محمد بركات يكتب: مساحة للأمل

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أن هناك ازديادا ملحوظا فى مساحة الأمل الذى يراود شعوب العالم ودوله الآن، فى أن يستطيع القادة والزعماء المشاركون فى قمة المناخ «كوب ٢٧» المنعقدة فى شرم الشيخ حاليا، التوافق على كلمة سواء وموقف موحد، يؤدى لاتخاذ جميع الإجراءات العملية اللازمة للتغلب على المهالك التى تحيط بكوكب الأرض، فى ظل المخاطر الشديدة الناجمة عن المتغيرات الجسيمة فى المناخ.

وللحقيقة فإن الوقائع الجارية فى قمة العالم للمناخ بمدينة السلام، تحمل الكثير من الإشارات الإيجابية الدالة على وجود رغبة حقيقية وصادقة، لدى القادة والزعماء للتوصل إلى توافقات حول الخطوات والإجراءات الواجب اتخاذها لإنقاذ الأرض من المصير بالغ السوء الذى تندفع إليه تحت ضغط التغير الحاد فى المناخ.

وهذه المؤشرات تؤكد فى مجملها، على أنه بالرغم من التحديات الكبيرة التى واجهت العالم خلال الفترة الماضية ولاتزال تواجهه الآن، فى ظل التخوف القائم من الاندفاع فى ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى درجتين ونصف درجة أو أكثر، إلا أن هناك من العوامل الأخرى ما يدعو إلى الأمل فى قدرة الدول والشعوب على التغلب على ذلك.

وأن هناك فرصة حقيقية لإنقاذ الكرة الأرضية من هذا المصير ووضع حد لهذه المأساة، بحيث يمكن السيطرة ومنع الكارثة، بالحفاظ على درجة حرارة الأرض دون الوصول إلى مستوى درجتين مئويتين، وتنفيذ اتفاق باريس فى هذا الخصوص.

وهذه المؤشرات تؤكد كذلك وجود اقتناع عام ورغبة صادقة، لدى الزعماء والقادة، على أن تقوم الدول المتقدمة باتخاذ خطوات مؤكدة وجادة للحد من الانبعاثات الكربونية، والسيطرة على التدفقات الملوثة للبيئة والمؤدية لتدهور المناخ.
كما أن هناك توافقا عاما على الوفاء بالتعهدات التى أعلنت عنها هذه الدول، لتمويل ودعم جهود معالجة أخطار المناخ التى تتعرض لها الدول النامية والأقل نموا.