نبض السطور

جنون التريند!!

خـالد مـيرى
خـالد مـيرى

كم من الجرائم تُرتكب باسم التريند، جرائم فى حق مهنة الإعلام وفى حق المشاهدين وفى حق المجتمع وقيمه ودينه وتقاليده، جرائم لم تجد حتى الآن من يحاسب عليها ومن يوقفها لتستمر فى الزحف كالسم داخل عروق المجتمع.


ياسمين عز مذيعة قناة ام بى سى عنوان صارخ لجنون التريند، والبحث عن الشهرة بأى ثمن واستفزاز المجتمع بأكمله وإهانة المرأة دون حسيب أو رقيب.


ياسمين عمرها الإعلامى ١٠ سنوات وأكثر ما جذب الناس لها صورها قبل وبعد، صورها عندما بدأت تمارس الإعلام وصورها بعد إجراء عمليات التجميل التى أنستها أنها امرأة.. لتذكرنا فقط  طول الوقت أنها عروسة حلاوة مستعدة أن تقول وتفعل كل ما هو مستفز وغريب، فالمهم أن تتصدر التريند ولتذهب الأخلاق والقيم إلى الجحيم.. إلى حيث ذهبت ملامحها القديمة قبل التلميع وعمليات التجميل.


ياسمين قالت لمن قارن بين صورها قبل وبعد اللى ما تعرفش ترقص تقول الأرض معووجة، والحقيقة يا ياسمين إنك أنت اللى معووجة وفى غيبة من الرقابة والمحاسبة تصدرت التريند من أقصر الطرق.. طريق الرقص والعوج بلا أى قيمة أو هدف أو سبب.


ياسمين نصحت السيدات عندما تتزوج أن تضع كرامتها فى الدرج وقالت إنه طبيعى الراجل يبص لواحدة تانية طالما شايف بوز فى البيت، وان الست تزعل ليه لما الراجل يدوس على السجادة بجزمته طالما شاريها بفلوسه، وآخر ما تفتق عنه ذهنها الغائب فى متاهات التريند والعوج كان تصريحها مع وفاء مكى بأن أحلى حاجة فى الست الهضاب والتلال.
بالله عليكم لو دفعنا لعدو لمجتمعاتنا أكوامًا من الذهب كى يهدم أخلاقنا وسلوكياتنا ويهدم بيوتنا ويهين سيداتنا، هل يمكنه أن يفعل أكثر مما تفعل هذه المحسوبة زورًا وبُهتانًا على الإعلام، التى تتمسح فى مهنة هى بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.


من حق ياسمين أن تمارس جرائمها وأن تلقى ببقايا ما يسمى آراءها، ولكن ليس من حقها أن تفعل ذلك من خلال شاشة تليفزيون، ليس من حقها أن تطل علينا برأسها الذى تلاعبت به عمليات التجميل لتنشر سمومها بحثًا عن تريند، هذه الجرائم كانت فى مقدمة اهتمامات وقرارات اجتماع وزراء الإعلام العرب الأخير فى القاهرة، ويجب أن تتوقف فورًا.. فهل جريمة هذه الياسمين أقل من جرائم نيتفليكس وديزنى الذين يريدون فرض قيمهم وشذوذهم الجنسى والفكرى علينا، ياسمين فى كل أسبوع تلدغ مجتمعنا وتضرب فى قيمة الأسرة والتماسك والمحبة والمودة.. تهاجم قيمنا وتريد المرأة جارية تتعبد لدى سيدها، ياسمين إذا كانت ارتضت ذلك لنفسها بعد التجميل فنحن لا يمكن أن نقبل ذلك لسيداتنا، ولا يمكن السكوت أبدًا على استهداف مجتمعنا وقيمنا وتقاليدنا وديننا بهذا الشكل الفج والمستفز على مذبح التريند..


أعتقد أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزراء الإعلام العرب مطالبون بوقفة ضد هذا البرنامج وأمثاله، قبل أن يجتاح جنون التريند إعلامنا.. وقبل أن تضيع قيمنا وأخلاقنا على هذا المذبح المجنون وعلى يد مدمنى التريند والشهرة.