فى الصميم

ليست قمة للوعود بل لإنقاذ العالم!

جلال عارف
جلال عارف

رغم الظروف الصعبة التى يمر بها العالم، فإنه لا يملك رفاهية التخلى عن مواجهة الخطر الأكبر وهو التغيرات المناخية وتلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة التي تهدد استمرار الحياة على كوكب الأرض وأكثر من إنذار شهده العالم فى الفترة الأخيرة مابين فيضانات مدمرة اجتاحت أوربا ومناطق أخرى كان آخرها باكستان،، وبين جفاف يضرب دولا عديدة فى إفريقيا وأوربا يشعل الحرائق ويسبب أضراراً فادحة للزراعة التى خسرت أكثر من ١٠٪ من إنتاجها، وكان ذلك سبباً فى مضاعفة أزمة الغذاء التى يواجهها العالم.


من هنا يأتى اهتمام العالم بقمة شرم الشيخ للمناخ، ويأتى هذا التمثيل الرفيع المستوى لمعظم الدول. ومن هنا أيضا تأتى الآمال بأن تكون القمة انطلاقة جديدة لمواجهة ضرورية لإنقاذ العالم يتم بها تنفيذ ماسبق الاتفاق عليه من قرارات وما سيضاف إليها فى القمة الحالية، ولا تتهرب بعدها الدول الصناعية الكبرى من مسئولياتها كما فعل العديد منها حتى الآن!
الدول الصناعية الكبرى هى المسئول الأول عن التلوث المناخى، وهى أكثر من يعرف خطورة الموقف ويدرك ضرورة الوفاء بما التزمت به فى قضيتين أساسيتين: الأولى خفض إسهامها فى التلوث المناخى بنسبة ٤٥٪ قبل ٢٠٣٠، والثانية هى سداد المائة مليار دولار التى تعهدت بها لمساعدة الدول النامية ومحدودة الدخل (وفى مقدمتها دول إفريقيا) على مواجهة المتغيرات المناخية.


المائة مليار دولار لا تساوى شيئاً بجانب الخسائر التى لحقت بهذه الدول من التلوث المناخى، لكنها ستكون دليل جدية الدول الصناعية الثرية فى معالجة ما سببته من أضرار، وفى تلافى الأسوأ من المخاطر التى ستتضاعف إذا غابت المواجهة. يبقى أن عاملاً هاماً فى معركة إنقاذ العالم من الآثار المدمرة للمتغيرات المناخية يتمثل فى حصول الدول النامية (وخاصة فى إفريقيا) على المساعدة الضرورية لتحقيق التنمية والاعتماد على الطاقة النظيفة. ما أنفقته أطراف الصراع فى أوكرانيا على حربهم الكارثية كان كافياً لو ذهب لتحقيق هذا الهدف.. لكان المشهد مختلفاً!!
أكثر من أى وقت مضى يدرك العالم حجم المخاطر، ويأتى إلى واحة الأمان فى مصر،.. ليس فقط لتفادى الأسوأ، ولكن لكى يؤمن الطريق إلى مستقبل أفضل. لا يريد العالم مزيداً من الوعود، بل قرارات تنفذ، وتعهدات يجرى الوفاء بها.