدة فاطمة النبوية والسيدة سكينة «رضى الله عنهن جميعا» وأقامن فى منطقة العباسة، قبل أن يتوجهن إلى «الفسطاط»... وبها كانت استعدادات وتدريبات أبطالنا البواسل للعبور.. وتحطيم خط بارليف.. وتحقيق انتصارات أكتوبر والقضاء على أسطورة الجيش الذى لا يقهر..

وهى أرض الخيول العربية الأصيلة.. وتنتشر بها مناطق تحيط بها الزراعات والخضرة للسياحة والاسترخاء والاستجمام والترويح عن النفس والهدوء.. كما توجد بها مدينة المليون نخلة.. وزراعات ورق البردى.. وتصلح للكثير من أنواع السياحة وبها مساحات صحراوية شاسعة تعمل على جذب محبى المغامرات والسفارى وسباقات السيارات والدراجات..

وتنتشر بين ربوعها القبائل البدوية بأصولها وحضارتها والتى تربى وتنتج أعدادا كبيرة من «الهجن» ذات الأصول العربية الخالصة.. وتشتهر إحدى قراها بتربية كلاب الصيد وصيد الصقور والبط المهاجر.

حرصت عندما اشتد عودى.. وتخرجت من الجامعة أن أذهب إلى محافظة الشرقية.. وزيارة متحف «بحر البقر».. الذى يضم آثار العدوان الإسرائيلى على «كتب» و«مرايل» و«ديسكات» تلاميذ المدرسة الابتدائية بالقرية.. والتى قصفوها فى «جريمة شنعاء» بعد نكسة يونيو 67.. وكان للجريمة الإسرائيلية تأثير نفسي علىَّ وأنا تلميذ فى نفس سن أقرانى فى مدرسة بحر البقر.. فـأرض الشرقية تحكى حكايات كثيرة على مر التاريخ وتضم آثارا فرعونية ودينية وسجلا لتاريخنا منذ عهد الفراعنة وحتى الآن.