فى الصميم

لن يكون بطة عرجاء!!

جلال عارف
جلال عارف

لا شك أن نتائج الانتخابات النصفية فى أمريكا فاجأت الجميع بمن فيهم الرئيس بايدن نفسه الذى اعترف بأن النتائج كانت «غير متوقعة» ولهذا فإن الانتصار كبير!!


لم يكن وعد ترامب والجمهوريين بأن تكون هناك عاصفة حمراء «بلون الحزب الجمهورى» تطيح بالديمقراطيين ناتجا من فراغ. كل استطلاعات الرأى كانت تشير الى تدنى شعبية الرئيس بايدن لأقصى حد، وإلى أن معاناة الأمريكيين من الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار وأعلى تضخم مالى سوف تمنح الجمهوريين فوزاً كاسحاً وسيطرة كاملة على مجلس الشيوخ والنواب وبفارق كبير جداً عن الديمقراطيين، ليتحول الرئيس بايدن إلى بطة كسيحة وليست عرجاء فقط كما يوصف الرئيس عندما يفقد حزبُه السيطرة على سلطة التشريع!!


ترامب الذى قاد الحملة الانتخابية للجمهوريين بنى حساباته على ان يكون «النصر الكبير» فى هذه الانتخابات مفتاح باب الرجوع للبيت الأبيض بعد عامين، ولهذا ألمح لأنصاره بأن ينتظروا قراره المهم بعد أسبوع من الانتخابات (أى غداً الثلاثاء).. فهل سيمضى فى مخططاته بعد صدمة النتائج المتواضعة للجمهوريين، أم سينتظر ويراجع حساباته بعد ان اصبح فجأة فى اضعف موقف له منذ ان سيطر على الحزب الجمهورى؟!


يواجه ترامب عاصفة من الانتقادات داخل حزبه تحمّله مسئولية النتائج المتواضعة فى الانتخابات. لم يعد الامر مقصوراً على الجناح التقليدى للحزب بل امتد لمن اصبحوا يسمون «الترامبيين» من اليمين المتطرف الذى يرى الكثيرون منه أنهم يحتاجون لزعيم آخر لهذا التيار لا يحملهم عبء المشاكل الشخصية لترامب، ويحاول توحيد صفوف الحزب مرة أخرى!


الصراع الداخلى بين الجمهوريين سيقلل من فاعلية الاغلبية الضئيلة التى سيحصلون عليها بمجلس النواب فى تعطيل برامج بايدن.. خاصة مع سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ التى تطلق يدهم فى التعيينات بالمناصب العليا وفى الشئون الخارجية. قد لا تكون انتخابات الرئاسة القادمة تكراراً للمواجهة السابقة كما كان متوقعاً.. لكن المهم بالنسبة للأمريكيين وللعالم الخارجى أن ساكن البيت الأبيض لن يكون - حتى موعد الانتخابات الرئاسية - بطة عرجاء.. أو كسيحة!!