حال مهرجانات السينما المصرية l عودة الرؤساء القدامى .. إفلاس أم ثقة ؟

مهرجان القاهرة السينمائى
مهرجان القاهرة السينمائى

أحمد إبراهيم

حالة من الجدل انتابت الوسط الفنى بعد تعيين الفنان القدير حسين فهمى مرة ثانية لإدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بعد غياب فترة طويلة للغاية عن آخر دورة له فى رئاسة المهرجان، وكذلك عودة عصام زكريا لرئاسة مهرجان الإسماعيلية، وكذلك الإبقاء على بعض رؤساء المهرجانات حتى الآن، منهم سيد فؤاد بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ومحمد عبد الخالق بمهرجان أسوان لأفلام المرأة، حيث يرى البعض أنهما لديهما خبرات كبيرة ومن أجل ذلك تم تعيينهما، ويرى آخرون أنه نوع من أنواع الإفلاس حيث من الأفضل إعطاء فرصة لكوادر جديدة تتمتع بالحيوية والشباب وضخ دم جديد فى المهرجانات، وبين كل تلك الآراء تناقش أخبار النجوم مع عدد من النقاد وجهة نظرهم فى عودة فهمى وزكريا مرة أخرى إلى إدارة تلك المهرجانات.

يقول الناقد طارق الشناوى: “تجربة عودة حسين فهمى لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى وعصام زكريا لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة لا يمكن الحكم عليها الآن على الإطلاق، فمن المبكر أن نحكم عليهم ولم تنطلق المهرجانات التى يعملون بها حتى الآن، فيجب على الأقل الانتظار حتى نهاية المهرجان فى دورته القادمة، ثم بعد ذلك نرى إذا كانت عودتهم كانت جيدة أم أنه كان يجب الاكتفاء بما قدم فى دورات سابقة”.

ويضيف الشناوى قائلًا: “يجب الحكم على الاثنين بشكل جديد، أى أننا يجب أن ننسى أنهما توليا رئاسة هذين المهرجانين من قبل، ونرى التجربة كأنها الأولى لهما، وعن أى مدى سيتم تطوير المهرجان على أيدى كل منهما، فهذا هو المقياس الحقيقى لكل منهما وليس الحكم الآن قبل أن نرى عملهما حتى، فكل حكم الآن عليهم ظالم وغير واقعى”.

ويوضح الشناوى قائلاً: “يجب أن نذكر الآن أن الدور العظيم الذى قدمه محمد حفظى فى الدورات السابقة شيء مميز، وأضاف كثيرًا لمهرجان القاهرة وأيضًا دور سعد هنداوى قدم الكثير لمهرجان الإسماعيلية ويجب تكريمهما مثلما حدث فى مكتبة الإسكندرية، حيث شاهد الجميع الحفل الضخم من أجل تكريم الدكتور مصطفى الفقى الرئيس السابق للمكتبة على ما قدمه وهو شيء جيد بالقطع.

فارق كبير

أما الناقد أحمد سعد الدين فيقول: “هناك فارق كبير للغاية بين عودة عصام زكريا لمهرجان الإسماعيلية وحسين فهمى لمهرجان القاهرة، ولا يمكن مقارنة عودتهما ببعض، فالفنان حسين فهمى قدم دورات مميزة للغاية بمهرجان القاهرة؛ ولكن قبل ٢٠ عامًا بالتمام والكمال، وهو زمن بعيد للغاية وعودته ينتظرها الجميع من أجل أن نرى ما الجديد الذى أتى به بعد كل هذا الوقت، فالأمر أصعب بكثير والحمل أكبر على حسين فهمى لكى يثبت أنه أتى بجديد ومميز عما قدمه الآخرون وليس فقط أنه كان مميزاً من ٢٠ عاماً”.

ويضيف سعد الدين: “الوضع مختلف تمامًا عند عصام زكريا حيث لم يبتعد عن إدارة مهرجان الإسماعيلية وهو ما يسهل كثيرًا الأمر عليه، فهو قادر على تقديم دورة مميزة بكل سهولة ومجهود قليل نسبياً”.

وحول ما إذا كانت توجد كوادر قادرة على شغل مناصب إدارية جيدة بالمهرجانات فى مصر يقول سعد الدين: “مصر بها كوادر عظيمة للغاية وقادرة على إدارة أى مهرجان ولكن نحن فى وقت حرج فكان يجب الاستعانة بخبرات سابقة من أجل إدارة دورتين على الأقل فى المهرجانات ثم نعود إلى إعطاء فرصة جيدة للكوادر الجديدة”. 

مكسب كبير

ومن جانبه يقول الناقد محمود قاسم “عودة عصام زكريا مكسب كبير للغاية بكل تأكيد لمهرجان الإسماعيلية وكان من الغريب أن يتم إبعاده فى الفترة الماضية مع العلم أنه قدم عملًا جيدًا جدًّا لسنوات طويلة أما عودة حسين فهمى فهى محل شك فى إمكانية نجاحه من عدمه”.

ويتابع قاسم: “نحن نمر بفترة عصيبة للغاية فى إدارة المهرجانات فلا يوجد كوادر جديدة مميزة والدليل استمرار رئيس مهرجان الإسكندرية لفترة طويلة وعودة حسين فهمى مرة أخرى بعد أكثر من ٢٠ عامًا، وهو دليل لعدم وجود كادر جيد قادر على قيادة إدارة مهرجان جيد، ويجب خلال الفترة القادمة الحرص على تقديم كوادر جديدة تتمتع بخبرة وحيوية شباب للإدارة”.

أقرأ أيضأ l ملتقى القاهرة السينمائي يعلن قائمة المشاريع المشاركة في المهرجان