بدون تردد

نجاح مؤتمر شرم الشيخ

محمد بركات
محمد بركات

الآن وبعد الاختتام الموفق لمؤتمر الأمم المتحدة للدول الأطراف فى الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، نستطيع أن نؤكد بكل موضوعية، نجاح مؤتمر قمة شرم الشيخ للمناخ. «cop 27» فى أن يكون حقا وصدقا مؤتمر التنفيذ والانجاز.


نجح المؤتمر فى أن يكون على مستوى آمال وطموحات الشعوب والدول سكان الأرض، فى التوصل إلى بداية صحيحة لمواجهة فاعلة وجادة للتغيرات الخطرة للمناخ، التى أصبحت تهدد كل العالم بكارثة يصعب تجنبها بل لا مفر منها.


هذه الكارثة واقعة لا محالة إذا ما استمرت الحال على ما هى عليه الآن، من ازدياد متواصل للتلوث البيئي، وانبعاث دائم للغازات الدفيئة، والكربونية، وارتفاع متوال لدرجة حرارة الأرض، وذوبان مستمر للجليد فى القطب المتجمد وارتفاع متواصل فى منسوب المياه بالمحيطات والبحار.
استطاع المؤتمر تجاوز العقبة الكئود التى كانت تعرقل طريقة وتحول دون وصوله إلى تحقيق أهدافه، وذلك من خلال المزيد من المشاورات  والاجتماعات المكثفة والمستمرة للوفود، استغرقت الأيام الأخيرة من المؤتمر، وأدت إلى مد العمل ليومين اضافيين لمزيد من المحاولات لتجاوزها والوصول إلى صيغة يتوافق حولها الجميع.


 وأخيرا وبعد جهد مضن من رئاسة المؤتمر وعمل مستمر ومكثف للوزير سامح شكرى وزير الخارجية ورئيس المؤتمر والوفد المعاون استمر طوال الثمانى والأربعين ساعة الأخيرة، تم التمكن من الوصول إلى توافق تام من جميع الأطراف بخصوص إنشاء الصندوق الخاص للتعويض عن الخسائر والاضرار التى لحقت بالدول النامية والفقيرة فى العالم، نتيجة التغيرات المناخية الناجمة عن الممارسات الملوثة للبيئة وللمناخ، التى قامت بها الدول الكبرى منذ الثورة الصناعية وحتى الآن.


وما تحقق هو بالفعل نجاح كبير ليس لمؤتمر شرم الشيخ فقط، ولكنه نجاح يحسب لكل العالم، كما يحسب بالضرورة لمصر التى استضافت المؤتمر وأدارت أعماله، على قدر كبير من الدقة والكفاءة والتنظيم، وهو ما كان مثار تقدير واعجاب وإشادة العالم كله.
ويحسب لمؤتمر شرم الشيخ أيضاً نجاحه فى التأكيد على الالتزام من جانب كل الأطراف بالسعى الجاد والصارم للحفاظ على درجة حرارة الأرض دون تجاوز الواحد ونصف درجة مئوية،...، بالإضافة إلى النص على الالتزام بالتخلص التدريجى من استخدام الدول للفحم كوقود باعث للطاقة، نظرا للكم الكبير من التلوث الذى ينتج عنه .