جلال عارف يكتب: الحرب والمناخ.. ونداء شرم الشيخ

جلال عارف
جلال عارف

دعوة مصر لإيقاف الحرب فى أوكرانيا والتى طرحها الرئيس السيسى على قمة شرم الشيخ للمناخ.. قد يكون ضروريا أن تتحول إلى نداء جماعى من الدول المشاركة فى القمة التى تنعقد فى ظل تصعيد مستمر، وحديث عن تهديدات باستخدام قنابل قذرة، وقصف بالقنابل حول مفاعلات ذرية يهدد باستفحال الكارثة.

كارثة الحرب ليست بعيدة عن قضايا المناخ، يكفى أن نرى التأثيرات الكارثية للحرب على أزمة الغذاء فى العالم، وعلى أزمة الطاقة التى ضاعفت استخدام الفحم الملوث للبيئة. ويكفى أن نرى معاناة دول العالم الثالث من أعباء حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ومع ذلك يتحملون الجزء الأكبر من فواتير الحرب مع ارتفاع الأسعار العالمية ونقص الغذاء وإضافة مئات الملايين إلى من يعانون خطر المجاعة. ويكفى أن نرى الأطراف الكبرى فى الحرب تنفق مئات المليارات بسخاء على الحرب بينما لا تدفع ما تعهدت به من مساهمات محدودة فى المعركة لإنقاذ العالم من مخاطر المتغيرات المناخية!!

إنهاء الحرب يفتح الطريق أمام تعاون مطلوب بين القوى الكبرى فى قضايا عديدة من أهمها منع الكارثة التى تنتظر العالم بسبب التغيرات المناخية. صوت شعوب العالم وهى تدعو لإنهاء معاناتها من الحرب وآثارها لابد أن يكون مسموعا بقوة. والوقت مناسب لأن الكل يعاني، والأطراف الأساسية فى الحرب أن خطر المواجهة المباشرة بينهما ليس مستعدا وأن شعوبها لم تعد تقبل السير فى حرب بلا نهاية وهى تعرف أن أحدا لن ينتصر فى هذه الحرب!

خطر المواجهة المباشرة بين روسيا وحلف «الناتو» بقيادة أمريكا فتح أبواب الاتصال بين العسكريين فى واشنطون، وموسكو، وجعل مستشار الأمن القومى الأمريكى يتصل بنظرائه فى روسيا. والتطورات الداخلية فى أمريكا تجعل من الضرورى  على الرئيس الأوكرانى أن يفهم أن الدعم الأمريكى له حدود«!!» والرسائل عديدة فى هذا الشأن وآخرها امتناع أمريكا عن تزويد أوكرانيا بطائرات مسيرة متقدمة جدا لمنع التصعيد مع روسيا، والنصيحة الأمريكية لأوكرانيا بإبقاء باب التفاوض مفتوحا حتى ولو كانت المفاوضات مؤجلة!!

وبينما تنتظر أوروبا شتاءها القاسي، تأتى تصريحات رئيس الأركان الأمريكى كاشفة لحجم المأساة وخسائر الطرفين.. حيث قدر خسائر روسيا بمائة ألف قتيل ومصاب، وأن خسائر أوكرانيا بنفس المستوي.. وأظن أنها رسالة تضغط على الجانبين الروسى والأوكراني، وتضغط أيضا على القرار السياسى فى واشنطون حتى لا تتورط أمريكا فيما هو أسوأ!!

قد تكون هناك هدنة إجبارية تفرضها ثلوج الشتاء وسيحاول كل طرف أن يحسن مواقعه على الأرض قبل ذلك، ثم سيحاول الاستعداد للجولة القادمة. هنا سيكون هاما جدا أن يسمع الجميع صوت شعوب العالم وهى تصرخ: كفي!!.. أوقفوا الحرب التى لن ينتصر فيها أحد، وأوقفوا تلويث المناخ الذى يقود الأرض كلها نحو الكارثة!!