بدون تردد

مؤشرات إيجابية

محمد بركات
محمد بركات

هناك العديد من الملاحظات اللافتة للانتباه والمستحقة للتسجيل والرصد، بخصوص قمة المناخ «كوب ٢٧» المنعقدة فى شرم الشيخ، من خلال المتابعة المتأنية لمجريات الأحداث والوقائع ومسارات الأعمال المكثفة الجارية بوتيرة متسارعة ودقيقة طوال الأيام الماضية، منذ انعقادها فى بداية الأسبوع الماضى وحتى الآن.


وفى المقدمة من هذه الملاحظات يأتى ذلك التوافق الواضح والعام بين جميع الوفود المشاركة فى القمة، على وجود إرادة واضحة لدى الكل كى تكون قمة شرم الشيخ هى قمة الإنقاذ والتنفيذ، وليست مجرد قمة لاستعراض الأخطار والبحث فى طرق ووسائل مواجهتها.
وفى هذا السياق نستطيع القول قياسا عن الوقائع التى جرت خلال الاجتماعات المكثفة التى عقدت، وجلسات الحوار والبحث التى تمت، والمبادرات التى طرحت والخطوات العملية التى اتخذت والالتزامات التى أعلنت، بأن هناك الكثير من المؤشرات الايجابية للتوافق على خطوات واجراءات عملية لإنقاذ الأرض من الأخطار الناجمة عن التغير المناخى.


ومن هذا المنطلق كان هناك تأكيد واضح من القادة والزعماء المشاركين فى القمة، على السعى الجاد لاتخاذ السبل اللازمة للوفاء بتطلعات وآمال الشعوب، فى المواجهة الجادة لأخطار تغير المناخ التى باتت تدفع بالكرة الأرضية إلى الهلاك والفناء.
ومن هنا كان لافتا للانتباه والملاحظة وجود وعى كبير لدى كل الأطراف المشاركة فى المؤتمر، بأن المهمة الثقيلة الملقاة على عاتقهم هى، وضع خطة انقاذ كوكب الأرض موضع التنفيذ، وذلك بالسيطرة على الارتفاع المتزايد لمعدل الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحرارى وزيادة درجة حرارة الأرض، ووقف هذه الزيادة دون حد الخطر، ووقف ذوبان الجليد فى القطب المتجمد الذى يؤدى إلى زيادة منسوب المياه فى البحار والمحيطات، كضرورة لازمة لإنقاذ الأرض من الغرق الذى يهدد كثيرا من الدول والشعوب.
وأهمية قمة شرم الشيخ تكمن فى وعى الجميع بأن الوقت أصبح ضيقا، وأن العالم لا يملك رفاهية التأجيل، فى اتخاذ خطوات عملية لوقف الكارثة التى تدق على أبواب الكل، لذا فإن الأمل كبير فى أن تؤدى إلى تحرك جاد من الكل لإنقاذ الجميع.