بسم الله

قمة إنقاذ العالم «5»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

للأسف تراجعت الدول الأوروبية عن خططها للتخلص من الوقود الأحفورى، رغم تعهدات دولية سابقة للحد من الانبعاثات. وهو ما يسبب ارتفاعا فى درجات حرارة الأرض، ويؤدى إلى مخاطر التغيرات المناخية.

هذا ما حذرت منه فى مقال أمس. والدليل أن هولندا مثلا تخلت عن وعدها بإنهاء التمويل الدولى للوقود الأحفورى هذا العام.

وتظهر إيطاليا وألمانيا علامات التراجع أيضا. وهو ما ظهر حين خففت إيطاليا من بيان وزارى وقعته 10 دول أوروبية للوفاء بالتعهد. كما أجلت ألمانيا نشر سياستها الخاصة بتنفيذ الالتزام بسبب الانقسامات الداخلية.

كانت هذه الدول وقعت بيانًا فى Cop26 العام الماضى لإنهاء الدعم العام المباشر الجديد «لقطاع طاقة الوقود الأحفورى الدولى بلا هوادة» بحلول نهاية عام 2022.

لكن منذ غزو روسيا لأوكرانيا فى فبراير، أدى التدافع لتأمين إمدادات الغاز من مصادر بديلة إلى خلق رياح معاكسة هائلة.

وقال جيرليند هيكمان، نائب المدير بوزارة الشئون الاقتصادية والعمل المناخى الألمانية: «لقد جعلت الحرب فى أوكرانيا عملية التنفيذ أكثر صعوبة، خاصة فى ألمانيا».

كما اجتمع وزراء الاقتصاد والمالية الأوروبيون فى برلين مؤخرا وناقشوا مواءمة تمويل الصادرات مع أهداف المناخ.

واتفقوا على إنهاء التمويل الدولى لعمليات الاستكشاف والإنتاج والنقل والتخزين والتكرير وتوزيع الفحم والنفط والغاز وتوليد الطاقة بلا هوادة.

لكن مصادر قريبة من المحادثات قالت لموقع Climate Home News إن إيطاليا ضغطت مرارًا وتكرارًا لإضعاف لغة البيان.

فهو يسمح لكل دولة باتباع نهجها الخاص فى التنفيذ، مع المراقبة المشتركة. البيان «يعترف بالتطوير المستمر للنُهج الوطنية» ويفسح المجال للوزراء « لاتخاذ قرار بشأن مواءمة السياسات المحتملة بين البلدان».

لقد أزال قسمًا يقول إن أى استثناءات لحظر الوقود الأحفورى يجب أن تكون متسقة مع الحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى إلى 1.5 درجة مئوية.

لقد تم الكشف عن دعم منشأة تسييل الغاز فى الأرجنتين لنقل الغاز المكسر إلى أوروبا - وهى خطوة يقول نشطاء إنها تنتهك الالتزام الذى قطعوه فى اتفاق جلاسكو العام الماضى.
دعاء : رب زدنى علما وألحقنى بالصالحين.