محمد بركات يكتب: مسئولية الدول الكبرى «3»

محمد بركات
محمد بركات

التحدي الكبير الذي يواجه الحشد الضخم من زعماء العالم وقادته المجتمعين فى شرم الشيخ، للمشاركة فى قمة المناخ -كوب 27-، هو الاتفاق أو التوافق على خطة محددة لإنقاذ كوكب الأرض، من كارثة الفناء التى تنتظره، إذا استمرت الممارسات والأفعال الضارة بالمناخ والملوثة للبيئة، التى قامت وتقوم بها الدول الصناعية الكبرى طوال السنوات والحقب الماضية وحتى الآن.

والكارثة التى يخشاها العالم كله الآن، لم تعد متوقعة بل أصبحت واقعة وحالة بالفعل، فى ظل ما نراه وما نشهده من فيضانات هائلة وعواصف مدمرة، وغرق للأراضى الساحلية تحت مياه البحار والمحيطات، فى إشارات واضحة للمصير السيىء الذى ينتظر الجميع إذا ما استمروا على تجاهلهم للأخطار الناجمة عن تغير المناخ.

ويعلم الجميع الآن.. ان هذه الأخطار المدمرة ناتجة عن ازدياد وانتشار ظاهرة الاحتباس الحرارى، التى نتجت عن الانبعاثات المستمرة للغازات الكربونية فى الجو، وما أدت إليه من ارتفاع درجة حرارة الأرض وزيادة معدل ذوبان الجليد فى القطب المتجمد، وارتفاع مستوى المياه فى البحار والمحيطات،..، وهو ما يتطب المواجهة قبل أن تحيط الكارثة بالكل وتأخذ الجميع للهاوية.

وكل القادة والزعماء الذين اجتمعوا فى شرم الشيخ يعلمون أن الوقت أصبح ضيقاً، وأنهم لا يملكون رفاهية الارجاء أو التأجيل، فى السعى الجاد للتوصل الى قرارات واضحة وخطة محددة معلنة، لمواجهة الكارثة، التى أصبحت تدق على الأبواب بالفعل،..، ولذا فإن الأمل كبير فى أن نرى تحركا جادا من الكل لاتخاذ قرارات ملزمة ينفذها الجميع.

وما ننتظره هو أن تقوم الدول الصناعية الكبرى، التى تسببت ولاتزال فى زيادة الاحتباس الحرارى وتغير المناخ، ووقوع هذه الاضرار والاخطار التى تهدد البشرية والعالم كله الآن، بدفع فاتورة العلاج والانقاذ، وذلك برصد التمويل اللازم لمواجهة الكارثة ومساعدة الدول النامية على المواجهة تكنولوجيا ومادياً واقتصاديا.

ليس هذا فقط، بل لابد ان يتواكب مع ذلك أمران ضروريان،..، أولهما.. السعى الجاد من جانب هذه الدول لوقف الأنشطة والممارسات الملوثة للبيئة، والمؤدية إلى زيادة الاحتباس الحرارى وارتفاع درجة حرارة الآرض.

وثانيهما.. التوسع فى الاعتماد على الطاقة النظيفة، والمتجددة، بدلاً من مصادر الطاقة الكربونية، وأن تقوم الدول المتقدمة بمساعدة الدول النامية على الأخذ بهذا فى سعيها للنمو الصناعى والاقتصادى.
والسؤال الآن.. هل تقوم الدول الكبرى بذلك؟!