المرأة والطفل الأكثر تضرراً.. المناخ الآمن حق مجتمعي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

◄المرأة والطفل هم الفئات الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية فى المجتمع
◄يتوفى 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة بسبب التغيرات المناخية 


تنال التغيرات المناخية من الأخضر واليابس وتقضى على الموارد الطبيعية والبشرية ، وهو ما دفع الجهات البحثية بالحديث عن ضرورة حماية الفئات المهمشة فى المجتمع من الضرر الواقع عليهم من جراء التغيرات المناخية.


«بوابة أخبار اليوم » تلقى الضوء على أهم ما توصلت له الدراسات والتقارير البحثية بشأن تأثير التغيرات المناخية والنوع الإجتماعى .


النساء وتغير المناخ 


نشرت دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة قضايا المرأة المصرية تشير أن النساء هم أكثر فئات المجتمع تهميشاً والأكثر تأثراً باالتغيرات المناخية فقد تناولت تأثيرها على الحالة الصحية للنساء مثل زيادة حالات تسمم الحمل وأرتفاع ضغط الدم لدي الحوامل.

وهناك مخاطر تختلف بين النساء والرجال بفعل عوامل اجتماعية واقتصادية مثل اختلاف النشاط الاقتصادي وطبيعة المهام الموكلة لكل جنس داخل المنزل والتغطية التأمينية الصحية. 


وأشارت الدراسة ان مصر تفتقر لبيانات تفصيلية حول الممارسات المتعلقة بالمجال الخاص مثل إتاحة الوقود النظيف في الطهي فهناك تقارير رصدت أن النساء الريفيات في مصر اللاتى يتوفر في منازلهن أجهزة بوتاجاز حديثة تلجأن أحيانا لاستخدام الفرن البلدي لتوفير تكاليف انبوبة البوتاجاز ذلك بالإضافة إلى أن نسبة وصول الغاز الطبيعي للاستخدام المنزلي في الريف أقل منها في المدينة وهو ما تحاول خطط الدولة العمل على سد تلك الفجوة بعمل العديد من المبادرات وأخرها مبادرة حياة كريمة لكن يوجد صعوبات منها عدم ملائمة البنية التحتية مثل شبكة الصرف أو طبيعة المساكن في القرى المستهدفة أو عدم توافر جهاز بوتاجاز أصلا لدى بعض الأسر الريفية.


تتأثر النساء ولا سيما نساء الأرياف والشعوب الأصلية تأثرا مباشرا بالكوارث وتغير المناخ باعتبارهن منتجات للأغذية وعاملات في الزراعة لأنهن يشكلن غالبية أصحاب الحيازات الصغيرة والمزارعين في العالم ونسبة كبيرة من العمال الزراعيين.وغالبا ما تكون الأراضي الزراعية المخصصة لهن أقل جودة وأكثر عرضة من غيرها للظواهر المناخية السلبية.
 كما أن النسبة متدنية للحيازة الزراعية للنساء في مصر بالنسبة لدول عربية تتشابه في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية حيث تمثل الأردن %6 وتونس %6.4 والمغرب 4.4% يمكننا أن نقول أن النساء الريفيات في مصر من أكثر الفئات هشاشة بالفعل في مواجهة التغيرات المناخية.

اقرأ ايضاً:بعد مطالبة الرئيس بإنهاء الصراع بأوكرانيا.. كيف تفاقم الحرب التغير المناخي

بشكل عام المؤشرات الصحية الخاصة بالمرأة في مصر أعلى من متوسطات الدول النامية كما اتضح من الدراسة لكن هناك ملحوظة من واقع تجربة الكثير من النساء أن الخدمات العامة المقدمة لصحة المرأة تتبنى مقاربة تنظيم نسل الأسرة في إطار حرص الدولة على السيطرة على الزيادة السكانية أكثر من مقاربة الحقوق الإنجابية والجنسية للمرأة فالمرأة تجد مساعدة وخدمة أفضل وأسرع إن ذهبت للمنشآت الصحية الحكومية بحثا عن وسيلة لمنع الحمل أو تأجيله أكثر مما لو كانت تطلب
للمساعدة على الإنجاب أو استشارات خاصة بحياتها الجنسية.

 

الأطفال والمناخ 
كما أعلنت منظمة اليونيسيف تقريراً عن تأثر الأطفال بالتغيرات المناخية وانهم الفئات الأكثر ضعفاً فى المجتمع 
وأشارات فى تقريرها أنها تلتزم بقرارات مجلس حقوق الإنسان رقم 8/37 و 20/35 و 11/40 بشأن حقوق الأطفال والشباب فيما يتعلق بالضرر البيئي وتغيّر المناخ وأنّ المناخ الأمن يعد عنصراً حيوياً وهاماً من عناصر الحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة وأنه ضروري لحياة الإنسان ورفاهيته.

 

يفقد ما يزيد عن 1.7 مليون طفل وطفلة دون سن الخامسة حياتهم كل عام جزاء الأشكال المختلفة من الأضرار البيئية التي يمكن الوقاية منها، والتي تُسهم الكثير منها في تغير المناخ أو تؤدي إلى تفاقمه.
 ويعيش أكثر من نصف مليار طفل وطفلة في مناطق معرّضة بشدّة لخطر الفيضانات، بينما يعيش 160 مليون طفل وطفلة في مناطق تعاني من مستويات عالية من الجفاف، وسيعيش واحد من كل أربعة أطفال في مناطق تعاني من إجهاد ماني شديد بحلول عام  2040
لفت التقرير الانتباة أن الأطفال سريعو التأثر بشكل أكبر بسبب المرحلة الفريدة من نموهم الفسيولوجي والعقلي، حيث أن ما يقرب من 90 %من الأمراض التي تعزى أسبابها إلى تغير المناخ تصيب الأطفال دون سن الخامسة.


كما يواجهون أشكالاً متداخلة من التمييز وعدم المساواة، بما في ذلك الفتيات والأطفال ذوي الإعاقة وأطفال السكان الأصليين والأطفال المهاجرين والأطفال الذين يعيشون - في فقر، يتحملون العبء الأكبر على الإطلاق، كما أن الأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تواجه تحديات مناخية فريدة، مثل الدول الجزرية الصغيرة النامية هم أكثر عرضة ويواجهون مخاطر متزايدة.
ينبغي النظر في هذه الآثار غير المتكافئة، فضلاً عن العوائق الإضافية التي قد تواجهها هذه الفئات من الأطفال والنساء فيما يتعلق بالمشاركة والإدماج والعمل على معالجتها والتصدي لها من خلال اتخاذ تدابير محدّدة لضمان الإدماج وعدم التمييز.