فى الصميم

صندوق شرم الشيخ.. أهم إنجازات القمة

جلال عارف
جلال عارف

الإنجاز المهم لقمة شرم الشيخ كان فى ملف (الخسائر والأضرار) التى تتحملها الدول النامية بسبب التلوث المناخى. على مدى ما يقرب من ثلاثين عاماً فشلت مؤتمرات المناخ فى الاقتراب من هذا الملف بسبب معارضة الدول الصناعية مناقشة الموضوع حتى لا تتحمل المسئولية عن التغييرات المناخية وتكون ملزمة بالتعويض عن التى تسببها ظوهر الفيضانات والجفاف والاحتباس الحرارى، وهى خسائر فادحة تقدرها الدراسات العلمية بنصف تريليون دولار فى العشرين عاماً الماضية فقط. وكمثال قريب فإن فيضانات باكستان هذا العام سببت أضراراً تقدر بثلاثين مليار دولار.


هذا العام، ورغم الخلافات الشديدة التى شهدها مؤتمر شرم الشيخ فقد.. حدث الاختراق المهم لقضية (الخسائر والاضرار) بإدراجها على جدول أعمال المؤتمر. ثم بالاتفاق على إنشاء صندوق مالى يخصص لمواجهة الآثار السلبية لتداعيات التغير المناخى على الدول وخاصة الدول النامية.. وهى الخطوة الأساسية الاولى على طريق التنفيذ، ولتستمر مصر (بوصفها رئيسة المؤتمر) على مدى العام المقبل فى مشاركة الأمم المتحدة فى رعاية الجهد المطلوب لتجاوز العقبات ووضع قواعد العمل فى الصندوق ومساهمات الدول فيه.
المؤتمر أيضا أكد على ضرورة الوفاء بالتزامات الدول بخفض الانبعاثات الضارة وبسداد تعهداتها برصد مائة مليار دولار سنوياً لمساعدة الدول الفقيرة. لكن الخلافات الشديدة فى مواقف الدول منعت اتخاذ خطوات أكثر تقدماً تحقق الطموحات الكبيرة بهذا الشأن. هناك خلافات حول تقليل الاعتماد على الوقودالإحفورى واللجوء للطاقة النظيفة. وهناك خلافات حول تمويل برامج مواجهة التغيرات المناخية عموماً. حيث تطلب الدول الصناعية إسهام الدول الثرية وأيضا الصين التى أصبحت تنافس على قيادة اقتصاد العالم وتحتل المركز الأول فى تلويث المناخ.. بينما تصر الصين على أنها (دولة نامية) وتتحمل تبعات ما أفسدته دول الشمال منذ الثورة الصناعية حتى الآن.
طموحات الشعوب دائماً أكبر فى مواجهة أسوأ خطر يهدد البشرية، حتى ولو كان ما تحقق فى مؤتمر شرم الشيخ هو (أفضل الممكن) فى ظل التحديات الهائلة التى كان عليه أن يواجهها - والتى ستظل موجودة حتى تتحمل الدول الأغنى والأكثر تلويثاً للمناخ مسئولياتها!.