فى الصميم

العالم.. وساعات الخطر!!

جلال عارف
جلال عارف

ساعات عصيبة مرت على العالم مع أول أنباء عن سقوط صاروخين على بولندا التى قالت إنهما ـ على الأرجح ـ روسية الصنع.

ورغم أن السلطات البولندية قالت فى البداية إن التحقيقات مستمرة لكشف حقائق ما حدث، فإن ردود الفعل كانت سريعة، وكل الأطراف كانت تدرك خطورة الموقف الذى يمكن أن يحول الحرب الأوكرانية إلى حرب شاملة بين روسيا وحلف "الناتو"..

وهو ما كانت كل الأطراف تحاول تفاديه منذ بداية الأزمة. توقيت الحادث كان مريباً، وآثاره كارثية إذا أثبتت مسئولية روسيا عنه كما سارع الكثيرون بالترويج له وأولهم ـ بالطبع ـ الرئيس الأوكرانى الذى طالب "الناتو" بالرد السريع والحاسم على روسيا حتى قبل أن تتهمها بولندا نفسها!!

كان التوقيت مريباً لأنه يأتى فى أعقاب اجتماع رئيسى المخابرات فى روسيا وأمريكا الذى بدا خطوة إيجابية مهما كانت نتائجه.. ويأتى أيضاً مع اجتماع الدول العشرين الذى كانت الحرب فى أوكرانيا فى مقدمة القضايا التى طرحت فيه، وكانت الجهود تبذل فيه لإقناع الصين بممارسة نفوذها مع روسيا للدفع نحو إنهاء الحرب خاصة بعد لقاء الرئيسين الصينى والأمريكى الذى حقق انفراجة فى علاقات البلدين.

النفى الروسى كان سريعاً وقاطعاً لأى مسئولية فى الحادث. لكن خطورة الموقف ظلت كما هى حتى أعلن الرئيس الأمريكى بايدن أن انفجار بولندا ربما لم يكن بسبب صاروخ أطلق من روسيا، وحتى أعلن الرئيس البولندى أنه لا يوجد دليل قاطع على مصدر الضربة الصاروخية، وحتى بدأ الخبراء العسكريون يرجحون أن يكون مصدر الصواريخ جيش أوكرانيا.. ولو عن طريق الخطأ كما قيل!!

الأزمة تثبت أن قنوات الاتصال العسكرية (خاصة بين أمريكا وروسيا) نشطة وفعالة، وأن "مزاج الحرب" الذى كان سائداً عند الكبار لم يعد كذلك..

والأهم أننا أمام جرس إنذار بضرورة وقف الحرب فى أوكرانيا، وإنهاء هذا الوضع الذى يكفى فيه خطأ واحد لجر العالم إلى كارثة!