عاجل

جلال عارف يكتب: حتى أمريكا.. منزعجة!!

جلال عارف
جلال عارف

خلال أيام ستكون فى إسرائيل الحكومة الأكثر تطرفا فى تاريخ الكيان الصهيونى. وفقا لنتائج الانتخابات الأخيرة تم تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة التى ستضم تحالف الأحزاب الدينية وأقصى اليمين المتطرف بمن فيهم حزب المتطرف الفاشى «بن جفير»، الذى يطالب علنا بطرد الفلسطينيين إلى خارج وطنهم.

أخطر ما فى الحكومة الجديدة أنها تعكس توجها عاما فى إسرائيل نحو أقصى اليمين وأشد التطرف. اختفى ما كان يسمى «اليسار» وخلت الساحة السياسية لأحزاب صهيونية تتنافس فى كراهية العرب والدعوة لقتل الفلسطينيين، ثم تتحالف فى النهاية وراء المزيد من الاستيطان والاستيلاء على الأرض الفلسطينية وتثبيت الاحتلال الصهيونى العنصرى بالقوة الغاشمة وبتواطؤ  نظام عالمى مازال يغض الطرف عن جرائم إسرائيل!

كل الإشارات مزعجة حتى لأمريكا نفسها التى أرسلت أكثر من تحذير من حكومة يشارك فيها من يدينون بالولاء لجماعات موضوعة على لائحة الإرهاب وممن يدعون لإبادة الفلسطينيين. حتى الآن تمضى الأمور إلى منح وزارتى الدفاع والأمن الداخلى للإرهابيين «سموتيريتش» و«بن جفير»، والوزارتان هما المسئولتان عن إدارة الأرض المحتلة والتعامل المباشر مع الفلسطينيين. بينما ما يهم نتنياهو هو أن تكون وزارة العدل فى قبضة حزبه «الليكود» ليتحكم فى المسار القضائى وليسقط اتهامات الفساد والرشوة الموجهة له ولزوجته !!

الخطر الآن لا يقتصر على الضفة وغزة، وإنما يمتد إلى داخل الكيان الصهيونى حيث سيكون على الفلسطينيين الصامدين على أرضهم فى القدس وليفا والناصرة أن يواجهوا هذه الموجة الفاشية كما واجهوا من قبل عصابة «كاهانا»، وهجمات العنصرية الصهيونية فى أعتى صورها، وهم قادرون على الصمود والانتصار أيضا فى هذه المعركة رغم كل التحديات.

ويبقى الدرس الأهم.. فى غياب الوحدة الفلسطينية تضيع تضحيات الشعب الفلسطينى المجاهد.. ومع التطبيع المجانى يتوحش الإرهاب الصهيونى. الإسرائيليون أنفسهم بدأوا يدركون خطورة تسويق صورة نتنياهو على أنه صوت العقل والحكمة فى حكومة يسيطر عليها رموز الإرهاب والعنصرية تكشف للعالم حقيقة إسرائيل كما لم يحدث منذ إنشائها.