فى الصميم

هل تسقط دولة «تويتر»؟!

جلال عارف
جلال عارف

لم يكن حدثاً عادياً أن يعرض أهم مليارديرات العالم "آيلون ماسك" مبلغاً خرافياً بلغ 44 مليار دولار؛ لكى يستولى على موقع "تويتر".. حاولت الإدارة الاعتراض ومنع الصفقة، لكن معظم المستثمرين لم يقاوموا إغراء البيع بهذا السعر المرتفع، وما أن تمت الصفقة حتى بدأت المشاكل التى تُهدد بأن تذهب "تويتر" إلى جحيم الفوضى، كما اعترف الملياردير "ماسك"!!

لم تكن "تويتر" فى حاجة للمزيد من المشاكل، كانت قد دخلت سابقاً العديد من الصراعات تجاوزت معظمها، وكان من بينها الصراع مع الرئيس الأمريكى السابق ترامب، حين حذفت بعض تغريداته؛ لأنها - كما قالت الشركة - تتعارض مع القيم التى تلتزم بها وتدعو للعنف أو الكراهية!! وكان رد ترامب بعد ذلك أن أنشأ قناة التواصل الاجتماعى الخاصة به، ولهذا رحَّب ترامب بانتقال ملكية "تويتر" إلى "ماسك"، لكنه اعتذر عن عدم تلبية دعوته للعودة إلى "تويتر"، مفضلاً الاحتفاظ بقناته الخاصة.. وربما تفادياً لتقلبات فى سياسة "تويتر" أو مشاكل يتوقعها!!

وما أكثر المشاكل التى غرقت فيها "تويتر" خلال أيام من انتقال ملكيتها إلى الملياردير "ماسك".. كان هناك توجس من تضارب مصالح أغنى رجل فى العالم مع المصلحة العامة، ومن تعديل سياسة التحرير والضوابط الموضوعة من قبل، وخلال بضعة أيام أعلن "ماسك" عن رسوم للحسابات الخاصة على "تويتر" بمقدار 8 دولارات شهرياً، وقام بحملة فصل تستهدف التخلص من نصف العاملين فى الشركة، وكشف عن أن ذلك بسبب الخسائر التى تلحق بالشركة بعد توقف معظم الشركات الكبيرة مثل "فولكسفاجن وجنرال موتورز" عن الإعلان على "تويتر" استجابة لحملات منظمات الحقوق المدنية المعترضة على سياسات "ماسك"، وأخيراً ينضم الرئىس الأمريكى "بايدن" إلى معركة "تويتر" مؤكداً أن "ماسك اشترى منصة للتواصل الاجتماعى ترسل وتنشر الأكاذيب"، بينما يحاول "ماسك" التأكيد على أنه لن يُغير فى قواعد الإشراف على المحتوى متهمًا جماعات الحقوق المدنية بأنها تدمر حرية التعبير فى أمريكا.

والمعركة فى بدايتها، ومستقبل "تويتر" أصبح محل تساؤل، معظم الإعلانات متوقفة، والشركات الكبرى متوجسة من سيطرة "ماسك"، ومنظمات المجتمع المدنى القوية تواصل حملتها، والسياسة حاضرة بقوة فى المعركة، و"ماسك" يعترف بأن الشركة أصبحت تخسر 4 ملايين دولار كل يوم، والسؤال.. هل بدأت دولة "تويتر" رحلة السقوط؟!